كتبت - عايدة البلوشي: لا أحد يلوم الجد والجدة في تعلقهم بأحفادهم، لكن ما يثير غضب وانزعاج الآباء والأمهات، أن يتحول هذا التعلق، لتدخل في كل صغيرة وكبيرة من أمر الحفيد! تقول سمية أحمد: هناك أجداد لا يعجبهم العجب، يتدخلون في كل شيء (ملابس الأطفال، ألعابهم، مدارسهم، إلخ..)، بالتالي هذا الأمر حتماً يزعج الزوجة إن كان التدخل من طرف أهل الزوج، ويزعج الزوج إن كان التدخل من طرف أهل الزوجة، مع أن الأم والأب هما أكثر من يعرفان مصلحة أبنائهما، ولا أجد داعياً لتدخل يتسبب بكثير من المشكلات! أما الحاج عبدالرحمن صالح، فيبين أن شتان بين أن الأهل سواء كان الجد أو الجدة أو عمات أو خالات الحفيد يهتمون بالطفل (الحفيد) ولا يتدخلون في شؤونه، وشتان بين التدخل والحب والاهتمام والرعاية، فالجد عندما يوجه حفيده فهذا لا يعتبر تدخلاً، بل اهتمام به فما أعز من الولد إلا ولد الولد. ويضيف صالح: لدي حفيدة اسمها مريم، غالباً ما تكون في منزلي -طوال فترات الإجازات الرسمية سواء نهاية الأسبوع أو العطلة الصيفية- وتبقى لأيام وتذهب إلى بيت والدها فقط في أيام الأسبوع بسبب المدرسة، ومن الطبيعي أن أوجهها كابنة لي وأرشدها إلى الصواب ولا أرى أي تدخل في ذلك ولا حتى والدها أو والدتها يريان في ذلك تدخلاً. أما عبير محمد، فتشير إلى وجود تدخل معقول من قبل الأهل وهو أمر عادي، مقابل تدخل مزعج يخلق خلافات شتى بين الزوجين، ففي كثير من الحالات تتدخل أم الزوج في تربية حفيدها ولا ترى الزوجة في ذلك صالحاً للحفيد -ابنتها- بالتالي تتسبب في مشاكل ويبقى الزوج بين رأي أمه وإصرار زوجته، خصوصاً أن هناك جدات يتدخلن في تفاصيل عديدة ومنها على سبيل المثال تدخل الجدة في تسمية المولود الجديد أو ملابس العيد للطفل أو تدخلها في اختيار المدرسة التي سيلتحق بها الطفل، وفي إحدى القصص الواقعية والتي حدثت لإحدى قريباتي جدة ابنتها تتدخل في ابنتها في كل صغيرة وكبيرة منذ طفولتها حتى مرحلة الزواج، عندما تقدم لها شاب كان الرأي الأول والأخير للجدة! وخلاصة القول أن هذه تدخلات غير معقولة يرفضها العقل والمنطق.وتعود شيخة سعيد فتؤكد أن للأجداد خبرتهم في الحياة وتربية الأبناء، نستفيد من خبراتهم وتجاربهم في الحياة ونستمع إلى توجيهاتهم لأنها حتماً ستكون في صالحنا وصالح الأبناء، فالأم والأب يعتبران جد أو جدة ابنهما معلمون وأساتذة. وتضيف شيخة سعيد: شخصياً ترشدني وزوجي عمتي كثيراً، ولا أعتبر ذلك تدخلاً بل مساعدة تشكر عليها، فهو تدخل إيجابي، ينم عن الترابط.