ادنبـــــره - (وكالات): شــــارك الناخبــــون الأسكتلنديون بكثافة أمس في استفتاء تاريخي حول استقلال أسكتلندا يتوقع أن تأتي نتائجه متقاربة، قد يؤدي إلى انفصالها عن المملكة المتحدة وقيام دولة جديدة في أوروبا.وحملت بطاقات الاقتراعات خانتين، «نعم» و«لا»، يسبقهما سؤال «هل ينبغي أن تكون أسكتلندا بلداً مستقلاً؟».وفتحت مكاتب الاقتراع الـ 2600 في جميع أنحاء أسكتلندا أبوابها صباح أمس، على أن تصدر النتائج الأولية فجر اليوم. وتوقعت استطلاعات الرأي الأخيرة تقدماً طفيفاً لمؤيدي بقاء أسكتلندا في المملكة المتحدة يبقى من ضمن هامش الخطأ. لكن نسبة المترددين لاتزال كبيرة وتتراوح بين 4 و14%، ويمكن أن ترجح الكفة.وعلق المحلل في موقع فوركس دوت كوم فواد رزاق زاده بأن «المستثمرين مقتنعون ببقاء الاسكتلنديين في الاتحاد»، فيما بلغ الجنيه الإسترليني أعلى مستوياته منذ عامين أمام اليورو في بورصة لندن.لكن صحيفة «فاينانشال تايمز» اليومية المالية أبدت مزيداً من الحذر مذكرة بمعارضة منطقة الأعمال اللندنية لا سيتي للاستقلال نظراً إلى الغموض الاقتصادي الذي أثاره الانفصاليون.ودعي 4.29 مليون ناخب بينهم 600 ألف سبق وأدلوا بأصواتهم عبر البريد، إلى صناديق الاقتراع، ومن المتوقع أن يشهد الاستفتاء نسبة مشاركة كثيفة بمستوى 80%. وأثار هذا النقاش حول الهوية الحماس في المنطقة المتحدة منذ 307 أعوام مع جيرانها جنوباً بموجب اتفاق وحدة.واحتدم النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي وغذاه لاعب كرة المضرب الاسكتلندي اندي موراي المؤيد للاستقلال، وكاتبة سلسلة هاري بوتر، جي كي رولينغز التي علقت «عقلي يقول لا وقلبي يهتف بها»، اللذان تعرضا لحملة إهانات قاسية.ودعت الكنيسة المشيخية الاسكتلندية إلى التصويت بعقلانية و«بروحية وحدة»، معلنة عن «قداس مصالحة» الأحد في كنيسة القديس جيل في ادنبره.وأشارت استطلاعات الرأي النادرة في صفوف الإنجليز والغاليين والأيرلنديين الشماليين الذين يشاهدون العملية إلى أغلبية كبيرة لصالح رفض الاستقلال.وصرح زعيم الاستقلاليين رئيس الوزراء الاسكتلندي اليكس سالموند «إنها فرصة حياة فلنتلقفها بأيدينا»، وأدلى بصوته في دائرة ستريتشن الزراعية.وأبدى رئيس الوزراء البريطاني السابق الاسكتلندي غوردون براون الذي يعتبر الأقل شعبية بين السياسيين البريطانيين في مسقط رأسه، حماساً مشابهاً في غلاسكو، لكن لصالح رفض الاستقلال. وندد براون بقومية «ضيقة الأفق» وأنانية تؤدي إلى التقسيم. وأضاف سالموند أنه «أضخم مهرجان ديمقراطي» على الإطلاق ينظم في أسكتلندا التي تبدل وضعها 10 مرات في 1400 عام من التاريخ المضطرب. كما يشكل الاستحقاق عملية شاقة لوجستياً.فمكاتب الاقتراع موزعة على مساحة توازي ثلث مساحة المملكة المتحدة، حيث نقل بعض الصناديق بالعبارات أو المروحيات.في العاصمة ادنبره بدت اللافتات المؤيدة أكثر بكثير تلك الرافضة. وأقر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الرافض للاستقلال بأن الاستفتاء يشكل «نهاية للوضع القائم».وفي موقف موحد أصدرت الأحزاب البريطانية الثلاثة الكبرى بياناً رسمياً مشتركاً يعد الاسكتلنديين بتوسيع الحكم الذاتي لمنطقتهم في حال صوتوا لرفض الاستقلال، من خلال صلاحيات ضريبية إضافية.واعتبر المحللون أنه في حال فوز معسكر الاستقلال فستطرح أمام كاميرون 3 خيارات، الدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة بدلاً من مايو 2015، أو الاستقالة، أو طرح تصويت على الثقة في البرلمان.وسيؤدي فوز الاستقلاليين إلى فتح مفاوضات شاقة تستغرق 18 شهراً حتى إعلان الاستقلال في 24 مارس 2016. وتركز اهتمام العالم على الاستحقاق حيث أعرب الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن تمنياته أن تبقى بريطانيا «قوية ومتينة وموحدة». وحذر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من التوجهات «الأنانية» و«لشعبوية» و«الانفصالية».وفي بروكسل لم يخف القادة الأوروبيون مخاوفهم من انتشار العدوى القومية من كاتالونيا إلى أوكرانيا، خاصة مع رصد إعلام كاتالونيا وكورسيكا والباسك وسردينيا في حملة الاستفتاء.