قالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة إن المنامة، رغم صغر مساحتها الجغرافية، يتسع قلبها لثقافات العالم، وهذا يندرج ضمن سياسة وتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، الذي طالما أكد على أهمية هذه العلاقات المشتركة.ورحبت الوزيرة -خلال مشاركتها في منتدى وزراء الثقافة العرب في بكين، ضمن الدورة الثالثة لمهرجان الفنون العربية بالصين، من الأمس وحتى 16 الجاري- باسم المنامة «مدينة السياحة الآسيوية لعام 2014» بكافة أشكال التعاون الثقافي والفني المشترك مع جمهورية الصين الشعبية، مردفة: كيف لا؟ ونسيج العلاقات الدبلوماسية بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية تمتد لأكثر من ربع قرن، وتأكيدنا على أهميّة هذه العلاقات تجسد مؤخراً حين دشنت وزارة الثقافة البحرينية أولى فعالياتها للاحتفاء باختيارها عاصمة للسياحة الآسيوية من خلال معرض طريق الحرير الذي نقل إلى أبناء المنطقة تاريخ العلاقة المشتركة مع الصين.وأضافت الوزيرة أن الحرير ملمس ولون ما هو إلا انعكاس للطريق الذي ربط ماضينا وجمع ما بين الثقافة والتجارة كي يكتب على صفحات كتاب منطقتنا أجمل اللقاءات وأغنى الخبرات من تاريخ حضاراتنا، ومن المنتدى الذي يجمعنا اليوم، نؤكد رغبتنا في تعزيز هذه العلاقات العربية الصينية، مشددين على أهمية البناء المشترك الذي كانت وما زالت «طريق الحرير» فيه عماداً في تعزيز الروابط وتكريس الانفتاح في مجتمعاتنا وشعوبنا.وبينت أن ما يجمع العرب والصين هو الافتخار بماضي الأجداد مع المحافظة عليه، وتجمعنا طريق كتبت عنها أقلام وتكلم حولها كتاب ورويت باسمها قصص بصمت تلك الفترة المزدهرة من تاريخ البشرية. ولزاماً علينا أن نطور اندماجنا الحضاري ونجدد الفكرة التي رسمها الأولون عن أهمية هذا التواصل لنخلق نموذجاً للتعايش والتناغم، يحتذى به في منطقة الشرق الأوسط وشرق آسيا. فإن طريق الحرير ليست مجرد طريق لتبادل السلع التجارية والمنفعة المادية المكتسبة، رغم ما تحققه من مردود اقتصادي، فهي خارطة لطريقٍ نريده جديداً بمضمونه الثقافي، وفريداً بثرائه الذي يتمحور حول الفعاليات والنشاط الثقافي المشترك.وتشارك البحرين في مهرجان الفنون العربية بالصين، الى جانب 18 دولة عربية هي: مصر، موريتانيا، الجزائر، المغرب، السودان، تونس، البحرين، قطر، السعودية، لبنان، فلسطين، العراق، الصومال، جيبوتي، جزر القمر، الأردن، اليمن، الكويت، والإمارات، وذلك عبر معرض للفنانين العرب الذين شاركوا في الورش التي تقام سنوياً في الصين ومن بينها لوحة الفنان أصغر إسماعيل ولوحة للفنان جمال عبدالرحيم، إلى جانب عروض فنية وبصرية متنوعة، اضافة للمشاركة في معرض للتراث الإنساني غير المادي في مدينة شيان، 12 الجاري، بعروض تعكس مهنة الغوص وصناعة الكورار في المملكة.من جانبه قال وزير الثقافة الصيني د. تسي: في ظل زمن العولمة فإن الصين تحرص على تطوير العلاقات مع الدول العربية، وذلك لأن التعاون والتبادل الثقافي هو جسر لا بديل له في بناء العلاقات، وفي ذلك مثال على طريق الحرير التي كانت معبراً للتبادل والانفتاح الثقافي، لافتاً إلى أهمية تعزيز الحوار، مقترحاً إنشاء لجنة مشتركة لإقامة خطط تنفيذية لتطوير الثقافة وتقديم الدعم لـ 500 موهبة فنية عربية للمشاركة في الندوات الدراسية بجمهورية الصين.