شهدت ست محافظات عراقية بينها بغداد صلوات جمعة موحدة ومظاهرات دعت إليها هيئات دينية وتجمعات شبابية وعشائرية للتنديد بسياسات رئيس الوزراء نوري المالكي.ففي ساحة اعتصام الرمادي دعا خطيب الجمعة المعتصمين والمتظاهرين إلى الصبر حتى يتحقق النصر باسترداد الحقوق.ودعا الخطيب المعتصمين المعارضين لحكومة نوري المالكي إلى الصبر والتوحد حتى تحقيق مطالبهم.وأضاف الشيخ نزار جوبان للمعتصمين، في خطبته التي ألقاها على الآلاف من المعتصمين: "ألا إن نصر الله قريب، اصبروا وصابروا.. كما أوصيكم بالتوحد وعدم التنافس والتنازع، واجعلوا من اختلاف رؤاكم قوة تقدمون فيها بعضكم البعض وتعينون بعضكم على ديمومة اعتصاماتكم ومسيرتكم في تحقيق مطالبكم وحقوقكم المغتصبة".وقال عبد الله الدليمي، أحد المعتصمين، لـمراسل "الأناضول": إنه أتى إلى ساحة الاعتصام سيرًا على الأقدام رغم حرارة الشمس لأداء فرض قول كلمة الحق ضد ظلم الحكومة الذي طال العراقيين وليس أهل السنة فقط.ومن جانبه، قال الشيخ سعد الفياض، أحد منظمي التظاهرات: إن مساجد الرمادي لم تغلق أبوابها، والناس تصر على الصلاة في الساحة على الرغم من حرارة الجو الملتهب والمضايقات من الأجهزة الأمنية للقادمين إلى الساحة.ولمساعدة المتظاهرين على تحمل حرارة الجو قال عدنان العسافي، أحد المنظمين: إنه تم نصب خيم إضافية لوقاية المصلين من حرارة الشمس، ونشر برادات المياه، مشيرًا إلى أنه جاري تجهيز خيم بمكيفات هواء لإطالة الاعتصام مع استمرار ارتفاع درجة الحرارة في الأيام المقبلة.وحضر صلاة الجمعة الموحدة، التي أقيمت في ساحة اعتصام الرمادي، على الطريق الدولي الرابط بين العراق من جانب وسوريا والأردن من جانب آخر، الآلاف في إطار التظاهر والاعتصام في الجمعة التي أطلقوا عليها اسم "ألا إن نصر الله قريب".وفي سامراء دعا خطيب الجمعة المتظاهرين والمعتصمين في مختلف المدن العراقية إلى مواصلة حراكهم السلمي والصبر عليه حتى يتحقق النصر باستجابة حكومة المالكي لمطالبهم.وندد بالمحاولات الخبيثة التي تقف وراءها جهات حكومية لربط أعمال القتل والتفجير بساحات الاعتصام.كما طالب الحكومة العراقية بتحمل مسؤوليتها في حماية أرواح وأموال العراقيين والكف عن سياسة خلق الأزمات.وفي الفلوجة ندد خطيب الجمعة الموحدة بتجاهل حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي لمطالب المتظاهرين والمعتصمين.وقال إن الاعتصامات والمظاهرات المتواصلة منذ أكثر من خمسة أشهر كشفت "عجز حكومة المالكي وطائفيتها وارتهان قرارها للخارج". ودعا المتظاهرين والمعتصمين إلى مواصلة حراكهم السلمي حتى تحقيق المطالب. كما ندد بتخريب قوات حكومية ساحة الشهداء في عامرية بغداد وتجريفها، واعتبر هذا العمل جزءا من "الاستهداف الممنهج لأهل السنة في بغداد".في السياق ذاته، قال خطيب الجمعة اليوم في محافظة كركوك، شمال العراق، إن المحافظات الست "المنتفضة" ضد حكومة نوري المالكي لن تتراجع عن "حراكها المبارك" لحين عودة الحقوق إلى أهلها.وأضاف الشيخ حاتم الزبيدي، أن "الظلم الذي أصاب المحافظات تلك جعلها تنتفض، وتعبر عن رفضها للظلم".والمدن الست التي يشير إليها الزبيدي هي: الأنبار، ديالي، كركوك، صلاح الدين، نينوى، وبغداد.وفي خطبة الجمعة التي ألقاها الزبيدي بمسجد الرضوان في كركوك، على المصلين دعا إلى "التكاتف والوحدة حتى تحقيق المطالب المشروعة".وأضاف: "نحن موحدون في مطالبنا وصلواتنا، ومازلنا بحراكنا وصلاتنا منذ أكثر من 6 أشهر رغم ما حل وحصل من إجراءت وظلم ومجازر".وتراجعت معدلات حركة السكان في كركوك اليوم الجمعة بشكل لافت مقارنة بالأيام الماضية، نظرا للإجراءات الأمنية المشددة، من بينها إقامة نقاط التفتيش في الكثير من مناطق المدنية، وعند المساجد، وارتفاع درجات الحرارة.بدورها، قالت اللجان الشعبية المنظمة للتظاهرات في كركوك، إن صلاة الجمعة الموحدة بالمدينة "نجحت رغم منع الأجهزة الأمنية وسائل الإعلام من نقل وقائعها بشكل مباشر".وقال عضو اللجان الشعبية، الشيخ إسماعيل الحديدي، لمراسل وكالة "الأناضول"، إن "الصلوات مستمرة في كل يوم جمعة، واليوم أقيمت بجامع الرضوان بمدينة كركوك".وأضاف أن "اللجان مستمرة في تنظيم المظاهرات حتى نستعيد الحقوق المسلوبة وهويتنا هي العراق والوحدة الوطنية".ودخلت التظاهرات السلمية مرحلة تتسم بالعنف إثر تصدي الجيش للمعتصمين في قضاء الحويجة بكركوك إبريل الماضي، ما أوقع عشرات القتلى، وهو ما أسفر عن انتشار المواجهات بين عناصر الأمن ومحتجين في عدد من المحافظات، مع تأكيد عموم المتظاهرين على التزام السلمية.ويحتشد الآلاف أسبوعيًا، في عدة مدن عراقية، لأداء صلوات موحدة تعبر عن توحد مطالبهم الخاصة بإسقاط حكومة المالكي، ووقف الاعتقال السياسي والممارسات الحكومية الطائفية.ويخرج آلاف العراقيين أسبوعيًا في مظاهرات حاشدة ضد حكومة المالكي منذ ديسمبر الماضي، بدأت بمطالب المالكي بوقف سياساته التعسفية تجاه معارضيه وتجاه طائفة السُنَّة بوجه خاص، وبتعديلات دستورية وقانونية، ثم تطورت إلى إسقاط الحكومة، خاصة بعد وقوع مواجهات بين عناصر الأمن والمعتصمين أدت لمقتل العشرات.
International
خطباء الجمعة بالعراق: لا تراجع عن مطالب المعتصمين
07 يونيو 2013