طالبت أصوات عديدة في الوطن العربي والدولي بضرورة مشاركة المرأة في صنع القرار السياسي، باعتبارها نصف المجتمع، وقد استطاعت المرأة العربية بشكل عام أن توجد لها مكاناً بارزاً على الخريطة الاجتماعية والاقتصادية، والسياسية، وإن كانت لاتزال لم تأخذ كامل حقها في التواجد في المعترك السياسي، استعداداً للمساهمة في صنع القرار السياسي.وطرح المحللون السياسيون أسباباً كثيرة أبعدت المرأة عن المشاركة في صنع القرار السياسي، منها الصورة النمطية للمرأة في الوسائل الإعلامية، وعدم قدرة المرأة اقتصادياً للإنفاق على تكاليف الحملات الانتخابية، والخطاب الديني في بعض الدول الذي يعمل على إقصاء المرأة عن المشاركة السياسية، هذا بالإضافة إلى أن المسؤولية المزدوجة التي تتحملها المرأة العاملة، فمن جهة مسؤولية تحمل كافة أعباء العمل، والمساهمة في عجلة الإنتاج حتى لا تصبح مجرد رقم في قائمة العمالة الوطنية، ومن جهة أخرى مسؤوليتها تجاه أسرتها حيث إن المرأة في عالمنا العربي مطالبة بالقيام بدورها الأسري من تربية ورعاية على أكمل وجه، وعادة لا تغفر المجتمعات العربية للمرأة التقصير في الجانب الأسري مهما كانت الأسباب، كل هذه التحديات ساهمت في تحجيم الدور الذي يمكن أن تلعبه المرأة في الجانب السياسي.ومن هذا المنطلق احتاجت المرأة البحرينية المحتملة الترشيح في الانتخابات المقبلة برنامجاً للتهيئة الانتخابية لتصبح مستعدة للانخراط في التجربة البرلمانية، ومؤهلة للمشاركة فيها على أسس علمية وتقنية، وقام معهد البحرين للتنمية السياسية والمجلس الأعلى للمرأة بتنظيم برنامج التمكين السياسي للمرأة الموجه للمرشحات المحتملات للانتخابات النيابية والبلدية المقبلة، والذي يشتمل على محاور عديدة أبرزها تهيئة المرشحة وتدريبها على بناء فريق حملتها الانتخابية، وقد تم استعراض القوانين والشروط المنظمة للعملية الانتخابية لمترشحات مجلس النواب والمجالس البلدية، وتضمنت الشروط أسساً عديدة أبرزها الالتزام بالمضمون الذي تشمله الدعاية الانتخابية وطريقة الإعلان بأحكام الدستور واحترام سيادة القانون ،واحترام حرية الرأي والفكر لدى الغير.وطالب برنامج التهيئة الانتخابية المترشحات المحتملات، بمواءمة البرنامج الانتخابي مع برنامج العمل الحكومي، والتركيز خصوصاً على الموازنة العامة للعامين 2015 - 2016، كما تضمن برنامج التمكين السياسي تدريباً عمليّاً للمترشحات المحتملات على رصد وتحليل أخبار ومواقف المترشحين المنافسين، والتعلم من نقاط القوة التي يطرحونها وتلافي الأخطاء ونقاط الضعف لديهم.إذن نستطيع أن نقول إن برنامج التمكين السياسي للمرأة استطاع أن يساهم في رفع مستوى الوعي الثقافي والسياسي والقانوني لدى المرشحات المحتملات، كما استطاع تدريبهن على الأسس العلمية لعمل حملات انتخابية ناجحة تستطيع الفوز بالمقاعد النيابية أو البلدية.وعقب كل هذا الجهد من قبل كافة الجهات المعنية لدعم المرأة في الانتخابات المقبلة، نرى مساحة كبيرة من الأمل لتحصل المرأة على المزيد من حقوقها وتشارك بقوة في صنع القرار السياسي.
التمكين السياسي ورفع مستوى الوعي للمرشحات المحتملات
21 سبتمبر 2014