يطلقون على الشعار الانتخابي أداة جذب الناخبين، أو واجهة العرض لبضاعة المرشحين، وهذه الواجهة تنال رضا الناخبين وفقاً لجودة البضاعة المعروضة، وأسلوب العرض.ويعرف المختصون، الشعار الانتخابي، بأنه أسلوب فني يستخدم للتأثير في آراء الناخبين وقناعاتهم عبر بعض الآليات لكسب أكبر عدد ممكن منهم، مع الحرص على أن يتسم الشعار بالبساطة والوضوح وعدم التناقض وارتباطه بواقع الناخبين.ومن هذا المنطلق، يحرص كل مرشح أن يختار شعاراً انتخابياً يستطيع من خلاله التأثير على أكبر عدد من الناخبين، كما يحرص أن يختار أسلوب عرض لهذا الشعار يتناسب مع احتياجات الناخبين وبلغة «السوق»، وبذلك يكون استطاع أن يحقق الطلب المتوقع على سلعته، ويصل إلى نسبة الأرباح التي يتوقعها من هذا العرض.وللشعار الانتخابي مقومات لابد أن يتصف بها حتى يحقق الهدف منه، ويؤكد المختصون أن الشعار الانتخابي حتى يبدأ بالتأثير في الناخبين وآرائهم وقناعاتهم يجب أولاً أن يكون لافتاً لانتباههم، وخاصة وسط الازدحام الكبير لشعارات مختلف المرشحين التي تحاصر الناخبين من كل اتجاه. ففي خضم التنافس الانتخابي يلجأ المرشح إلى حشد كل الجهود للفوز بالمقعد البرلماني، هذا الحشد الذي يبدو في شكل حملات انتخابية قوية، وشعارات انتخابية، واستخدام كافة الوسائل الإعلامية لنجاح حملة المرشح الانتخابية.إن زيادة عدد المرشحين وإعلاناتهم الانتخابية عبر مختلف الوسائل الإعلامية والإعلانية، قد تشتت انتباه الناخبين، وبالتالي يسعى المرشحون إلى إيجاد وسائل مختلفة للفت الانتباه، غير أن لفت انتباه الناخبين يعد بحد ذاته أمراً مهماً بالنسبة للمرشح، حيث يجعل اسمه متداولاً أكثر بين الناخبين، مما يزيد من فرص التصويت له.والشعار الانتخابي لابد أن يعبر عن شخصية المرشح، وفكره وهدفه من الترشيح، ويخطأ بعض المرشحين عندما يستخدمون المبالغة في الطرافة أو الغرابة، في الشعارات الانتخابية، أو في أسلوب ترويج حملاتهم، حيث تصبح هذه الوسائل دليلاً لعدم جدية المرشحين من وجهة نظر البعض، ومحل للتندر بهم.وقد تغيرت على مدى السنوات الآخيرة طبيعة الشعارات الانتخابية في مختلف الانتخابات على صعيد العالم كله، ففي السابق كانت أكثر هذه الشعارات تتتسم بروح الحماس والوطنية، وتعبر بشكل أو بآخر عن الوحدة الوطنية وعشق الوطن، والحفاظ على المكتسبات الوطنية، وتغيرت الشعارات في الآونة الأخيرة حيث أصبح الناخبون يطالبون بشعارات تعكس واقعهم الفعلي، وتنادي بتغييرات سلبياته، فظهرت الشعارات الاقتصادية التي تدعو إلى رفع مستوى دخل المواطن، وحل مشاكله المعيشية.لم تعد الشعارات الرنانة «تغازل» الناخبين وتجذب أصواتهم، أصبح الناخبون أكثر وعياً وإدراكاً بأهداف المرشحين، ولذلك فعلى المرشحين أن يدركوا هذه الحقيقة ويعرفوا أن المصداقية وحدها تستطيع أن تقنع الناخب باختيار هذا المرشح أو ذاك.معهد البحرين للتنمية السياسية