كتبت - شيخة العسم: كثيراً ما تسبب الأطفال بمشكلات، انتهت بالقطيعة بين الأهل، وأحياناً بين الإخوة!. لكن هذه المشكلات؛ لا تصل إلى حد القطيعة إلا لسوء فهم، أو استسلام الزوجة لوساوس الشيطان!. ذلك ما تؤكده حوادث من هذا النوع، ترويها نسوة استطلعت «الوطن» آراءهن!. تقول أم أحمد: مازلت حتى هذا اليوم؛ مقاطعة لزوجة حماي الصغرى رغم مرور أكثر من 40 سنة وقد أصبحنا جدات، «كانت المشكلة «هوشة اليهال» ، حتى إنني لا أتذكر الموضوع بشكل مفصل عدا أن ابني دفع ابنها على الدرج وخرج من رأسه الدم، فقامت الدنيا ولم تقعد وتدخل زوجي وزوجها بسبب أن زوجة حماي قامت بشرح الحادث وتشويش زوجها، وتقاطعنا منذ ذلك اليوم، إلا أن أطفالنا كبروا وأصبحوا أصدقاء، بينما بقينا نحن متقاطعين»!. وتتذكر أم عبدالله: قبل سنوات وفي إحدى عزائم أم زوجي في «البيت العود» غضب حماي علي غضباً شديداً بسبب أنني وبدون وعي مني، تحدثت بصوت مرتفع قليلاً، فارتفع صوته علي خوفاً على ابنته من أن أقوم بإيقاظها، فتدخل زوجي ومنعه من الصراخ علي، فحدثت مشاجرة بين الاثنين بسبب طفلة صغيرة في المهد، ومع تدخل الأشقاء الآخرين، حدثت القطيعة، لكن منذ وقت قريب تراضى الأخوان، فلم أكن لأرضى بقطيعة زوجي وأخيه. وفي موقف كاد يتسبب بالقطيعة؛ تصرفت أميرة محمود بحكمة، «في أحد الأيام كان ابني راشد -4 سنوات- يلعب مع ابن خالته «يوسف» الذي يكبره سنة واحدة وكنت أنا وأختي جالستين نتبادل الحديث، فما أن سمعت صوت «كف قوي» فإذا يوسف قد ضرب ابني على وجهه وبدا أحمر، وقف قلبي وأنا لا أعلم ماذا أفعل، فلو قمت بتوبيخ «يوسف» ستزعل أختي وإن لم أقم فسيتمادى، وكانت الضربة قوية وقاسية، فقامت أختي بأخذ ابني للتخفيف عنه وبعد أقل من 10 دقائق سمعنا ضحكات طفلينا، فقلت في نفسي لو وضعت عقلي بعقل طفل «ابن أختي يوسف» لأدى إلى الزعل وربما للقطيعة، وهذا ما نحاول أن ننتهجه في منزل والدي بألا ندع الأطفال «يخربون» علاقتنا نحن الكبار وهذه وصاة أمنا لنا». بدورها تخشى عائشة خليفة على ولديها القطيعة، بفعل تشويش زوجة أحد ابنيها بكل صغيرة وكبيرة، «لكلا كنتي ابنين في الرابعة، دائماً ما يتشاجرون وشجارهم عنيف أحياناً، إلا أنني دائماً أهدئ أبنائي وأقول لهم «يهال صغار، يتهاوشون وفي دقيقة يتراضون، لا تحطون عقلكم بعقلهم ولا تسمعون حق نسوانكم». بدورها تؤكد الداعية أم علي أن مثل هذه المشكلات التي تنتهي بالقطيعة، ليست وليدة اليوم والأمس، منذ أن كان أجدادنا وأباؤنا يعيشون مع أخوانهم في «البيت العود»، حيث كان الأطفال يتشاجرون مع بعضهم البعض فيتدخل الكبار ويبدأ الشجار وتبدأ القطيعة في بعض الحالات ومن ثم الخروج من البيت لمكان آخر وتبدأ قطيعة الرحم، فالتقارب في المساكن بين الأقارب يعد أحد الأسباب للقطيعة بسبب ما يكون من التزاحم على الحقوق، وبسبب ما يحدث بين الأولاد من مشكلات قد تنتقل إلى الوالدين، وهي مشكلة وقد تزيدها الزوجة اشتعالاً. وتضيف أم علي: من ذلك مثلاً، أن تقول الزوجة لزوجها «ولدك طقوه، ولدك فعلوله»، والمسكين يريد أن يظهر رجولته لزوجته، وفي الوقت نفسه ينكسر خاطره على ابنه «المظلوم عادة» فلا يتنازل الطرفان أبداً عن حق ابنهم، فتبدأ الحمية ويبدأ الشجار وتكبر المشكلة لتكون قطيعة رحم. وتشدد أم علي على الكبار أن يكونوا أكثر في رجاحة العقل من الصغار، فالأطفال يبقون أطفالاً، وسيرجعون لبعضهم البعض وكأن شيئاً لم يكن وسيبقى الكبار في قطيعتهم سنين طويلة، ناصحة الأمهات، باحتواء المشكلة، «ستصبحين أماً ولا تريدين لأبنائك الفرقة، وأذكرك هنا بأن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- كان ينفق على ابن خالته؛ لأنه كان فقيراً، ولما كان حديث الإفك عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- تكلم عنها ابن خالته مع من تكلموا في حقها، فلما بلغ ذلك أبا بكر قطع عليه النفقة، وهذا في نظرنا أقل ما يمكن فعله، ولكن الله -سبحانه وتعالى- أنزل في ذلك قرآناً كريماً ليسطر لنا مثلاً عظيماً في التعامل الاجتماعي بين الناس فنزل قوله -تعالى-: (ولا يأتلِ أولو الفضلِ منكمْ والسعةِ أنْ يؤتوا أولي القربى والمساكينَ والمهاجريـــنَ فـــي سبيــلِ اللهِ وليعفـــوا وليصفحوا ألا تحبونَ أنْ يغفرَ اللهُ لكمْ واللهُ غفورٌ رحيمٌ) النـور: 22، قال أبوبكر -رضـــي الله عنه-: «بلى!!» أي بلى أحب أن يغفر الله لي وأن يعفو عني، فرد أبوبكر رضي الله عنه النفقة التي كان ينفقها على ابن خالته رغم ما كان منه في حق أم المؤمنين -رضي الله عنها.