اتهمت كارولين بوارون زوجةُ الصحافي الفرنسي جيل جاكييه، الذي قتل بالقرب من مدينة حمص في يناير من العام الماضي، النظام السوري بتدبير اغتيال زوجها من قبل المخابرات الجوية وماهر الأسد وميشيل سماحة، الذي منح جيل تأشيرة الدخولِ إلى سوريا، ورتب مواعيد لقاءاته، جاء ذلك في كتابٍ صدر الأسبوعَ الماضي يحمل عنوان "الموت السريع أو الغامض".كتاب جديد للمصورة الصحافية كارولين بوارون زوجة الصحافي جيل جاكييه، التي عاشت لحظات موت زوجها بالقرب من مدينة حمص، أثناء تغطيته الإخبارية للقناة الفرنسية الثانية معتمدة على عدسة كاميرتها، وعلى ذاكرتها بعد مرور نحوِ عام على موت زوجِها متهمةً النظام السوري بأنه هو الذي دبر عمليةَ اغتيال زوجها."كارولين بوارون مؤلفة الكتاب قالت لـ"العربية": "أتهم نظام بشار الأسد، إنها عملية مدبرة، لدي أدلة كثيرة وصور وأفلام وشهود، وخبراء الجريمة أكدوا أنها عملية مدبرة ونفذت بسرعة".وتقول كارولين لسوءِ حظِ النظام السوري كمية الصور التلفزيونية التي صورتها محطاتهم، وصور التلفزيون السويسري الذي كان يرافقُهم وضحت بصمات الجريمة، إضافة إلى الصور المرعبة والخائفة التي توضح عمليةَ الاغتيال.وتؤكد كارولين: "ثلاث جهات مخابراتية شاركت في عملية الاغتيال، واحدة قامت بعزلنا عن جيل، والثانية قامت باغتياله بآلة حادة كانت داخل البناية، والثالثة رجال من الشبيحة للتمويه، وقامت بإخراج جثة جيل وتصويرها ولم ينتبهوا بأني أراقب كل شيء".يدحضُ الكتابُ القولَ بأن قوات المعارضة السورية هي التي قتلت الصحافي الفرنسي، وذلك من خلال التفاصيل التي يرويها صحافيان سويسريٌ وجزائريٌ شاركا في تأليفِ الكتاب، ويؤكدان أن المعارضةَ السورية لا تعرف، بمجيئِهم إلى حي عكرمة الجديدة، التي تمت فيها عمليةُ الاغتيال.وأضافت كارولين: "نعرف ماذا حصل لجيل بفضل ما توصل إليه الخبراء والمحققون وشهود العيان، وكلها تشير بأن عائلة مخلوف وماهر الأسد وعلي مملوك وميشيل سماحة الذي شجع زوجي على المجيء الى سوريا ومنحه فيزة الدخول جميع هؤلاء سنجرهم الى المحكمة الدولية".ويختم الكتاب مذكراً بأن الصحافي الفرنسي جاكييه سبق وأن دخل سوريا وقام بتصوير نشاطِ المعارضةِ السورية، وهو ما أزعجَ النظام ومخابراته التي قامت بدعوته عن طريق ميشيل سماحة لتصوير الفرقةِ الرابعة التي يشرف عليها ماهر الأسد ثم اغتيالِه لتوجيه رسالة إلى الحكومة الفرنسية الداعمة للثورة السورية ولمنع تصوير جريمتِها البشعة عالمياً.