^   رئيس مجلس النــــواب اللبنــــاني نبيه بري المتضامن مع “حق الشعــب البحريني الذي خرج بسلمية تامـــــة في أن ينــــال حقوقه” دون أن يقصد تكلم عن أمة الفاتح، فهــــم من خرجــــوا بسلمية تامة يطالبون بحقــــــوقهم المشــــروعة في بلد عرض في المــــزاد برعاية من يسمون معارضة، ومعهم بري ودشتي والصدر وعبد اللهيان، وصنوف من البشر وأسماء خرجت من حيث خرجت لا يحق لأي منها التدخل في البحرين ولا التكلم باسم شعبها. شعب البحرين يا سيد بري لا يؤمن بمحاصصتك ولا طأفنة السياسة التي اججت الحرب الأهلية اللبنانية، والتي استمرت اكثر من عشر سنين وراح ضحيتها اكثر من مائة ألف لبناني، الأمر الذي يبرر أن نخباً وقطاعاً كبيراً في لبنان يريد إنهاء النظام الطائفي الذي يحكم منذ نهاية الاستعمار ويطالبون بنظام مدني لا يعترف بالطوائف ولا يكون مبنياً على الفروق الدينية وكيفية الصلاة والصوم وأداء الشعائر والعبادة، ففي جمهورية ونظام ديمقراطي لماذا لا يحق لمسلم ان يكون رئيساً أو لشيعي أن يكون رئيس وزراء أو لسني ان يرأس البرلمان؟ السياسة التي نؤمن بها في البحرين هي إصلاح الاقتصاد وإحلال العدالة والرفاهية للمواطنين كلهم والحرية المسؤولة وضمان الحقوق وفق المواطنة، وليس على أساس كم سني وكم شيعي وكم مسيحي، استطعنا ان نتعايش حتى صار البعض يفكر مثلك في التقسيم، بحيث كل طائفة تأخذ نصيبها من الكعكة بدلاً من التعامل مع الوطن بمفهوم وحدة واحدة. يبقى أن نقول إن على بري أن يفطن لحقيقة أن سبب الانشقاق الهائل في الشارع البحريني هو الكابوس اللبناني، حال لبنان وبالأخص نظامها السياسي يضرب فيه المثل في البحرين، يؤمن أكثر من نصف البحرينيين أن ما رأيناه في فبراير 2011 وما تلاه هو بروفة لما سيكون عليه الحال إن تمكنت الحركة الشيعية المتمثلة أساساً في الوفاق وحق ووفاء وأحرار البحرين -كلها شيعية- من تنفيذ أجندة طائفية، خصوصاً بعدما وصل الحال إلى فتاوى دفاع مقدس وإزهاق ارواح وسحق الأمن، لا نريد أن نكون مثل لبنان ولا العراق ولا إيران، نفس النهج ونفس الشعارات ونفس الأسلوب، السجال الطائفي والمحاصصة والطائفية التي تدير كل مفاصل الدولة. لبنان ليس البلد المثالي ولا الحلم، لبنان طفشت منه رؤوس أموال كانت لتجعله جنة استثمار حقيقية وأتت للخليج حيث الأنظمة التي لا تعجبك، لبنان البلد الجميل ليس قبلة السواح على عكس ما هو مفترض، لبنان يحاول التعافي منذ عقود بعدما كان باريس الشرق. شعب البحرين ليس الوفاق التي تستقبلون معمميها في مكاتبكم، شعب البحرين مكونات كثيرة وآراء وتوجهات مختلفة، ان لم تفهموا هذا فالصمت أفضل وأكرم.