راعى المبنى الجديد لوكالة أنباء البحرين «بنا»، تخصيص مكاتب لوكالات الأنباء العربية والعالمية الراغبة في افتتاح مكاتب لها في البحرين، إلى جانب إنشاء مركز للتدريب المهني وقاعة واسعة لتنظيم الندوات، واستوديو تلفزيوني، وأول إذاعة صوتية على الإنترنت ومركز أبحاث. وتزامن افتتاح المبنى الجديد لمقر وكالة أنباء البحرين، مع التغيرات المتسارعة الجارية داخل هيئة شؤون الإعلام لتطوير دور الإعلام الوطني وزيادة تأثيره.وتبدو أهمية هذه الخطوة النوعية بالنظر إلى أن المقر الجديد للوكالة يقع في قلب مجمع الإعلام بمدينة عيسى، ويمتد فوق طابقين على مساحة تزيد عن 200 متر مربع، استجابة طبيعية لجسامة التحديات الإعلامية التي يفرضها عالم اليوم، وحاولت النيل من مكتسبات الوطن ومنجزات مواطنيه. ويعد المشروع الجديد أحد أهم نتائج الاستراتيجية الإعلامية لهيئة شؤون الإعلام المدشنة عام 2013 وتنتهي عام 2018، وشملت جملة من التطورات في عدد من المواقع داخل الهيئة.وينظر للمقر الجديد لوكالة أنباء البحرين «بنا»، باعتباره ثمرة من ثمرات التطوير داخل الهيئة وأبنيتها والمؤسسات التابعة لها، خاصة أنه يعد أول مبنى مستقل تتكامل فيه مرافق وأجهزة الوكالة في مكان واحد منذ تاريخ إنشائها، بعد أن مرت الوكالة بأكثر من مرحلة مفصلية خلال العقود الأربعة الماضية وحتى الآن.ويمثل المقر الجديد انعكاساً للجهد المبذول للنهوض بدور الإعلام الوطني في ظل توجيهات القيادة الرشيدة لرفع قيمته وزيادة مساهمته لمواجهة تطورات يشهدها عالم الإعلام والاتصال، إذ تآكلت فيه الحدود وحولت العالم المعاصر إلى مجرد قرية صغيرة تتناقل فيه الأخبار والصور بمجرد لمسة زر.ولا شك أن افتتاح المبنى الجديد بعد فترة لم تكن بالقصيرة من العمل المضني، شاركت فيه كل قطاعات الهيئة وكوادرها، يجسد حلماً طال انتظاره من مجموع موظفي ومنسوبي الوكالة، في لم شملهم وتيسير العمل بين وحداتهم، وتعزيز التواصل فيما بين طواقم العمل المختلفة، والتجمع عموماً تحت سقف واحد، وهو حلم تحقق بعد فترة امتدت لسنوات، لم يكن للوكالة فيها مقر خاص بها، تعمل منه وتمارس دورها وتؤدي رسالتها.وأخذ حلم بناء مقر خاص بوكالة أنباء البحرين، الذي بات يؤتي ثماره تباعاً عدة مراحل، ليكون واقعاً على الأرض بعد آمال انعقدت واستمرت قرابة عدة سنوات، غير أنه وفور تلقي التكليف السامي بمباشرة العمل وتوفر الموارد الكافية، تم تشكيل فرق عمل متخصصة ومكونة من كبار المسؤولين والجهات داخل الهيئة، للاضطلاع بأعباء مهمة تصميم وتنفيذ وتجهيز المقر الجديد للوكالة بكل ما يلزمه من احتياجات سواء كانت مادية من أثاث وفرش، أو فنية وتقنية من مد أسلاك وأجهزة، وتزويده بالكوادر والخبرات البشرية اللازمة.وتم الاستعانة بخبرات وفنيين وكوادر من داخل الهيئة وخارجها لتنفيذ المهمة الجسيمة، باعتبارها محطة مهمة في مسيرة عمل الوكالة، يؤمل من ورائها ألا تكون الأخيرة في عملية تطويرها الشامل، وبدأت منذ فترة وتتواصل في المراحل المقبلة، في إطار الدور المرسوم لـ«بنا» ضمن الاستراتيجية الإعلامية الجديدة، إذ أناطت بالوكالة باعتبارها صوت البلاد الرسمي في المحافل المختلفة، المحلية والإقليمية والعالمية، مسؤولية الاضطلاع بأعباء توفير المعلومات وتغطية وبث الأخبار والبيانات الرسمية.ويضم المقر الجديد للوكالة الذي حظي باهتمام وعناية خاصة لتنفيذه بما يتوافق مع أعلى مستوى ممكن من المعايير الدولية المتبعة في تأسيس وتنفيذ مقرات وكالات الأنباء الكبرى، الكثير من الوحدات والقاعات والمكاتب، ليستوعــــب خدمات الوكالة المختلفة بداية من التحرير والترجمة والبث الإلكتروني، وانتهاء بالخدمات الفنية والإدارية واللوجيستية التي لا تكتمل رسالة الوكالة إلا بها، مروراً بمكاتب وتجهيزات الرصد والنشرات الخاصة والمراسلين والأرشفة وغيرها.ويتسع مقر الوكالة الجديد لأكثر من 200 موظف وعامل في نوبة العمل الواحدة من مختلف التخصصات، وروعي في تصميمه الداخلي أن يكون مطابقاً للمواصفات الأساسية المتبعة في دور النشر والصحف الكبرى، وقادراً على أن يستوعب أية فعاليات يمكن استضافتها أو تنظيمها داخله كالندوات واللقاءات والمجالس، وتم تزويده بالأدوات الضرورية، المادية والفنية، لاحتمالات التوسع المستقبلي في دور الوكالة باعتبارها الجهاز الرسمي الأول لمؤسسات الإعلام الوطني.وتنبغي الإشارة إلى مميزات جديدة أخذت في الاعتبار عند عملية تصميم وتنفيذ وتجهيز مقر الوكالة الجديد، التي افتتحها نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة أمس، وأشاد بها باعتبارها دعامة جديدة من دعائم الإعلام الوطني.ومن بين هذه المميزات القرب من الأبنية الرئيسة في مجمع الإعلام بمدينة عيسى، سيما منها المتعلقة بإعداد وبث الأخبار، كمركز الأخبار بالتلفزيون البحريني، إذاعة البحرين، لتأكيد الصلة الرابطة لوكالة أنباء البحرين كمصدر رئيس للأخبار الرسمية وأوعية تداول هذه الأخبار عبر وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة، علاوة على المقروءة سواء داخل الهيئة أو خارجها، خاصة أن «بنا» تعد بمثابة المرجعية والمصدر الرئيس للبيانات والمعلومات الرسمية عن البحرين، وحلقة الوصل بين أقسام الأخبار الرئيسة داخل هيئة شؤون الإعلام.وثاني هذه المميزات قدرة قاعة التحرير بالمقر الجديد على استيعاب نحو 50 محرراً في نوبة العمل الواحدة، وهو ما يتوافق مع ما هو معروف في صالات تحرير الصحف ووكالات الأنباء المعروفة.وروعي في تصميم القاعة أن تضم إضافة إلى محرري الأخبار المحلية والدولية باللغتين العربية والإنجليزية ـ ينتظر إدخال لغتين إضافيتين هما الفرنسية والألمانية أيضاً ـ مشرفيهم ومسؤولي البث على موقع الوكالة الإلكتروني ورؤساء التحرير، ورؤساء مكاتب خدمات الوكالة المختلفة الاقتصادية منها والثقافية والرياضية وغيرها، والخدمات المستحدثة كـ«بنا زمان» و«أطفال بنا».وثالث المميزات الأذرع الفنية الجديدة التي تم تزويد مقر الوكالة الحديث بها، وهي آليات ديناميكية توفر لـ«بنا» القدرة على استيعاب التطور التكنولوجي في مجال الإعلام الجديد، وتمكنها من ملاحقة ما يستجد ليس فقط في المجال الإعلامي، وإنما السياسي أيضاً.ويشار هنا إلى 6 من هذه الأدوات الدينامية الفاعلة، أولها إنشاء مركز للتدريب المهني والفني خاص بالوكالة، ويضم قاعة تدريب مزودة بالتجهيزات اللازمة كنظم العرض والتقديم وغيرها، ويهدف إلى تأهيل كوادر الوكالة لأي مشروعات أو خطط أو برامج عمل جديدة، حاضراً أو مستقبلاً، وتقديم خبرات الوكالة في فنون التحرير الصحافي والفوتوغرافي وغيرها لمن أراد من الراغبين من مؤسسات الدولة المختلفة.وثاني هذه الأدوات تخصيص قاعة كبيرة بمقر الوكالة الجديد لتكون قادرة على دعوة وتنظيم الفعاليات والندوات، واستضافة المسؤولين والمختصين والمفكرين والكتاب للتحدث مباشرة في القضايا والملفات المختلفة، واستعراض وتناول أي شأن من الشؤون يعنى بها الرأي العام البحريني سواء كانت محلية أو غيرها ونقلها عبر أثير موقع الوكالة الإلكتروني.وثالث الأدوات العمل على تجهيز استوديو تلفزيوني كامل بمشتملاته من تصوير ومونتاج بمقدوره نقل الفعاليات سواء تلك التي يمكن أن تنظمها الوكالة داخلها أو في الخارج وبثها عبر موقعها على شبكة الإنترنت، وهو مشروع روعي فيه إمكانية التعاون مع الأقسام الأخرى في الهيئة، ويراعي طبيعة الخدمات المتكاملة التي باتت تقدمها الآن كل المواقع الإخبارية والإعلامية، ولم تعد تقتصر على فنون العمل الصاحفي المقروء فحسب، وإنما شملت أيضاً أعمال الفيديو والصوت والصورة وغيرها.