عواصم - (وكالات): شارك التحالف الدولي ضد الإرهاب المتمثل في دول خليجية وعربية، إضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية في شن غارات على مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» في سوريا، مما يشكل مرحلة جديدة من الهجوم على الجهاديين الذين تتم محاربتهم في العراق أيضاً، فيما نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر رسمي قوله إن القوات الجوية السعودية شاركت في عمليات عسكرية ضد «داعش» بسوريا من أجل دعم المعارضة السورية المعتدلة في إطار التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب. وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أن الجيش الأمريكي و»شركاء» شنوا للمرة الأولى غارات على مواقع «داعش» في سوريا بواسطة مقاتلات وقاذفات وطائرات بدون طيار وتم إطلاق 47 صاروخ توماهوك من سفن أمريكية متواجدة في البحر الأحمر ومنطقة الخليج.وأعلنت البحرين والسعودية والإمارات والأردن مشاركتها في العمليات ضد مواقع إرهابية بين سوريا والعراق. واستهدفت الغارات تنظيم «داعش» في معقله بالرقة إلى جانب أهداف على الحدود بين سوريا والعراق في دير الزور والحسكة والبوكمال. من جهته، أكد نظام الرئيس بشار الأسد أن واشنطن أبلغته مسبقاً بشن غارات جوية على «داعش» في أراضيها، وبعد ساعات من تنفيذ الضربات أعلن عن دعمه «لأي جهد دولي» يصب في مكافحة الإرهاب، فيما نفت واشنطن طلب أي إذن من دمشق، أو القيام بأي تنسيق مع نظام الأسد، كما نفت ما رددته وسائل الإعلام السورية حول رسالة بعث بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لنظيره السوري وليد المعلم يعلمه فيها بضرب مواقع «داعش» بسوريا.وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن التحالف الدولي شن نحو 40 غارة وأطلق أكثر من 160 صاروخاً ضد «داعش» أسفرت عن مقتل 120 جهادياً. كما نفذت القوات الأمريكية ضربات ضد مجموعة «خرسان» المتطرفة في حلب والتي تضم عناصر سابقين من القاعدة. وعزت واشنطن سبب الضربة «لإحباط الهجوم الوشيك ضدها ومصالح غربية كانت تخطط له» المجموعة.وأعلن «البنتاغون» أن الولايات المتحدة تلقت دعماً في ضرباتها ضد تنظيم «داعش» من حلفائها العرب، البحرين والأردن والسعودية وقطر والإمارات.وجاء في البيان أن «الضربات دمرت أو ألحقت أضراراً بعدة أهداف للدولة الإسلامية بما فيها مقاتلون ومجموعات تدريب ومقار ومنشآت قيادة ومخازن ومركز تمويل وشاحنات إمدادات وآليات عسكرية». وأكد المرصد السوري أن عناصر «مجموعة خراسان» انضمت إلى تنظيم «جبهة النصرة» «ذراع تنظيم القاعدة في سوريا»، مشيراً إلى مقتل 50 مقاتلاً من التنظيم خلال الغارات. من جانبه، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن تحالف الدول العربية التي شاركت في أول هجمات جوية أمريكية في سوريا تظهر أن الولايات المتحدة «ليست وحدها» في محاربة «داعش». وحذر أوباما عقب عمليات القصف والغارات الجوية الأمريكية، أن العملية العسكرية ضد «داعش» ستستغرق وقتاً، مؤكداً أن بلاده «ستفعل كل ما هو ضروري» لهزيمة التنظيم. وقال إن «قوة هذا التحالف تجعل من الواضح للعالم أن هذه ليست معركة أمريكا وحدها». ومن المقرر أن يلتقي أوباما في نيويورك بممثلين عن الدول العربية الخمس المشاركة في الهجمات الجوية ضد الجهاديين في سوريا، قبل مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما رحبت المعارضة السورية بالضربات الجوية التي شنها التحالف الدولي داعية إلى مواصلة الضغط على حكومة الرئيس بشار الأسد التي تطالب برحيله. من جانبها، أكدت البحرين أن طيرانها الحربي شارك إلى جانب طيران قوات خليجية أخرى، في الضربات الجوية التي نفذت بقيادة الولايات المتحدة ضد مواقع إرهابية في سوريا. كما أكدت الإمارات رسمياً أنها شاركت في الضربات الجوية ضد مواقع «داعش» في سوريا. وأعلن الأردن أن طائراته أغارت على مواقع لـ»مجموعات إرهابية» و»دمرت أهدافاً منتخبة» على الحدود مع سوريا والعراق، مؤكداً أن هذا «جزء من القضاء على الإرهاب في عقر داره».وبالتوازي مع العملية الواسعة، يشن «داعش» هجوماً للسيطرة على بلدة عين العرب «كوباني بالكردية» ثالث تجمع للأكراد في سوريا، ما يؤهلها للسيطرة بشكل كامل على القطاع الحدودي مع تركيا. وتمكن مقاتلون أكراد بمؤازرة من رفاقهم القادمين من تركيا من عرقلة الزحف السريع للتنظيم الذي استولى خلال أسبوع على نحو 60 قرية حول البلدة. ونزح أكثر من 130 ألف كردي عن المناطق التي سيطر عليها التنظيم باتجاه تركيا خوفاً من الانتهاكات التي يقوم بها التنظيم المسؤول عن كثير من الفظائع. وقالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها تضع خططاً لوجستية تحسباً لفرار كل سكان كوباني وعددهم 400 ألف إلى تركيا هرباً من تقدم مقاتلي «داعش».وعلى جبهة أخرى من النزاع السوري، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح أمس أنه أسقط طائرة سورية دخلت المجال الجوي فوق هضبة الجولان المحتلة. وأقر مصدر عسكري سوري إسقاط إسرائيل للطائرة «في إطار دعمه لداعش وجبهة النصرة الإرهابيين وفي مخالفة صريحة للقرار رقم 2170»، بحسب التلفزيون السوري. وهذه هي المرة الأولى منذ يونيو عام 1982 إبان حرب لبنان، التي تسقط فيها إسرائيل مقاتلة تابعة لسلاح الجو السوري. وكان أوباما حذر في كلمة ألقاها في 10 سبتمبر الجاري من أنه يحتفظ بالحق لضرب تنظيم الدولة الإسلامية بما في ذلك في معاقله في سوريا. وعرضت عشرات الدول المشاركة بشكل أو بآخر في الهجوم ضد التنظيم المتطرف. وتمكنت الضربات الأمريكية التي شنتها ضد مواقع «الدولة الإسلامية» في 8 أغسطس الماضي شمال العراق، وانضمت فرنسا إليها الجمعة الماضي، من عرقلة تقدم الجهاديين ومساعدة القوات العراقية والكردية للسيطرة على مناطق معينة للجهاديين.من جهتها أعلنت أستراليا التي يستهدفها أيضاً تهديد الجهاديين أنها تتعامل مع الموضوع «بجدية كبيرة»، وكانت أعلنت قبل أيام إفشال مخطط لتنفيذ أعمال إعدام علنية لمدنيين على أراضيها.
التحالف الدولي يبدأ الهجوم على مواقع «داعش» و«النصرة» بسوريا
24 سبتمبر 2014