كتب أحمد الجناحي:التميز شعور ذاتي مستقل، يدفع الشخص لتكوين قناعات خاصة به تختلف عن قناعات الآخرين، وتنشأ عن طريق إحساس ودافع شخصي داخلي عند الإنسان يقوده للتفكير بشكل عملي في رسم خارطة الطريق التي بدورها توصله للتميز، والحياة بدورها توجه دعوة لكل شخص ليكون له إنجاز يفتخر فيه، ولكن اكتشاف هوية هذا الإنجاز يعود للشخص نفسه.بدر محمد طاقة شبابية مميزة، نجد في شخصيته وتفاصيل حياته موهبة إعلامية، استطاع تطويرها وإيجاد الطريق السليم للاستفادة منها، شق طريقه نحو التفوق والتميز في مراحل حياته المختلفة، وجعل من أحلامه واقعاً عملياً تفخر البحرين به.كان لـ «الوطن» حوار خاص مع الإعلامي بدر محمد، تحدث فيه بصراحة عن مسيرته ومستقبله الإعلامي لأول مرة في لقاء صحافي مفتوح.* من بعد النجاحات التي حققتها طوال السنوات الماضية.. بماذا تعرف نفسك اليوم؟- أعرف نفسي بأول شاب بحريني ينطلق للعالم العربي عبر إحدى القنوات التابعة لأكبر اسم في الإعلام العربي، هي قناة وناسة التابعة لمجموعة mbc والتي يملكها الفنان راشد الماجد، كما أتشرف بأن أكون أول إعلامي بحريني ينضم لقنوات روتانا خلال فترة عملي بقناة روتانا خليجية والصوت الرسمي للقناة.حبي لوطني * من بعد كل هذه النجاحات في الخارج، ما الذي دفعك للعودة إلى تلفزيون البحرين؟- حبي للوطن، وهذا ليس بغريب على الشاب البحريني بالذات، حيث لدينا حب غير طبيعي للبحرين يدفعنا أحياناً بالتضحية والتنازل من أجل العودة للوطن.* هل يعني ذلك أنك عدت مجبراً للوطن؟- سؤالك صعب نوعاً ما، حيث كانت عودتي وقراري بالاستقرار كي أنقل خبرتي للوطن وأقدم له ماتعلمته في الخارج طوال الأربع سنوات التي عشتها في دبي أثناء عملي مع أكبر قطبين في الإعلام العربي mbc وروتانا.صعوبة تطبيق البرامج الجريئة * لماذا أشعر بأن جوابك به نغمة من الحزن؟- دعني أكن صريحاً «قليلاً» في إجابتي على هذا السؤال، اكتشفت مؤخراً بأن الفكر المقبل من القنوات الخاصة والناجحة صعب تطبيقه في القنوات الحكومية بسبب محدودية الإنتاج، وهناك صعوبة في تنفيذ أفكار البرامج الجريئة والضخمة من الناحية الإنتاجية رغم أنها قد تنقل القناة من مصاف القنوات الرسمية إلى القنوات الخاصة، وتكسب أيضاً من خلال تسويقها.* إذاً لماذا مازلت متمسكاً بتلفزيون البحرين؟- لأنني على يقين بأنني سأصنع التغيير ولو بنسبة بسيطة، ويكفيني اليوم بأنني قدمت عدداً من الوجوه الشابة والناجحة على تلفزيون البحرين، حيث عملت وسأعمل على إظهارها طوال فترة تواجدي في هذا المجال لأنني عانيت حتى وصلت ولا أريد لغيري المعاناة.مقصر بحضور المناسبات * يقال إنك مقل في الظهور في المناسبات الاجتماعية، لماذا؟- دائماً ألام بتقصيري في حضور المناسبات الاجتماعية.. أولاً أود من خلال هذا اللقاء أن أشكر كل شخص أو جهة قامت بدعوتي لحفل أو مناسبة، فأنا للأسف مقل في تواجدي في هذه المناسبات ليس غروراً أو تكبراً مني، بل لأنني مؤمن بأن عملي الوحيد والناجح هو داخل المؤسسة الإعلامية التي أعمل بهاـ بالإضافة إلى نقطة هامة جداً وهي أنني حتى اليوم لا أستطيع استيعاب بأن حلمي بدخول مجال الإعلام قد تحقق، وأقول في نفسي دائماً عندما أتلقى دعوة أو تكريماً: هناك فئة من الناس تستحق حضور هذا الاحتفال أو هذه المناسبة أو التكريم أكثر مني، فأنا ما زلت في البداية ولم أحقق شيئاً.. هذه الأسباب تجعلني مقصراً في حضور المناسبات الاجتماعية.* بدر محمد و نور الشيخ، ثنائي بحريني حقق نجاحاً لم يسبق له مثيل في تلفزيون البحرين، ومازال الشارع البحريني والخليجي يطالب بعودة بدر ونور.. ما الذي حدث؟ ولماذا لا يعود هذا الثنائي؟- رغم النجاحات التي حققتها في قناة وناسة وروتانا لم أذق طعم النجاح كنجاحي مع زميلتي نور الشيخ في برنامج (هلا بحرين) لأنه ينتمي في نهاية المطاف لتلفزيون البحرين.. لله الحمد حققنا شهرة واسعة امتدت لدول الخليج والدول العربية وقد لمسنا هذا الشئ من خلال تواجدنا في الأماكن العامة داخل البحرين، أو حتى خلال تواجدنا خارج مملكة البحرين سواء في الدول الخليجية أو العربية.. لكن نظراً لظروف معينة كان قرار الابتعاد الذي سبب لنا الكثير من العتب حتى اليوم.* هل هناك مجال للعودة؟- لو كنا في الغرب نعم وبالتأكيد، وقد ترافق عودتنا للشاشة زوبعة إعلامية وقد نكون حديث الشارع وقد تشارك في رعاية برنامج العودة كبرى الشركات، لكن في وطننا العربي مازال الإعلامي في نظر البعض هو شخص يقف أمام الكاميرا وقد يأتي من يحل محله في يوم وليلة.لم أحقق طموحاتي * هل نستطيع القول إنك لم تحقق طموحك وأحلامك في تلفزيون البحرين؟- نعم أستطيع قول ذلك، لأنني وبكل تواضع لا أفكر بنفسي بل بالمشاهد، فكل ما قدمته على تلفزيون البحرين طوال السنوات الماضية لم يكن بدافع مبلغ من المال أستلمه (كوني متعاوناً بعقد سنوي حتى الآن).. كل ما قدمه بدر محمد سواء من تقديم أو إعداد أو إشراف عام كان بهدف تحسين مستوى ما يظهر على شاشة تلفزيون البحرين، وحفاظاً على اسم بدر محمد الذي عمل مع mbc وروتانا.* هل ظلم بدر محمد نفسه؟- نعم ظلمت نفسي ورسمت خطوطاً تحد إمكانياتي لمسايرة الواقع الحقيقي من حولي، حيث أن القنوات التقليدية لا تستوعب الأفكار الاحترافية، وأيضاً لأتجنب ضرر بعض أعداء النجاح، وأعترف بأنني ضحيت لأرفع من شأن تلفزيون البحرين، فهو تلفزيون وطني الذي أنتسب له وأعشقه وأتمنى له دوماً الرفعة والازدهار والتطور .. وحلمي بأن أراه يوماً ينافس القنوات الأخرى لأنه قادر على ذلك وبسواعد بحرينية شابة محبة للإعلام.أفضل الإعلام البحريني * أين ترى نفسك مستقبلاً؟- مع كل هذا الطموح لا أرى نفسي في مكان لأنني مازلت أجهل المستقبل، لكن تأكد بأنني سأحاول قدر المستطاع أن أرفع من شأن الإعلام البحريني وسأفضله دوماً حتى ولو كان على حساب مصلحتي الشخصية وحياتي المستقبلية (بشرط أن يحتضنني ويهتم بي). * ألم تحاول الحصول على فرصة في قناة العرب الإخبارية كونها قناة جديدة ستبث من البحرين؟- في الحقيقة وردني اتصال من أحد المسؤولين في القناة، وإن لم يكن الطلب بشكل واضح إلا أن الوظيفة التي عرضت رغم أنها جيدة من الناحية المادية إلا أنها (من وجهة نظري) أقل مستوى من عملي الحالي، لذا ترددت بالموافقة على قبول (العرض الهاتفي) وخصوصاً أن الشخص كان يريد الإجابة في مدة زمنية قصيرة جداً.. كما تواصل معي خلال الفترة الماضية أشخاص من قنوات وشركات إنتاج خاصة واعتذرت وقتها لظروف خاصة، لكن لا أخفي عليك بأنني أدرس حالياً وبشكل جدي موضوع عودتي لدولة الإمارات العربية المتحدة لمواصلة مسيرتي الإعلامية.* شكر وكلمة توجههما لمن؟- هناك أسماء ساهمت في ظهوري (الأول) على الشاشة وأسست المحطات التي مررت بها ولن أنكر يوماً ما قدموه لي لتحقيق حلمي.. الإعلامية ناريمان أمير الدين، الإعلامي سامي هجرس، الأخ العزيز حسن طالب، والقائمين على شركة كاريزما للإنتاج.وأقول لمحبي بدر محمد؛ اعذروني على التقصير في ظهوري الإعلامي، فأنا اليوم لا أفكر في نفسي بل أفكر في الجيل القادم الذي سيصنع مستقبل الإعلام في البحرين.. سأظل داعماً للشباب وحاضناً لهم، وسأجاهد من أجل إظهار جيل من الشباب البحريني ليصنع التغيير ويجذب المشاهد، ويكفيني ذلك لأنام في نهاية اليوم مرتاح الضمير لأنني لا أغار أبداً من نجاح الآخرين.
بدر محمد لـ الوطن : رسمت لنفسي خطوطاً مصطنعة لمسايرة الواقع حولي
28 سبتمبر 2014