أظهر تقرير جديد لمجلة "لانسيت"، نشر ضمن سلسلتها حول صحة الأم والطفل، أن 3 ملايين طفل يموتون سنويا بسبب نقص التغذية، ويشكل هذا الرقم نصف عدد وفيات الأطفال تحت عمر الخمس سنوات.وعرض التقرير طرقاً جديدة لتدبير نقص التغذية يعتمد على توفير الأمان الاقتصادي والدعم الاجتماعي والتشريعات التي تهدف لتحسين صحة الأطفال وتغذيتهم.نظم بروفسور من قسم الصحة العالمية في قسم الصحة العامة في جامعة جون هوبكنز مؤتمراً ضمَّ الكثير من الخبراء في مجال الصحة العامة، وأكد المؤتمرون أن الـ"1000" يوم التي تمتد من بداية الحمل وحتى نهاية السنة الثانية من حياة الطفل تحدد صحة الفرد المستقبلية، بالإضافة لتطور المجتمع الذي يعيشون فيه.وقال البروفسور "إن أول 1000 يوم من حياة كل طفل، تؤثر على حياته المستقبلية وتؤثر على اقتصاد الأمة" ويضيف بأن سوء التغذية في الطفولة تؤثر على الفرد طيلة حياته، لأن الأطفال ناقصي التغذية أكثر عرضة للأمراض الإنتانية والالتهابات، ويكون تحصيلهم العلمي والمعرفي أقل، وبالتالي فإن نقص التغذية عند الأطفال يؤخر تقدم الأمة واقتصادها.وأضح هو وزملاؤه أنه لا يزال هناك 165 مليون طفل حول العالم لديهم نقص تغذية، وبينهم 50 مليون لديهم نقص نمو على الرغم من التقدم والتطور الذي نشهده هذه الأيام.وأضح المؤتمر أن تأثير صحة الأم وتغذيتها على صحة الفرد والمجتمع يعتبر عاملا أساسيا في نمو الطفل، فهناك 800 ألف حالة وفاة للأطفال حديثي الولادة سببها نقص نمو الجنين داخل الرحم، كما أن الأطفال ناقصي الوزن عند الولادة أكثر عرضة لنقص التغذية خلال السنتين الأوليتين من العمر.كذلك فإن الأمهات ناقصات التغذية أكثر عرضة للوفاة بسبب الحمل أو الولادة المبكرة أو إنجاب أطفال ناقصي الوزن.ومن الجدير بالذكر أن حوالي ربع الأطفال في الدول الفقيرة هم ناقصو الوزن بالنسبة لعمر الحمل، مما يزيد من خطر الوفاة لديهم.حيث إن أكثر من ربع وفيات الأطفال حديثي الولادة تكون بسبب نقص وزن الولادة والذي يلعب سوء تغذية الأم دورا أساسيا فيه.وأكد الخبراء أن الدول لن تتمكن من الحفاظ على اقتصادها وتطورها إذا لم تحقق الأمان الغذائي اللازم لتوفير الغذاء الضروري لحياة صحية وسليمة للأطفال.وبينت دراسات عديدة طرقا مختلفة لتدبير نقص التغذية يمكن أن تحافظ على حياة ما يقارب مليون طفل بالسنة، ومن هذه الطرق استراتيجية علاج نقص التغذية الحاد أو دعم تغذية الرضع والأطفال أو تعويض نقص الزنك.