القاهرة - (وكالات): تعيش جماعة الإخوان المسلمين حالة من العزلة داخلياً وبدا ذلك جلياً في تقلص تحركاتها الاحتجاجية في الشارع وفشل محاولاتها لإرباك الموسم الدراسي الجديد وجر الطلاب إلى معاركها، وفقاً لصحيفة «العرب» اللندنية».وعزا مراقبون هذه العزلة إلى انفراط عقد «تحالف دعم الشرعية» بعد انسحاب حزبيْ «الوطن» و«الوسط» اللذين كان حضورهما مؤثراً في نشاط التحالف سواء من خلال الاحتجاجات أو في المؤتمرات الصحافية.وفي أول جمعة لها، عقب انسحاب حزب «الوطن» من تحالف دعم الإخوان، فشلت الجماعة في الحشد الذي دعت له، وتمكنت قوات الأمن من تفريق مسيرات صغيرة نظمتها الجماعة في بعض شوارع القاهرة والجيزة، وفقاً للصحيفة. واعتبر المراقبون أن انسحاب حزبين مؤثرين من التحالف كشف عن انعدام الثقة في مشروعية وجود التحالف ومطالبه خاصة بعد أن التف الشارع المصري حول الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي، وفي ظل اقتناع الإخوان أنفسهم بأن عودة الرئيس المعزول محمد مرسي أصبحت أمراً مستحيلاً. وكانت قيادات إخوانية سعت إلى خلق قنوات تواصل مع الرئاسة المصرية عارضة التخلي عن فكرة عودة مرسي إلى الحكم، طالبة فقط وقف الاعتقالات والمحاكمات ضد الجماعة، وهي المبادرة التي كانت سبباً رئيسياً في انقسام التحالف الداعم لها.وأثنت حركة «الإخوان المنشقين»، في بيان لها، على قرار «الوطن» و«الوسط» بالانسحاب من «التحالف الوطني لدعم الشرعية» المؤيد لمرسي. وأكدت الحركة في بيانها، أن هذا الانسحاب الثاني لحزب الوطن بعد انسحاب حزب الوسط في البداية يعني انهيار تحالف دعم الشرعية في مصر تماماً.من جانبه، أكد عضو الهيئة العليا لحزب النور، صلاح عبدالمعبود، أن حزب الوطن وغيره من الأحزاب المنسحبة من تحالف دعم الإخوان درست قرارها بعناية، ووجدت خطورة في الاستمرار داخل التحالف الذي سيؤدي إلى ابتعادهم عن المشهد السياسي.وبحسب «العرب» اللندنية، قال خبراء في المجموعات الإسلامية إن أزمة التحالف انطلقت من داخل الجماعة التي انقسمت إلى فريقين واحد يريد التصعيد والهروب إلى الأمام، ويتزعمه قياديون هاربون وشباب الجماعة في الجامعة، والثاني يدعو إلى وقف المواجهة والاعتذار لمصر ولقيادتها السياسية الجديدة على العنف الذي تورطت فيه الجماعة.ويعزو الخبراء استفحال الأزمة التي تردت فيها الجماعة مؤخراً إلى القرار القطري الأخير بترحيل قيادات إخوانية بارزة، فضلاً عن توقع طرد وترحيل عشرات آخرين ووقف الدعم المالي والإعلامي للجماعة، وأن قطر اختارت أن تتخلص منهم لإذابة الجليد مع جيرانها في مجلس التعاون الخليجي.من جهة ثانية، كشف وكيل المخابرات المصرية السابق اللواء ثروت جودة أن «المخابرات لم تتآمر على الرئيس المعزول محمد مرسي، ولم تتأخر في تقديم المعلومات له مثل أي رئيس مصري آخر، بل كانت تقدم له كل ما يحتاجه من معلومات وتقارير، إلا أن ما تم اكتشافه بعد ذلك أن بعضاً من هذه المعلومات تسرب للخارج ووصل إلى قطر وإيران».