مع بدء العد التنازلي للاستحقاق الانتخابي القادم لعام 2014 باتت الساحة في شغفٍ وشجون، ترقب وتطالع الأخبار والمستجدات، وقد بدأ يطفو على السطح ما يبرر التأمل والتمعن، ولعل النشاط الحثيث في هذه الأخبار يكمن في تعديلٍ العديد من الدوائر الانتخابية في مملكتنا الحبيبة، وذلك وفقاً للمصلحة العليا للوطن، وتماشياً مع المستجدات، مما يعزز من مكانة الديمقراطية اليافعة في مملكتنا الحبيبة. لقد مر على تجربتنا الديمقراطية عمر الربيع، وهذا يعني أننا استنفذنا الكثير، ولايزال في جعبتنا ما يستحق الجهد والجد، والحصاد القادم سوف يحمل لنا المزيد من الرؤى والوضوح المفضي للارتقاء، وسوف تشهد الانتخابات القادمة وقعاً أكثر إيجابية عن سابقتها، وسنرى دوراً مميزاً وفاعلاً لوسائل التواصل الحديثة مثل الفيس بوك، وتويتر، وانستجرام وغيرها، وهذا بدوره سيسهم في إيجاد جو إعلامي لم يسبق له مثيل. لاشك أن هذا الواقع الإعلامي الهادر سوف يحمل معه كماً هائلاً من الأضواء والأصداء في الداخل والخارج، وسيمنح الساحة البحرينية العديد من الفوائد، ولعل من أبرز تلك الفوائد فائدة نقل الصورة المباشرة للانتخابات القادمة، وفائدة سهولة ويسر التواصل بين المرشح والناخب، والأهم من هذا وذاك تسليط الضوء على الممارسات الخاطئة التي قد يقع فيها البعض والمنافية للقيم البحرينية العربية الأصيلة وسماحة الإسلام، وفي فحواها وطياتها، ركوب خاطئ للديمقراطية فلا مجال للاستمالة الملتوية للناخب، ولا مجال للمتشبع بما لم يعطى، ولا مجال للضبابية والتشويه. ولأن البحرين غالية وعزيزة، فهذه دعوى صادقة لتوظيف هذه الثورة الإعلامية لصالح الانتخابات المقبلة في مملكتنا الحبيبة، فلا نومَ بل يقظة وفطنة، ولا مجال إلا للصدق والساحة والميدان. خليفة الغانم