قال المدير التنفيذي لمركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقــة «دراســـات» المتخصص في دراسات الفضاء الرقمـي د.خالد الرويحـــي إن هناك مؤسسات ومنظمات عالميــة تحت مظلة المسميـات «الحقوقيـــــة والديمقراطيــة» تدعـــم وتشجــع الأفــراد علــى زعزعــة أمن دولهــم من خـلال الفضاء الرقمي لسهولة تبادل الأفكار والمعلومات في هذا المستوى المتقدم من التعامل، مشيراً إلى تزايد استخدام الجماعات الإرهابية للوسائل الرقمية، واختراق الشبكات والأنظمة، علاوة على ارتفاع معدلات الاحتيالات الرقمية على مستوى العالم.وحذر د.خالد الرويحي، في دراسة قدمها أمام مؤتمر الخليج العربي والتحديات الإقليمية الذي أقيم مؤخراً في الرياض، من الأضرار الفادحة التي يمكن أن تسببها التقنيات الرقمية الحديثة على الأمن بمفهومه الشامل، مبيّناً أنه من الصعب الحفاظ على الأمن القومي التقليدي في أية دولة في ظل الثورة المعلوماتية التي يشهدها العالم والمتاحة للجميع بما فيهم الجماعات الإرهابية.ودعا دول مجلس التعاون الخليجي إلى النظر في الفضاء الرقمي كموضوع استراتيجي والبدء في اتخاذ الخطوات العملية الجادة لتطوير بناها الرقمية الأساسية بما يتناسب مع خطورة الوضع، وضرورة أن تتعامل هذه الدول مع أمن الفضاء الرقمي بالتساوي مع الأمن الوطني، مبيناً أن ثورة المعلومات أعادت التعريف التقليدي التاريخي للقوة، فقد تحوّلت مفاهيم عناصر القوة تحولاً جذرياً من إعداد الجنود والعتاد الحربي للجيوش إلى برامج رقمية تتعامل مع أنظمة التشغيل في جميع الأجهزة والمعدات الحديثة.وقال إن الحاجة ماسة للاستثمار في مكونات الفضاء الرقمي وتبني آليات متقدمة للتعاون بين دول المجلس في هذا الجانب، يفوق تبادل المعلومات وقواعد البيانات، لافتاً في الوقت نفسه إلى ضرورة إعداد كوادر وطنية متخصصة في جميع المستويات المكونة للفضاء الرقمي من علماء ومفكرين ومبرمجين ومطورين للأدوات الرقمية، والبدء بصورة عاجلة في اتخاذ خطوات عملية لإنتاج وسائل الحماية الرقمية حتى تتمكن دول المجلس من الحفاظ على أمنها القومي وبناها الأساسية في المستقبل المنظور، وعدم الاعتماد على التقنيات والبرمجيات المستوردة لسهولة اختراقها.