كتب ـ حسين التتان:ترى شروق موسى في «تنظيم النسل» ظاهرة حضارية «شرط مراعاته خصوصيات المجتمع البحريني»، فيما يؤكد محمد عابد ضرورة سن قانون ينظم عملية الإنجاب «مع ذلك غياب القانون لا يعني الإنجاب بطريقة عشوائية».ويقول باقر مجيد إن تنظيم النسل بموجب قانون يخالف قواعد الشريعة الإسلامية، فيما تدعو أم شهد للتوعية بهذا المجال وسن قوانين مرنة لا تتعارض وحرية الإنسان.ويشير ناصر عبدالعزيز إلى أن الزيادة السكانية تعتبر عوامل ضاغطة على البنية الخدمية، ويجد عيسى عبدالرزاق في مسألة الإنجاب دون ضوابط تخلفاً.مسألة حضاريةترى شروق موسى في وضع قوانين تنظم النسل في البحرين أمراً حضارياً، ولا تجد فيه ما يخالف الشرع والعرف «مع تطور الحياة المتسارع ودخولنا في تحديات جديدة فرضها عصر السرعة، بات وجود قانون ينظم الإنجاب في البحرين أمراً لازماً، شرط أن يراعي خصوصيات المجتمع».ويتفق محمد عابد أن مسألة تنظيم النسل تتسق وعصر القانون «من أراد ضمان حقه وحق أبنائه عليه أن ينظم عملية الإنجاب، رغم أن هذا الخيار من أصعب العمليات الاختيارية للزوجين».ويدعو محمد إلى التأسيس لقوانين تنظم عمليات الإنجاب «الحياة تغيرت وطبيعة الظروف ليست كسابقها، فهذا العصر الضاغط لا يحفز الإنسان على الإنجاب بطريقة عشوائية، بل يجب أن ننجب أطفالاً حسب ظروفنا المادية والنفسية والاجتماعية». ويقول محمد إن «غياب قانون تنظيم النسل، لا يعطيك الإذن بإنجاب أكبر عدد من الأطفال، بل يجب أن يكون الإنجاب وفق ضوابط ومعايير علمية صحيحة، حتى لا نجني على أطفالنا بتركهم في ظروف معيشية وحياتية قاسية».مخالفة للشرع الحنيفولا يقبل باقر مجيد بعملية تنظيم النسل في البحرين «هذا الأمر مخالف للشرع والقانون الإسلامي والإنساني، الحرية في اختيار أعداد الأبناء متروكة للأبوين، فهما القادران على أن يحددوا المصلحة من المفسدة في موضوع الإنجاب».ويضيف «بما أن الآباء كلهم من جيل المتعلمين فلا خوف عليهم، وما نراه أمام أعيننا من التزام هذا الجيل المثقف بإنجاب عدد محدود من الأبناء يغنينا عن سن قوانين تضبط عملية الإنجاب، بل تحدث القوانين مشكلة أخرى، إضافة للخلاف الديني والدستوري».وتقف أم شهد بين الرأيين فتقول «لا يمكن أن يترك موضوع الإنجاب سائباً دون قانون، كما لا يمكن وضع قانون يخالف حرية الإنسان، ومن هنا يجب وضع قوانين مرنة مع رسم خطط لهذه المسألة الحساسة، بالتزامن مع حملات توعوية مكثفة للمتزوجين لبيان أضرار الإنجاب المفتوح».مقتضى العصرويؤكد ناصر عبدالعزيز أن مسألة الإنجاب عادة ما تتعلق بوعي الإنسان وإدراكه ومستوى ثقافته «الإنسان الواعي والمثقف لا ينجب بطريقة عشوائية وغير مدروسة، ويضع نصب عينيه الكثير من الأمور المتعلقة بمستقبل أبنائه، كمسألة الوضع المعيشي والاجتماعي والتعليمي وغيرها من المسائل المهمة المرتبطة بمستقبل الأطفال».ويعتبر الشاب عيسى عبدالرزاق مسألة الإنجاب المفتوح دون دراسة أو وضع حسابات دقيقة أمراً في غاية التخلف، ويرى أن إنجاب أكبر عدد من الأبناء «يعني أنك تحمل الدولة والمجتمع أعباء إضافية قد تؤثر بطريقة مباشرة على مستوى تعليم الطفل وسلامته ونفسيته أيضاً».ويفضل عيسى وضع قانون يحدد النسل في البحرين و»ينظم عملية الإنجاب لأشخاص لا يريدون أن يقتنعوا بخطورته».وتقول آمنة إبراهيم «صحيح أن الإسلام في عهده الأول شجع المجتمع على الإنجاب بظروف خاصة، لكن اليوم ومع التغيرات الحاصلة مدنياً وسياسياً في عالمنا المعاصر، بات تنظيم النسل ضرورة حياتية وأسرية ومجتمعية».