يشهد سوق الطروحات الأولية ارتفاعا قويا منذ بداية عام 2013 من ناحية عدد الاكتتابات وقيمتها، حيث سجلت عدد هذه الاكتتابات الكبرى مستويات قياسية في ظل دخول بلدان ناشئة جديدة إلى الأسواق وبحث المستثمرين المتواصل عن استثمارات بعائدات أعلى.وأكد أمين الخولي، المدير الإداري لإدارة الأصول في أرقام كابيتال أن عودة الطروحات الأولية للأسواق العالمية، وبخاصة الأسواق الناشئة، أمر طبيعي خصوصاً مع عودة الثقة في أسواق الأسهم بعد الأزمة المالية.ويشار إلى أنة تم إصدار اثني عشر اكتتابا بقيمة تتجاوز مليار دولار لكل منها منذ بداية العام الحالي، مقارنة مع اثنين فقط بهذا الحجم بالفترة ذاتها من العام الماضي.أما بالنسبة لقيمة هذه الاكتتابات، فقد تضاعفت أكثر من ست مرات مقارنة مع العام الماضي لتتجاوز واحدا وعشرين مليار دولار.وقد جاء أكبر طرح من مجموعة تأمين برازيلية بقيمة بلغت خمسة مليارات ومئة مليون دولار.وفي المكسيك، والتي اعتبرت من الأسواق غير النشطة سابقا، شهدت طرح أربع شركات لأسهمها للاكتتاب خلال الربع الأول من العام، بقيمة بلغت مليارين وثلاثمئة مليون دولار.وبالانتقال إلى هونغ كونغ، التي يتصف سوقها بالمتأرجح، طرحت كل من Galaxy و Sinopec أسهمها للاكتتاب بقيمة إجمالية تبلغ نحو ثلاثة مليارات دولار.كما قامت آسيا سل العراقية بإطلاق أكبر طرح عام أولي في الشرق الأوسط منذ عام ألفين وثمانية بقيمة مليار وثلاثمئة مليون دولار.أما أسواق الخليج فقد شهدت بداية بطيئة من حيث الاكتتابات، إلا أنه من المتوقع تسارعها خلال الفترة المقبلة.وتوقع الخولي أن تشهد الطروحات الأولية في المنطقة زخماً وعودة في الثقة، وأضاف أن حركتها لم تتوقف، خصوصاً في السعودية، والذي سيؤثر إيجابياً على الأسواق لزيادة اهتمام المستثمرين المحليين والأجانب في الطرحات الجديدة.وليس حال الأسواق المتقدمة بالمختلف، فإن الشركات الأميركية تسير في طريقها للوصول إلى نفس مستويات ما قبل الأزمة المالية من حيث حجم الطروحات، مدفوعة بالتعطش للمخاطرة كالذي دفع الأسهم إلى مستويات قياسية جديدة.لغة الأرقام تؤكد أن سوق الاكتتابات مقبلة على المزيد من القفزات يدعمها الإقبال الهائل للمستثمرين، وهذا بالتالي سيحفز المزيد من الشركات على اقتحام سوق الطروحات الأولية.