كتب - عبدالرحمن محمد أمين:بعد 15 عاماً من زواجه رزق بطفلته الوحيدة، واليوم لديه حفيد يحمل اسمه، وهو يركن للراحة بعد عقود طويلة قضاها في السلك الدبلوماسي سفيراً للمنامة في بغداد وعمان.عبدالعزيز الحسن الدبلوماسي السابق، قضى في عمان 6 سنوات من أحلى سنوات عمره كما يقول، حيث كل شيء متوفر والحياة يسيرة، وكان انتقل إليها قادماً من بغداد بعد أن ساءت الأحوال الأمنية هناك إثر اندلاع حرب السنوات الثمان مع إيران.ابتعث عبدالعزيز الحسن للدراسة في الجامعة الأمريكية ببيروت وبقي فيها لعام واحد فقط، انتقل بعدها إلى مصر ودرس في منطقة القليوبية وتخرج عام 1954.النشأة والبدايات خلال اللقاء مع عبدالعزيز عبدالله بن خليل الحسن الرجل الدبلوماسي والزراعي ومؤسس جمعية البحرين لمكافحة التدخين، تحدث طويلاً عن نشأته في مدينة المحرق، حيث كانت ولادتــه بتاريــــخ 22 أغسطــــس 1929.بين أحياء المحرق ذات العبق التاريخي المميز وفي أزقتها الضيقة بمساحتها والواسعة بطيب قلوب أهلها وناسها، وتحديداً في فريق الصاغة كانت طلعته الأولى للحياة، ومنها كانت انطلاقته إلى المراحل العملية المتقدمة إلى أن وصـــل لهـــا وتولاهــــا طيلـــة حياتـــه.ويتذكر عبدالعزيز أنه كان يقع قرب منزل العائلة بالمحرق بيت المغفور له سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة حاكم البحرين الأسبق، حيث مقر الحكم في تلك الفترة وبجانبه مسجده الذي لا يزال يحمل اسمه «كانت تقطن الفريج عائلات كريمة كثيرة ذاع صيتها وخلدت أعمالها.. هناك عائلات أمثال بن أمين والمحميد وفليفل وبن شدة وإبراهيم وصالح أبناء الشيخ والصاغة والحياك».ومن الأصدقاء المقربين من سكنة الفريج يذكر عبدالعزيز الحسن «الراحل د.راشد علي فليفل وكيل وزارة الصحة السابق، والشيخ إبراهيم بن محمد بن عيسى آل خليفة ويوسف محمد صالح خنجي وحسن السيــــد وكيــــل مساعـــد بوزارة التربية والتعليم سابقاً».الدراسة كانت بداية عام 1940م بالمدرسة الأهلية وكانت تقع في مبنى يملكه الراحل السيد علي، وكان مديرها الأستاذ الراحل ممدوح الداعوق «من المدرسين أذكر عبدالرحيم روزبه وعبدالرحيم بوعلاي ومصطفى الخان، ومن الطلبة راشد علي فليفل ويوسف محمد خنجي والشيخ عبدالعزيـــز محمــــد آل خليفة وزيــــر التربيــــة الأسبـــــق».بعدها انتقل إلى المدرسة الثانوية بالمنامة «كانت تقع فوق مبنى إدارة المعارف السابق بالقضيبية، ووسيلة الوصول إليها هي الباصـــات الخشبيــة».تخرج عبدالعزيز من المدرسة عام 1950، وحصل على بعثة دراسية إلى الجامعة الأمريكية في بيروت «لم استمر سواء عام واحد فقط انتقلت بعدها إلى مصر حيث درست في إحدى الجامعات بمنطقة القليوبية وتخرجت عام 1954، وعند عودتي إلى البحرين وبالنظر لاهتمامي بالزراعة، طلبني الشيخ إبراهيم بن حمد آل خليفة مدير الزراعة وقتها كمساعد له، ثم صرت مديراً للزراعة مدة 25 عاماً».في السلك الدبلوماسيبعد ربع قرن في العمل بالحقل الزراعي، راودت عبدالعزيز الحسن فكرة العمل في السلك الدبلوماسي «طلبت من نائب رئيس الوزراء الحالي الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة وكان حينها وزيراً للخارجية الانتقال إلى وزارته فوافق على الفور وتم تعييني في أول عمل لي خارج البحرين سفيراً لدى الجمهورية العراقية أيام رئاسة الرئيس الراحل صدام حسين، وهو أول رئيس أقدم له أوراق اعتمادي».ونظراً لصعوبة العيش في بغداد إبان تلك الفترة وخاصة عقب اندلاع الحرب العراقية الإيرانية عام 1980 «طلبت نقلي إلى مكان آخر فتم تعييني سفيراً للبحرين لدى المملكة الأردنية الهاشمية، وتشرفت بتقديم أوراق اعتمادي للملك الراحل الحسين بن طلال، واستمر عملي في الأردن 6 سنوات كانت من أحلى سنوات عمري، حيث أن شعب الأردن من أطيب الشعوب العربية وكانت الحياة ميسرة والحاجات متوفرة، بعكس العراق التي لم أحصل خلال إقامتي فيها على غسالة.. كنت أنا وزوجتي والخدم نغسل ثيابنا بأيدينا.. وكنت خلال عملي في الأردن أذهب كل يوم جمعة إلى المسجد الأقصى بفلسطين لأداء صلاة الجمعة فيه».في جمعية مكافحة التدخين كان عبدالعزيز الحسن مدخناً شرهاً مدة 10 سنوات كاملة «لكني شعرت بفداحة خطأي فقررت التوقف عن التدخين فوراً، ومصادفة تعرفت على الدكتور محمد الخطيب حيث ذكر لي مخاطر التدخين على الصحة، وقررنا سوياً القيام بعمل نشرح من خلاله مضار التدخين، وأنشأنا جمعية مكافحة التدخين حيث بدأنا بزيارة مختلف المدارس وتنظيم الندوات في الأندية حيث لاقت أعمالنا ترحيباً واسعاً، واستطعنا تخليص الكثيرين من عادة التدخين، وكنت رئيساً للجمعية حتى عام 2003».ومن الأمور الطريفة التي لا ينساها عبدالعزيز الحسن «التقيت في أحد الأيام بشخص مدمن على المخدرات.. كان يريد القول إنه مدمن سابق ولكنه يخجل عن الإفصاح، لكن بخبرتي عرفت قصده فقلت له أنت منهم؟ فقال صراحة كنت منهم ولكن بفضل الله وما سمعته منكم هجرت المخدرات نهائياً».ومن الأمور التي كان لها تأثير كبير في مجرى حياته أن والدته كانت تصوم الدهر وكانت كثيرة الذهاب إلى مكة المكرمة لأداء الحج رغم الصعوبات الموجودة في تلك الفترة، حتى أنها كانت في بعض السنين لا تعود إلى البحرين بل تبقى في مكة المكرمة إلى موسم الحج في السنة التالية.تزوج عبدالعزيز بتاريخ 29 يونيو 1958 من السيدة الفاضلة فوزية عبدالله حسن الزين، إلا أنه لم ينجب منها إلا بعد مرور 15 عاماً على زواجه، وهنا قالت زوجته إن تلك الفترة كانت فرصة لزيارات خارجية إلى دول كثيرة عربية و أجنبية، ولم يرزقا سوى بنت واحدة واليوم لـــدى عبدالعزيـــز حفيــد واحـــد يحمـــل اسمـــه.العلاقات الاجتماعيةارتبط عبدالعزيز بعلاقات صداقة وثيقة مع صاحب السمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة «كان سموه دائم السؤال عني، وكنا كثيراً خلال اجتماعاتنا يركز سموه على الزراعة والاهتمام بها لأنه كان محباً لزراعة النخيل والأزهار ومولعاً بها، و مما يؤسف له في وقتنا الحالي انقطاع بل أقول انعدام العلاقة بين الناس، ولي أنا تجربة شخصية في هذا المجال، فبعد تقاعدي عن العمل وتقدمي بالسن لم يعد أحد من الأصدقاء يزورني في بيتي أو يسأل عن صحتي وأحوالي».ولا يفوت عبدالعزيز الفرصة ليشكر دار المحرق لرعاية الوالدين «أخص بالشكر حسن محمد بوهزاع رئيس مجلس الإدارة والأستاذ خميس علي جاسم المنسق العام لبرنامج رأس الشهر الذي تقيمه الدار مطلع كل شهر وتستقبل خلاله أحد شخصيات البحرين ممن أعطت وضحت من أجل البحرين وشعبها، وتهدف الدار من ورائه خلق الانسجام والترابط الاجتماعي عبر تقديم العديد من البرامج خدمة لكبار السن رجالاً ونساء، حيث استقبلني في الفترة الأخيرة للمشاركة في إحدى برامجها الشيقة لإلقاء كلمة حول تجربتي العملية في الأمور الزراعية والدبلوماسية».ويقول «كانت فرصة للخروج من نطاق البيت الضيق للالتقاء بالناس وتذكر مسقط رأسي مدينة المحرق، وأتقدم بخالص الشكر والتقدير للأخ الدكتور والمستشار القانوني مال الله الحمادي على تشريفي بالحضور إلى منزلي وتقديمه هدية تذكارية».