كتب – عادل محسن:قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية ساخنة، مقبلات بادرة و«سناكات» بدل الولائم، صور بالجملة، واتهامات بسرقة برامج انتخابية، وحضور نسائي لافت، عناوين رئيسة لمشهد سياسي تفرضه المجالس الانتخابية التي تشهد كل هذا وأكثر في ما يذهب البعض لتسميته بـ«براءة اختراع بحرينية» للترويج للمترشحين للانتخابات بدلاً من المناظرات المعمول بها في معظم العالم. ورغم أن كثير من المترشحين ما زالوا يعتقدون أنها «ضيف ثقيل الظل»، إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت الزائر الأبرز للمجالس بمواضيعها الشائكة والمثيرة للجدل، بعد أن أعادت، بحسب متخصصين، رسم الخارطة الترويجية للانتخابات بإدخال متغيرات أثرت على الواقع السياسي والاجتماعي، في وقت يرفض البعض مواكبتها إما لعدم الإيمان بأهميتها، أو توفيراً لمصاريف الحملة الانتخابية.«تعطش سياسي» وتشهد المجالس حضوراً كبيراً من المواطنين والسياسيين والمترشحين ولم تحد المحافظات والدوائر الانتخابية من تنقل المواطنين من دائرة إلى أخرى بمختلف المحافظات وذلك من أجل تفريغ ما في جعبتهم من مطالب سياسية وخدمية والتشديد على أهمية أن يقوم النائب أو العضو البلدي بالاستماع إلى نبض الشارع وإعداد البرنامج الانتخابي بما يتوافق مع تطلعاتهم، وعلى الرغم من إحباط البعض من أداء المجلس النيابي أو المجالس البلدية إلا أن المجالس تشهد اكتظاظاً يوماً بعد يوم وذلك لإيقانهم أن التغيير وتحقيق المطالب لا يمكن إلا من خلال اختيار المرشحين ذوي المؤهلات العلمية أو الخبرة السياسية والذين يشهد لهم بسمعتهم في حين لا يفكرون في تكرار بعض الوجوه السياسية التي تكررت عبر الانتخابات السابقة لفشلها أو لعدم تواصلها.وتتناول المجالس مواضيع سياسية وخدمية واجتماعية وتدور جميعها حول البرامج الانتخابية والمطالب الرئيسة ما يعبر عن تعطش للمشاركة السياسية وتوقعات بارتفاعها من ترشح وانتخاب، إذ تحتل قضية تغيير الدوائر وفشل الجمعيات السياسية صدارة المواضيع المطروحة ويوازيها في الجوانب الأخرى تحسين المعيشة وإيجاد حلول للمشاكل الإسكانية. «طريق اليوتيوب»وبدأت بعض مجالس من ينوون دخول المعترك النيابي الاتفاق مع مصورين شباب لتغطية مجالسهم الأسبوعية بتصوير فيديو وتصوير فوتوغرافي وبثها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب بشكل خاص، للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الناخبين من داخل الدائرة وتأمين حضور سياسي قوي وسمعة قوية للتأثير على الشارع. وتتفاوت أسعار التصوير وتصل إلى 500 دينار في الشهر الواحد و50 ديناراً للساعة الواحدة.سرقة البرامج الانتخابية ويوجه بعض المترشحين اتهامات لمترشحين آخرين بسرقة برامجهم الانتخابية بعد الاطلاع عليها خلال مجالس تشهد طرح حلول من قبل مترشحين لمشاكل إسكانية وتحسين معيشة وتطوير أوضاع المتقاعدين، بسرقة هذه الأفكار ونشرها من خلال الصحف المحلية أو على صفحته بتويتر والواتس آب وذلك من أجل الادعاء بامتلاكهم أفكاراً نوعية بينما يرفض كثير ممن ينوون الترشح طرح حلول خوفاً من سرقتها بينما يطالب بها الناخبون لتقييمهم. مجالس نسائية ويشهد المشهد الحالي افتتاح بعض المجالس النسائية وتتركز بشكل كبير في المحافظة الوسطى نظراً لارتفاع أعداد من ينوين الترشح من النساء ويستقبلون أهالي دائرتهم إضافة إلى المرشحين والمترشحات وتحديد ندوات ومواضيع أسبوعية للنقاش والحضور متنوع ما بين النساء والرجال. الجمعيات والمستقلون ورصدت «الوطن» ومن خلال وجودها بمختلف المجالس صراع حول أفضلية الأداء للمستقلين أوالكتل السياسية، ويقوم المرشحون من المستقلين بالضغط نحو عدم فاعلية الجمعيات السياسية وعزوفها عن الشارع وعدم تواصلها معهم وفشلها في تحقيق مطالب الشارع بسبب صراعات داخلية ومع الكتل الأخرى وتفرد كل جهة من أجل تحقيق مكاسب سياسية مما تسبب في عدم تحقيق أي مطلب للمواطن، أما الجمعيات السياسية فتعترض على اهتمام المستقلين في هذه الجوانب وترك ما هو أهم ويتهمون المستقلين بالابتزاز من أجل الحصول على الدعم من الجمعيات السياسية ويرون بأنها أسطوانة مشروخة والأجدر بهم أن يركزوا على برنامج قابل للتنفيذ بدل الانتقاد.مجالس بلا ولائم وبات كثير من المرشحين يفضلون تقديم وجبات خفيفة أو شاي وقهوة في مجالسهم وذلك توفيراً للمصاريف وترقباً للخيام الانتخابية ومصروفاتها الكبيرة بتوفير ولائم للناخبين وإغراء البعض للحضور، بينما يرى مرشحون آخرون أن التعطش السياسي ورغبة الناخبين في النقاش تحثهم على الحضور من دون الاضطرار للتركيز على الولائم.