يحاول رسامو الكاريكاتير الإيرانيون السير بين "خطوط حمر" غير واضحة، من بينها ارتفاع أسعار الدواجن، تحدد إطار حملة الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 حزيران/يونيو في مرحلة يفترض أن تتيح لهم مع ذلك بعض الحرية، بحسب تقرير إخباري، الجمعة 7 يونيو/حزيران.ويقول جمال رحمتي (40 عاما)، المدير الفني في صحيفة "اعتماد" المعتدلة، إنه في الماضي "كانت الفترة السابقة للانتخابات تتميز بحرية نسبية، الى درجة مفاجئة في بعض الأحيان، حيث كان بوسعنا التطرق الى كافة المواضيع".ولكن هذه السنة "تبدو الأجواء ثقيلة وكأننا نسير في حقل الغام"، كما يقول هادي حيدري (33 عاما)، أحد كبار الرسامين الصحافيين الذي يعمل مع صحيفة "شرق" الإصلاحية حول تغطية الانتخابات.ويمكن أن يؤدي التناول الساخر للنظام في إيران، والرئيس أو كبار المسؤولين، الى إغلاق الصحيفة أو السجن. وازدادت حدة القمع منذ 2009 والتظاهرات المعارضة لإعادة انتخاب محمود احمدي نجاد.وتفيد لجنة حماية الصحافيين الدولية أن 45 صحافيا كانوا مسجونين في ايران مطلع ديسمبر/كانون الأول 2012.ويقول رحمتي "يمكن أن نواجه مشكلات بالنسبة لأي موضوع، لأن الحدود غير واضحة". ويضيف أن على الصحافيين أن "لا يرسموا صورة قاتمة عن الوضع في البلاد". ويتساءل "ولكن ماذا يعني صورة قاتمة؟".وتخضع إيران لعقوبات دولية قاسية انهكت اقتصادها بسبب الاشتباه بسعيها لحيازة القنبلة الذرية. كما تتهم إيران بالتدخل في النزاع السوري لدعم نظام بشار الأسد. ومن جانبه، أكد النظام الإيراني أنه لن يسمح بأي أنشطة احتجاجية خلال الانتخابات.محاذير كثيرةويضيف حيدري "علينا أن نعمل رسميا في إطار الحريات التي يحددها الدستور مع عدم المساس بالمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أو الجيش (...) ولكننا نعمل أيضا بموجب قانون غير مكتوب أو خط أحمر غير واضح المعالم. وعندما نكون أمام موضوع حساس، يقول لنا هذا القانون لا تقتربوا منه".ويشير رحمتي بشكل خاص إلى منع الحديث عن ارتفاع أسعار الدواجن، مؤكدا انه "لم أتصور بتاتا أن الفراخ ستصبح خطا أحمر".كما لا يمكن حتى رسم الرئيس أحمدي نجاد غير المرشح لولاية ثالثة، كما يقول حيدري الذي تمكن من رسمه في 2009.ووجه آية الله خامنئي في نهاية نيسان/أبريل بعض النصائح الى وسائل الإعلام بصدد الانتخابات فقال إن عليها "تشجيع الناس على أن يختاروا بصورة صحيحة، وان ينتقدوا بطريقة منطقية، وأن لا ينشروا أية معلومات كيفما اتفق".كما حذر محمد جعفر محمد زاده نائب وزير الثقافة المكلف الإعلام من أن الوزارة "ستعزز مراقبة وسائل الإعلام خلال الشهرين المقبلين".ولكن حرية الصحافة باتت مطروحة ضمن خطاب بعض المرشحين ولا سيما الإصلاحي محمد رضا عارف الذي قال الاربعاء إن "منع الصحف ومنع نشر كتاب أو عرض فيلم، هي أمور تحتاج الى إصلاحها".ودعا المرشح المعتدل حسن روحاني الى السماح بحرية التعبير وحرية الصحافة بهدف محاربة الفساد. ولكن سعيد جليلي المحافظ المقرب من المرشد الاعلى، اعتبر أن إغلاق صحيفتين لا يعني أن هناك انتقاصا من حرية الصحافة.وباتت الصحف تستعين بمستشارين قانونيين لتحمي نفسها من الرقابة والملاحقات القضائية. وقال حيدري إنه قرر عدم نشر رسوم. وأضاف بأسف "الرقابة الذاتية مرض ولكن علينا أن نتعايش معها".وأمام الوضع الاقتصادي والسياسي الحالي في إيران، بات الرسامون يلجأون الى الرمزية في رسومهم التي صارت مع ذلك أعمق لانهم يغوصون في بواطن الامور وإن كان ذلك يفسح المجال أمام عدة تفسيرات، كما يقول الرسام.وفي سبتمبر/أيلول 2012، اعتبرت إحدى رسومه إهانة للمقاتلين في الحرب الإيرانية العراقية وتسببت بإغلاق صحيفته.