أبدت الفنانة والمصورة الفوتوغرافية الألمانية كارين كنور، اعجابها بحجم المشاريع الثقافية المنجزة في البحرين وقيد الإنشاء، مؤملة أن تتاح لها الفرصة كي تعود وترى المشاريع منجزة. كنور عبرت عن سعادتها لمشاركتها في معرض «الهند عبر العدسة»، المقام حاليا، وذلك خلال استضفاتها 17 الجاري، بمتحف البحرين الوطني، في محاضرة «حوارات متعددة الثقافات: عمل تصوير فوتوغرافي جديد». وتناولت الفنانة أبرز ملامح علاقتها بالتصوير ومراحل تطور أعمالها وتشكل أسلوبها الفني، وقدمت بطاقة تعريف سريعة استعرضت خلفياتها الثقافية المتعددة التي نتجت عن تنقلها للعيش في أكثر من مدينة وقارة حول العالم طوال حياتها، ما ترك لديها شغفاً بفكرة الاختلاف والتعدد لدى البشر، مشيرة إلى أن علاقتها الأولى بالتصوير بدأت بالبحث في إيماءات الجسد، والإشارات والرموز والبحث في الأنثروبولوجيا والإنسان.وذكرت كنور أنها في مرحلة تالية، صارت تقرن النص بالصورة، فتضع الصورة وتذيلها بعبارات وحكايات يخبر بها أصحاب الصور ذاتهم، «أنقل كلماتهم كما هي، لكني لم أكن أنقلها كما هي لأؤكد ما يقولونه، ولكن لأنقد ما يفكرون فيه وما يؤمنون به أيضاً». وصارت أعمالها في تلك المرحلة تنتقد وتسخر وتبحث في الاختلافات والتناقضات المخبوءة خلف أسطح الأشياء وظواهرها، متخذة من البيوت والنوادي الاجتماعية، الأماكن الخاصة والعامة، مواقع تصوير وأماكن بحث، معتبرة أن النص ليس إضافة للعمل وإنما علامة فارقة تؤثر في كيفية قراءتنا للعمل، وزاوية النظر والقراءة. استعرضت كنور بعدها مرحلة أخرى، تراجعت فيها الكلمة من عبارات مطولة إلى اقتباسات صغيرة ودخلت العناصر المضافة بتقنية الغرافيكس، ثم دخول الحيوانات كعنصر مضاف بتقنية الغرافيكس إلى المواقع التي تقوم بتصويرها، وذلك تحقيقاً لقيم جمالية وفنية وفكرية. الحيوانات كالطاووس والأسد والقرد والفأر وغيرها تحمل انطباعات وقيماً فنية في كل مرة تضيفها للأعمال، معتبرة أن مخيلتها التي صارت تنمو حيال هذه الأفكار وحيال تعاطيها مع العناصر الفنية الأصلية والمضافة للعمل، إنما تستمد وتنمو من قراءاتها وبحوثها وخلفياتها الثقافية التي اكتسبتها طوال حياتها، أو تلك التي عبرت بها خلال سفرها وتنقلاتها. الفنانة كارين كنور من مواليد فرانكفورت بألمانيا العام 1954، نشأت في سان خوان في بورتوريكو، ودرست الفن في باريس ولندن. واستغلت أعمالها عبر العقود الثلاثة الماضية كوسيلة لبحث سياسات التمثيل وعلاقتها بشتى السياقات.على مدى العقود الثلاثة الماضية أقامت حواراً نقدياً مع التصوير الوثائقي باستخدام مجموعةٍ من الاستراتيجيات البصرية والنصية، وتكشف أعمالها بشكلٍ مبدعٍ ومرحٍ عن مفارقاتٍ تغاضت عنها السياقات الثقافية التي اختارتها، وبالخصوص استخدامها للنصوص التي تذيل صورها لإضافة طبقاتٍ ومعانٍ جديدة عليها، قد تكون مرحةً أو غير ذلك، حين مشاهدة أعمالها. سلسلتها التي تحمل عنوان «أغنية الهند» (2008 - الوقت الحاضر) عبارة عن مجموعةٍ من الصور التي صيغت بعنايةٍ في محاولةٍ لاستكشاف طبيعة التراث والموروث الاستعماري وأخلاقيات الاستيلاء الثقافي والفروقات بين الجنسين، وذلك من خلال وضعها في سياقٍ هنديٍ معاصر تقوم فيه بإدخال حيواناتٍ من أساطير وحكاياتٍ شعبيةٍ محليةٍ في مساحاتٍ معمارية تقليدية، مستجوبةً بذلك العلاقة بين ماضي الهند وحاضرها، وبين ثقافات راجبوت النخبوية و «الآخر».