كتب - وليد صبري:أكد أطباء ومختصون، أن السوائل الدافئة أفضل علاج للتخلص من البلغم، أحد أهم الأعراض المصاحبة للأمراض الصدرية.وأشاروا، إلى أن للتدخين أثر كبير على الإخلال بعملية التخلص من البلغم، حيث أن دخان السجائر يدخل إلى الرئتين من الفم مباشرة محملاً بأكثر من 500 عنصر كيميائي ومواد سامة».من جانبه، قال استشاري أمراض الصدر د.أحمد الحديدي إنه في جميع أمراض الصدر يحدث إخراج للبلغم أو البصاق أو التفال، عن طريق السعال، باستثناء أمراض الغشاء البللوري وتليف الرئة، حيث يخرج من الخلايا المخاطية الموجودة في الشعب الهوائية، ووظيفته الطبيعية أنه يلتصق بأي ميكروب أو أتربة أو أجسام غريبة في الهواء، ثم يدخل إلى الرئة فيقوم الجسم بتحريك هذا المخاط عن طريق أهداب في الشعب الهوائية، حتى يصل للبلعوم، ثم يتجه إلى المريء ثم المعدة، وهناك يهضم بواسطة حامض المعدة».وأوضح، أن الإنسان الطبيعي لا يشعر مطلقاً بالحاجة لإخراج البلغم في جميع الأحوال، ولكنه إذا أحس بذلك فعليه بطبيعة الحال طرده، وبذلك يعتبر نوعاً من الأمراض وتلك هي مشكلة أغلب المدخنين إذ إنهم يعتبرون أنفسهم أصحاء، وما يخرجونه من بعض البصاق ما هو إلا نتيجة لممارسة عادة التدخين، بل ويسمونه «بصاق التدخين»، ولكن في الحقيقة أن ما يحدث يمثل أحد أكثر الأمراض شيوعاً ألا وهو التهاب الشعب الهوائية المزمن، ومن ثم فإن البلغم الذي يخرج مع الالتهابات الرئوية والالتهابات الميكروبية يكون لونه أصفر، وكذلك في حالات خراج الرئة، وتمدد الشعب الهوائية، بالإضافة إلى كثرته».وذكر أنه «في حالة الإصابة باحتقان في الرئة، يصبح لون البلغم وردياً، ويصير لونه أسود لدى المدخنين، ويكون مصحوباً بدم في بعض حالات الدرن الرئوي وأورام الرئة».وأشار إلى أنه «بالنسبة لمرض السدة الرئوية المزمن يكون لونه أبيض أو أصفر تبعاً لوجود ميكروب من عدمه». ولفت د.الحديدي إلى أن « البلغم قد يتواجد لأسباب خارج الرئة كما في حالات الجيوب الأنفية والتهاب الأنف المزمن، وفي هذه الحالات يشعر المريض بوجود سائل مخاطي يخرج من خلف الأنف إلى الحلق ثم إلى الرئة، وأيضاً مرض ارتجاع المريء المعدي حيث يكون هناك ارتجاع للحامض من المعدة إلى المريء ثم القصبة الهوائية ما يتسبب في وجود بلغم».ونصح د. الحديدي «مريض البصاق بعدم تناول أي مهدئ للسعال لأنه يستحسن تناول أدوية طاردة للبلغم في أغلب الحالات، وفي حالة عدم توقف البصاق أو البلغم خلال أسبوع أو أسبوعين من تناول العلاج، يجب على المريض سرعة استشارة الطبيب المختص إلى جانب إجراء فحص بالأشعة السينية على الصدر لمعرفة سبب وجوده».من جهته، قال أخصائي الطب العام د.أحمد شفيق إن البلغم عبارة عن مادة مخاطية ذات لون أصفر أو أخضر وهي مادة طبيعية في الجسم، تنتجها القصبة الهوائية والشعيبات الهوائية، وتكون على شكل بطانة تبطن القصبة والشعيبات الهوائية، وفائدتها حماية الرئتين من التصاق العوالق التي تدخل إلى الرئة مع الهواء، فهذه المادة المخاطية هي التي تحمي الرئة، وتحافظ على رطوبتها، وسبب ظهور البلغم هو زيادة في إفراز هذه المادة المخاطية، ويتم التخلص من المادة المخاطية وجميع العوالق التي علقت بها عن طريق الخلايا المبطنة للقصبة والشعب الهوائية التي تحتوي على الملايين من الشعيرات الدقيقة التي تتحرك بصورة تلقائية باتجاه البلعوم، محركة معها البلغم بشكل يشبه أمواج البحر لينتقل من خلالها البلغم والعالق الذي فيه من الشعيبات الهوائية ثم القصبة الهوائية وأخيراً إلى البلعوم على التوالي»، موضحاً أن «تناول السوائل الدافئة وأبرزها الليمون الدافيء يساعد على التخلص من البلغم».ورأى، د.شفيق أن «للتدخين أثراً كبيراً على الإخلال بعملية التخلص من البلغم، حيث أن دخان السجائر يدخل للرئتين من الفم مباشرة محملاً بأكثر من 500 عنصر كيميائي ومواد سامة، فعند أو ل نفس استنشاق للسيجارة تبدأ سموم الدخان بإبطاء حركة الأنسجة والشعيرات الطاردة للبلغم، ومع مرور الوقت فإن هذه السموم توقف عمل الشعيرات كلياً وتتلف عملها، ما يسبب لها تهيجاً شديداً بالإضافة إلى زيادة إفراز المخاط المبطن للمجرى التنفسي فتتجمع هذه الإفرازات مكونة البلغم بصورة كبيرة، وكثرة هذه الإفرازات تتسبب بإغلاق بعض الشعيبات الهوائية، وبذلك يتكون في هذه المنطقة وسط ممتاز وبيئة مثالية لنمو الميكروبات التي تسبب الأمراض، لذلك نرى المدخنين يعانون من زيادة البلغم، وكثرة السعال والأمراض الرئوية والتنفسية، وعندما يزداد التهيج والالتهاب تتغير الخلايا شيئاً فشيئاً ومع الوقت فإن الشعيرات الناقلة للبلغم تختفي بسبب كثرة السموم والالتهابات، وبذلك تصبح الرئتان أكثر عرضة لوصول السموم إليها، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالأمراض السرطانية بسبب تحول الخلايا المستقبلة للسموم إلى خلايا سرطانية».