دعا علماء ودعاة المسلمين الى «اغتنام الوقت في العبادة والذكر خلال الأيام العشرة الأوائل من شهر ذي الحجة»، مشيرين إلى أن «العمل الصالح في تلك الأيام يتقدم على الجهاد في سبيل الله»، فيما أوصوا «بقيام الليل والاستغفار والإكثار من قراءة القرآن والصدقات في تلك الأيام المباركات».وذكروا أن «الإشارة إلى فضل الأيام العشرة من شهر ذي الحجة وردت في بعض آيات القرآن الكريم»، ومنها قوله تعالى: «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق، ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات»، كما أقسم الله عز وجل في كتابه الكريم لشرفها وعظمها فقال تعالى، «والفجر وليال عشر»، وقال أيضاً «ويذكروا اسم الله في أيام معلومات»، فيما روى الإمام البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام «يعني العشر»، قالوا: «يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟»، قال صلى الله عليه وسلم: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء».وفي هذا الصدد، قال العلامة الحافظ بن حجر رحمه الله أن «السبب في امتياز العشر من ذي الحجة أنها أيام مباركات تعد مناسبة سنوية متكررة تجتمع فيها أمهات العبادات، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها، كما يشترك في خيرها وفضلها الحجاج إلى بيت الله الحرام، والمقيمون في أوطانهم لأن فضلها غير مرتبط بمكان معين إلا للحاج، كما إن فيها يوم عرفة الذي أقسم الله عز وجل به في كتابه، وهو أفضل الأيام ففي الحديث «أفضل الأيام يوم عرفة». من جهته، أوصى الداعية الشيخ رمضان عبدالمعز المسلمين «باستقبال تلك الأيام بالتوبة الصادقة النصوح وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي، واستقبال مواسم الخيرات بالعزم الصادق الجاد على اغتنامها بما يرضي الله، فمن صدق الله صدقه الله، ونية المؤمن خير من عمله».وذكر أن «من الأعمال المستحبة قيام الليل، والتوبة، والاستغفار، والإكثار من الذكر بالتكبير والتهليل والتحميد، ففي مسند الإمام أحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد»». كما نوه إلى «ضرورة الإكثار من شهادة التوحيد بصدق وإخلاص»، ففي الحديث «كان أكثر دعاء النبي يوم عرفة «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير»، وفي رواية الترمذي «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير». ودعا إلى «الإكثار من الدعاء بالمغفرة والعتق من النار، فإنه يرجى إجابة الدعاء فيه، وكان من دعاء أمير المؤمنين الإمام علي بن أبى طالب كرم الله وجهه «اللهم اعتق رقبتي من النار وأوسع لي من الرزق الحلال وأصرف عني فسقة الإنس والجان»، وليحذر من الذنوب التي تمنع المغفرة والعتق من النار كالكبر والإصرار على المعاصي». وفي هذا الصدد، أوصى العلماء «بالحرص على أعمال البر والخير خلال أيام العيد، من صلة الرحم وزيارة الأقارب والجيران والعطف على المساكين والفقراء والأيتام ومساعدتهم وإدخال السرور عليهم ويهنئ المسلم أخاه المسلم بقوله «تقبل الله منا ومنك».وأوضح العلماء أنه «يفضل الإكثار من التكبير الذي يبدأ من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق وهو الثالث عشر من شهر ذي الحجة، وصفته أن يقول «الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد»، كما نصحوا «بذبح الأضحية لأنها من العبادات المشروعة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى في يوم النحر أو خلال أيام التشريق، لما في ذلك من معاني البذل والتضحية والفداء، والاقتداء بهدي النبوة المبارك».
علماء: العمل الصالح يتفوق على الجهاد في العشر الأوائل من ذي الحجة
27 سبتمبر 2014