الجيش اللبناني يحذر من جر البلاد إلى حرب عبثيةبيروت - (وكالات): أصدر مجموعة من المثقفين الشيعة اللبنانيين بياناً، اتهموا فيه المهيمنين على مقاليد الطائفة الشيعية في لبنان، إلى جانب أحزاب أخرى، بلعب «دور مركزي في أخذ اللبنانيين إلى مزالق خطيرة ووضعهم في مواجهات مجانية مع بعضهم البعض، ومع أطراف شتى في محيطهم العربي»، وفقا لقناة «العربية».ودعوا، الشعب اللبناني، إلى التسليم بأن «للشعب السوري كل الحق في أن يحدد بنفسه ما يرتضيه» و»من نظام سياسي في منأى عن أي تدخل خارجي»، انطلاقاً من قناعة أن «الأوطان لا تبنى على القهر والاستبداد».وأضاف البيان أن «التطورات المتسارعة التي تشهدها سوريا، تسرّع من اقتراب اللبنانيين من لحظة إعادة صياغة خياراتهم الوطنية ودفتر شروط عيشهم الواحد المشترك».وذكر المثقفون الشيعة، في بيانهم المعنون بـ «مبتدآت ومواقف: لبنانيون «شيعة» يخاطبون اللبنانيين»، أن المصدر الأساسي للتحديات والمخاطر التي يواجهها لبنان هو «انحلال الدولة»، الناتج عن «استباحتها من طرف حزبيات شتى، سافرة ومستترة»، وهو ما يعبر عنه «تنازل الدولة الطوعي أحيانا، ومن قلة حيلة أحيانا أخرى عن امتيازاتها السيادية سواء في الداخل أم في علاقاتها الخارجية».وحذر الموقعون على البيان من «مخاطر جسام تحاصر لبنان وامتحان عسير يتهدد كيان الدولة»، في إشارة إلى «تمديد المجلس النيابي ولايته تمديداً مفتوحاً»، ما وصوفوه بـ»إساءة استعمال للسلطة وتوسع في التصرف بوكالة». وقالوا إن «تأكيد هويتهم الشيعية لا يتناقض مع ولائهم الكامل للبنان الذي لا يتقدم عليه ولاء آخر»، وأشاروا إلى أن «تأكيد تلك الصفة تمليه حراجة هذه الساعة اللبنانية». من جهته، أكد الأمين العام السابق لـ «حزب الله» اللبناني، الشيخ صبحي الطفيلي، أن «حزب الله» بتدخله في سوريا، استفز العالم بأسره، ونخر الأمة الإسلامية، وفتح باب الفتن.وقال الطفيلي إن «لبنان ذاهب إلى حرب ستكون أعظم من كل الحروب التي مرت عليه، هي حرب بين السنة والشيعة من داخل وخارج لبنان». وتابع «تصرفنا في سوريا بطريقة استفزت كل الدنيا، طلبنا ممن يخالفنا بأن يقاتلنا في سوريا، وكأننا نستعدي 1.3 مليار مسلم». وأضاف «ما كنت أتصور أن يتحدث حسن نصر الله بهذه الطريقة».وأكد أن «حزب الله تعرض لهزيمة عسكرية في القصير، فقد تكبد خسائر رهيبة في المقاتلين، ولم يدخل المدينة إلا بعد انسحاب العناصر المقاومة منها لنفاد الذخيرة، فلم يكن هناك أمامه فعلياً قوة ليهزمها وينتصر عليها».في غضون ذلك، حذر الجيش اللبناني امس من «مخططات» لاستدراج البلاد إلى حرب مع تزايد الأحداث الأمنية المرتبطة بالنزاع السوري في لبنان، مؤكداً أنه سيقابل «استعمال السلاح بالسلاح». ورفض الرئيس اللبناني ميشال سليمان من جهته «أي تدخل لبناني في الأزمة السورية». وقالت قيادة الجيش في بيان انها «سعت في الأشهر الأخيرة إلى العمل بقوّة وحزم وتروٍّ لمنع تحول لبنان ساحة للصراعات الإقليمية وانتقال الأحداث السورية إليه، لكن الأيام الأخيرة حملت إصراراً من جانب بعض الفئات على توتير الأوضاع الأمنية وخلق الحساسيات بين أبناء الشعب الواحد على خلفية الانقسام السياسي الحاصل في شأن التطورات العسكرية في سوريا». ودعت قيادة الجيش «المواطنين إلى التنبه لما يحاك من مخططات لإعادة لبنان إلى الوراء واستدراجه إلى حرب عبثية».ميدانياً، قتل شخص وأصيب 5 في تجدد الاشتباكات بطرابلس في شمال لبنان بين مجموعة سلفية متعاطفة مع المعارضة السورية وأخرى موالية لحزب الله الشيعي، حليف دمشق، بحسب ما أفاد مصدر أمني.