اعتبر إعلاميون وتربويون أن الاهتمام ببناء جمهور الصغار والنشء، بناء أمنياً متكاملاً، خيار استراتيجي لوزارة الداخلية، من أجل خلق مواطنين صالحين يرون أن كافة مقدرات الوطن مقدراتهم أنفسهم، فيسعون للحفاظ عليها واستمرارها.وأشاد الإعلاميون والتربويون، بتوجيهات وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة إلى إدارة الإعلام الأمني بالوزارة، بإصدار مجلة الأطفال «وطني» بإشراف مدير الإدارة العقيد محمد بن دينه، كأول مجلة شهرية تعني بثقافة وتوعية الأطفال وغرس روح حب الوطن والولاء له ولإنجازاته في أنفسهم، مما يخلق عند النشء مفهوماً واضحاً ينمو عليه هذا الجيل، ويجعل هذا الحب والعطاء مبدأ لهم، في ظل كثير من المفاهيم والآراء الخاطئة التي تحاول سلب من هذا الجيل طفولته ومعتقداته البريئة.وقال أستاذ الإعلام السياسي بجامعة البحرين د.عدنان بومطيع إن تطورات الإعلام في السنوات الأخيرة فرضت أنماطاً جديدة في التعامل مع الجمهور، فغدا الجمهور كتلة متحركة وسريعة التقلب، وكان لابد من وسائل إعلامية تتماشى مع طبيعة هذا الجمهور الجديد، معتقداً أن خطوة وزارة الداخلية لاستهداف جمهور النشء هي في غاية الذكاء، فإن التواصل مع هذا الجيل بات مهماً لتسابق القائمين بالاتصال والإعلام لأخذ أكبر عدد ممكن من هذا الجمهور.وأضاف د.بومطيع أن المشروع الوليد؛ يأتي في طور اختبار الرسالة الإعلامية المناسبة لعمر هذا الجمهور، القائمة على سهولة ووضوح الرسالة الإعلامية وسرعة انتشارها في وسائل التواصل الاجتماعي وهي ذات الأدوات التي يستخدمها ويدمن عليها الجيل الجديد، لذلك نجد أن الاهتمام بجمهور الصغار والنشء، خيار استراتيجي لبناء مواطنين صالحين يعون مفهوم الأمن المتكامل، ويرون أن كافة مقدرات الوطن مقدراتهم أنفسهم، فيسعون للحفاظ عليها واستمرارها.بدوره اعتبر الناشط الاجتماعي أسامة الشاعر أن إصدار مجلة وطني هي خطوة «غير مسبوقة» نحن نحتاجها، ووصفها بأنها المكتبة المدرسية والاجتماعية لأنها موجهة نحو أبنائنا ليكونوا غرساً صالحاً يعرف كل شيء على أسس سليمة وتربوية ومشوقة وهي خطوة ممتازة، مشيداً بالقائمين عليها. وقال الشاعر إن المجلة كانت حديث «الفرجان» في المحرق أمس، ولابد من الإشادة بالقائمين على إصدار هذه المجلة الذين بذلوا جهداً كبيراً ليضعوا «مرشداً» للجيل المقبل، من خلال مجلة خاصة بهم تسير ضمن مبادرات حب الوطن والولاء له، وبما يمليه علينا ديننا الإسلامي الحنيف وبأسلوب يتفق مع تفكير ورؤية الجيل من خلال القصة والصورة الملونة.من جانبه، قال رئيس نادي المراسلين بالبحرين سامي كمال مدير مكتب صحيفة الأهرام المصرية: المجلة توجه محمود من وزارة الداخلية، يعبر عن رؤية ثاقبة وعلمية بالتركيز على النشء وترسيخ المفاهيم الحياتية السليمة لديه منذ الصغر، خصوصاً ونحن نرى كيف يستغل الأطفال في كل مكان من العالم وما ينم به من تزييف لوعيهم منذ الصغر. وتطلع كمال لما ستقوم به هذه المجلة من تزويد الأطفال والنشء بالثقافة المطلوبة وتنمية الوعي بكل ما يحيط بهم، حتى يكون لدينا جيل واع ومدرك لكل ما يتعلق بوطنه، ويتيح له المساهمة ببنائه على أسس سليمة.ومن جهته، وصف عضو جمعية الصحافيين البحرينية الإعلامي أسامة الماجد، صدور العدد الأول من مجلة الأطفال «وطني» بالخطوة الرائدة والمنجز يحسب لوزارة الداخلية، وهي كمجلة شهرية وتعنى بثقافة وتوعية الطفل وتحوي على عدة أقسام، وتعد بالفعل رافداً لزرع حب الوطن في نفوس الطفل ومخزوناً معرفياً لنشر الثقافة الأمنية والسلامة العامة بين الأطفال ونشر العلم والمعرفة، وكل ما من شأنه أن ينمي عقلية الطفل ويجعله لبنة صالحة في وطنه. وكشف الماجد أن المجلة تقع في 56 صفحة من الحجم المتوسط، وتحتوي على عدة أقسام هي «اعرف وطنك» وتضم موضوعاً عن قلعة البحرين، و»999، أبطال في الوقت المناسب» وهو موضوع يتعلق بكيفية الإبلاغ عن حالة طارئة في المنزل ونشر المعلومات المهمة لتفادي الحريق، إضافةً إلى قصة شيقة بعنوان «يوميات هند» توضح للطفل النصائح التي تعينه على قضاء عام دراسي جديد مليء بالتفوق والإبداع والمحبة، مشيراً إلى توافر صفحة تعنى بالنشاط والحركة بعنوان «صحتي حياتي» وصفحة «تكنولوجيا» تعرف الطفل على وسائل التواصل الاجتماعي، وصفحة أخرى بعنوان «راحتي في عبادتي»، إضافة لصفحة الزيارات والأنشطة، وأخرى عن الأناشيد والتسالي والعبور السليم وصفحة المواهب في الوطن والتراث، علاوة على عدد من القصص المفيدة.وثمن الماجد مساهمة كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة ووزارة التنمية الاجتماعية، في المجلة، من أجل هدف تنموي اتجاه جيل الأبناء.في السياق نفسه رأت النائبة استشارية طب العائلة د.سمية الجودر أن البحرين بحاجة ماسة لمثل هذا الإصدار الهام، وقد جاء في وقته المناسب، مشيرة إلى أنه إصدار درس حاجة الجيل بطريقة مهنية وعلمية ونفسية وتربوية، وجاء ونحن في أشد الحاجة خلال هذه المرحلة لمثل هذا المنجز والذي يخاطب شريحة الجيل والنشء الصاعد بطريقته وتفكيره وبالرؤيا التي تناسب عقله وسنه وتجعله منجذباً لها، وكيف أنها تستطيع أن تبهره بجرعتها الكبيرة من الصور والألوان والقصص التي تكرس لحب الوطن ومبادئ الولاء له والحفاظ على منجزاته الكبيرة لكل المواطنين.ووجدت مديرة تحرير مجلة «ميادين» الإعلامية بجريدة البلاد لبيبة فارس أن إصدار مجلة «وطني» يأتي في توقيت مهم، ونحن نستشعر مدى ما تتعرض له الدول العربية من تشويه للمبادئ ومحاولة غرس الأفكار غير الصحيحة عن المواطنة والدين الإسلامي في أجيال عربية فتية، في دول تشهد ما يسمى بالربيع العربي.ووصفت فارس المجلة بأنها نقلة نوعية في تعزيز قيم الدين الإسلامي السمحة وتنمية الحس الوطني لدى الأطفال، من جهة، وستعمل على تعريف الأطفال على الوجه الثقافي والحضاري للبحرين، وتعريفهم بإنجازات الوطن ومكتسباته.وبينت فارس أن وجود قصة في كل عدد سيؤثر تأثيراً إيجابياً على مخيلة الأطفال الذين قد يكون بينهم أدباء ومفكرون في المستقبل حيث تأتي مثل هذا الإصدارات لتغذي مخيلتهم وتحفزهم على إظهار ما يتمتعون به من مواهب، إلى جانب توعيتهم بالأنظمة والقوانين.وأضافت أن اسم المجلة كاف لتعليم هذه الشريحة من المواطنين بأن الوطن ليس مجرد شعارات وأغان حماسية، بل هو انتماء للأرض الطيبة حيث يترعرعون وهذه الأرض تحتاج ليس فقط شعارات وكلمات براقة بل تتطلب منهم التضحيات في سبيل المحافظة عليها.
إعلاميون وتربويون: بناء الصغار والنشء أمنياً خيار استراتيجي لـ«الداخلية»
01 أكتوبر 2014