عواصم - (وكالات): يستمر التوتر في صنعاء حيث يسيطر المتمردون الحوثيون الشيعة على عدد من المباني الحكومية في حين يلف الغموض اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه أمس الأول برعاية الأمم المتحدة.واغتنم سكان العاصمة فترة الهدوء الحذر للخروج من منازلهم بعد الاختباء لمدة أيام بسبب مواجهات دامية بين الحوثيين «أنصار الله» والميليشيات التابعة لحزب الإصلاح السني. في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة اليمنية أن 200 شخص قتلوا في المعارك الأخيرة في صنعاء بين المتمردين الشيعة والمقاتلين السنة من حزب الإصلاح المدعوم من الجيش. وبعد أسابيع من الانتشار في العاصمة وحولها، شنت جماعة «أنصار الله» هجوما كاسحا في العاصمة أمس الأول وسيطروا على مواقع عدة دون مقاومة من قوات الجيش والأمن. ومايزالون منتشرين حول المباني الحكومية والمراكز العسكرية التي سيطروا عليها.وتمركز مقاتلون من الحوثيين على مداخل وحول مقار الحكومة والبرلمان والقيادة العامة للقوات المسلحة. كما أقاموا حواجز على الطرق المؤدية إلى هذه المواقع. وتظهر السيطرة على الأماكن المهمة مدى هشاشة النظام في اليمن الذي يواجه تنظيم القاعدة وحركة انفصالية جنوباً. ويتجاور عسكريون مع الحوثيين، في ما قالت مصادر متطابقة إن الحوثيين صادورا منازل شخصيات من حزب الإصلاح واللواء علي محسن الأحمر صاحب النفوذ والعدو اللدود لأنصار الله. كما أعلن رئيس بلدية صنعاء عبدالقادر استقالته احتجاجاً على انعدام الأمن بعد أن صادر مسلحون حوثيون سيارته على إحدى نقاط التفتيش، وفقاً لعدد من المسؤولين. إلى ذلك، أشارت مصادر في القبائل إلى إرسال تعزيزات من عناصر مسلحة إلى شمال وشمال غرب صنعاء حيث يعتصم المتمردون منذ أكثر من شهر. وتزامن وصول العناصر المسلحة من محافظات عمران وصعدة والجوف مع توقيع اتفاق سلام في القصر الرئاسي من شأنه إنهاء الأزمة السياسية وإعادة سيطرة الدولة على العاصمة. ووقع ممثلون عن أنصار الله اتفاق السلام الذي ينص بين أمور أخرى على تشكيل حكومة جديدة، إلا أنهم في المقابل رفضوا التوقيع على الملحق الأمني للاتفاق. وقال المتحدث باسم أنصار الله محمد عبدالسلام إن الحركة لن توقع الملحق الأمني ما لم تقدم السلطات في صنعاء اعتذاراً على مقتل مؤيدين للمتمردين خلال محاولة للهجوم على مقر الحكومة مطلع سبتمبر الجاري.من جهة أخرى، نص الاتفاق على أن تفكيك خيم المعتصمين الحوثيين في صنعاء وحولها «لن يحصل إلا مع البدء في تشكيل حكومة جديدة».
الحوثيون ينتشرون بصنعاء رغم اتفاق السلام
23 سبتمبر 2014