نيويورك - (وكالات): طالب مجلس الأمن الدولي، أمس كل الدول بأن تجرم بشدة سفر مواطنيها إلى الخارج للقتال مع جماعات متشددة أو لتجنيد آخرين أو تمويلهم للقيام بذلك في تحرك أثاره صعود تنظيم «الدولة الإسلامية - داعش»، فيما أدرجت لجنة بمجلس الأمن أكثر من 12 مقاتلاً أجنبياً متشدداً وجامع أموال ومجنداً مرتبطين بالجماعات المتشددة في عدة دول على القائمة السوداء. وفي جلسة رأسها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، وافق المجلس المؤلف من 15 دولة بالإجماع على مسودة قرار صاغته الولايات المتحدة يلزم الدول «بمنع وقمع» تجنيد وسفر المقاتلين المتشددين إلى الصراعات الخارجية. وصدر القرار بموجب البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، مما يجعله ملزماً للدول الأعضاء في المنظمة الدولية البالغ عددها 193 دولة، ويعطي مجلس الأمن سلطة فرض قرارات بالعقوبات الاقتصادية أوالقوة. وفي وقت سابق، دعا الرئيس الأمريكي العالم للانضمام إلى محاربة الدولة الإسلامية «داعش» في العراق وسوريا مؤكداً تصميمه على عدم التراجع أمام «التهديدات». وقال أوباما من على منبر الأمم المتحدة «إن اللغة الوحيدة التي يفهمها هؤلاء القتلة هي لغة القوة». وأضاف «اليوم ادعو العالم للانضمام» إلى محاربة الجهاديين المتطرفين وذلك بعد يومين من توجيه الضربات الأولى إلى مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.وأكد اوباما «إن الولايات المتحدة ستعمل مع تحالف واسع للقضاء على شبكة الموت هذه» مستطرداً «إننا لا نعمل لوحدنا» قبل إن يؤكد مجدداً أن ليس لديه النية «لإرسال قوات أمريكية لتحتل أراضي أجنبية».وتابع «لن نتراجع أمام التهديدات وسنظهر أن المستقبل ينتمي إلى أولئك الذين يبنون وليس للذين يدمرون»، مجدداً تأكيد رغبته في «تدمير» التنظيم المتطرف الذي أعلن «الخلافة» في المناطق التي استولى عليها في العراق وسوريا. ودعا الرئيس الأمريكي أيضاً إلى مكافحة نشر أفكار المتطرفين «على الإنترنت وعلى شبكات التواصل الاجتماعي». وقال «إن دعايتهم دفعت شباناً للتوجه إلى الخارج لخوض حروبهم وحول طلاباً إلى قنابل بشرية. علينا تقديم رؤية بديلة». كما دعا الرئيس الأمريكي باراك المسؤولين الإيرانيين إلى «عدم تفويت فرصة» إبرام اتفاق حول برنامجهم النووي المثير للجدل.من جانبه، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لدى افتتاحه الدورة السنوية للجمعية العامة أن «التعديات على حقوق الإنسان ودولة القانون» تتم في كل مكان في العالم. وعدد بان كي مون كل النزاعات الدائرة بدءاً من غزة وصولاً إلى سوريا والعراق مروراً بأوكرانيا أو أفريقيا الوسطى، معبراً عن أسفه لـ «سنة مروعة بالنسبة للمبادىء المنصوص عليها في شرعة الأمم المتحدة».وقال «من البراميل المتفجرة المستخدمة في سوريا إلى قطع رؤوس رهائن في العراق مروراً بالهجمات على مستشفيات ومواقع للأمم المتحدة وقوافل إنسانية أو محاولات تجويع المدنيين، التعديات على حقوق الإنسان ودولة القانون في كل مكان في العالم».وأضاف أمام ممثلي 193 بلداً عضواً في الأمم المتحدة بينهم عدد من رؤساء الدول والحكومات، بالقول «هذه الأحداث تضر بالنظام التعددي». وتابع «بلغ عدد اللاجئين والنازحين رقماً قياسياً منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية» وعلى الأمم المتحدة أن تواجه حالات انسانية طارئة قياسية. كما شدد على الانتشار الكبير لفيروس إيبولا في أفريقيا الذي وصفه بأنه «أزمة غير مسبوقة». وتحدث عن تهديد الجهاديين في سوريا والعراق معتبراً أن «رداً دولياً متعدد الأشكال ضروري» وكذلك «تحركاً حاسماً لوضع حد للفظاعات» التي ترتكبها الدولة الإسلامية واتباعها.وقال إن «هذه المجموعات المتطرفة تشكل بوضوح تهديداً على السلام والأمن في العالم». من جانبه، أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في كلمته أمام الأمم المتحدة «بصفتي وصياً على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس سأقف ضد كل محاولة لاستهداف الأقصى». من ناحيته، دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في كلمته أمام الأمم المتحدة إلى «تجفيف منابع الإرهاب وعدم السماح بالإساءة للدين، وإلى مواجهة قوى التطرف والإرهاب وإنهاء المحنة في ليبيا بما يحفظ استقلالها وسيادتها». وقال السيسي في كلمته إن «تحقيق أهداف مصر بدأ بالانتفاض على قوى التطرف»، مشيراً إلى أن «تأجيل حل القضية الفلسطينية يفتح الباب لتأجيج أزمات أخرى». كما دعا السيسي إلى «مساندة ترشح مصر لعضوية مجلس الأمن الدولي». من جهته، قال أمير قطر الشيخ حمد بن تميم آل ثاني في كلمته إن «على العالم أن يدعم الشعب السوري لمواجهة إرهاب النظام والجماعات الإرهابية»، مضيفاً أن «الكارثة الإنسانية تتفاقم في سوريا مع استمرار القتل والدمار وانتهاك الحقوق وتشريد ما يقارب نصف الشعب». وذكر أن «على إسرائيل أن تعي أن أمن شعبها لا يتحقق إلا بالسلام وما ارتكبته في غزة هو جرائم ضد الإنسانية».ودعا أمير قطر «اليمنيين إلى عدم الانجرار إلى العنف وتطبيق مقررات الحوار الوطني»، فيما أشاد بالتجربة التونسية»، قبل أن يدعو «دعم ليبيا لتجتاز محنتها وإلى حوار وطني بين القوى السياسية».
مجلس الأمن يتبنى قراراً لوقف تدفق المقاتلين الأجانب
25 سبتمبر 2014