«لكل مواطن حق التعبير عن رأيه بالقول، أو بالكتابة، أو بأي طريقة أخرى من طرق التعبير عن الرأي أو الإبداع الشخصي».. هذا النص من النصوص المهمة التي كفلها الدستور لنا، وما سأقوله يهم أي جهة مسؤولة عن الإعلام، أو أي مؤسسة إعلامية، أو أي شخص إعلامي مهتم بهذا المجال. وأتساءل متى تشعر أنك تستنشق الحرية؟ عندما ترى الناس غير متشابهين في طرح آرائهم وأفكارهم، وعندما ترى المؤسسات الصحيفة كألوان قوس قزح كل منها يختلف عن الآخر بلون يميزه، ليس أن يكون الجميع بلون الأبيض والآخر بالأسود.ولعل التساؤل يدفعني للكتابة عن موضوع أكثر أهمية، وهو مواقع التواصل الاجتماعي، وبما يسمى «المواطن الصحافي»، حيث يفتح المجال للجميع أن يمارس العمل الإعلامي، فعلى سبيل المثال نجد أحد الحسابات على شبكة الانترنت كان سبباً رئيسياً في تشكيل الرأي العام لدى المجتمع البحريني، بسبب تأثيره القوي لدى المجتمع، ورغم أن القائمين على الحساب أغلقوه عدة مرات، إلا أنه مفتوح الآن لكن بأسلوب آخر كغيره من الأساليب المتشابهة في مواقع التواصل الاجتماعي، وأصبحنا لا نتلذذ بالأخبار والمعلومات التي نتلقاها بسبب تكرار نفس الخبر في عدة حسابات، فهل أصبحت هذه الحسابات الإخبارية تجارية أم حسابات لوضع إعلانات عن «الآجار» و«الكب كيك» وعن الزحمة التي في «الستي» و«الجسر». لم نصدق عندما رأينا أول برنامج بحريني «اشهست» على «اليوتيوب»، والذي يطرح مواضيع تهم كل بحريني بأسلوب فكاهي يشدك من أول الحلقة إلى نهايتها، وفي ليلة وضحاها قرر القائمون على القناة تغيير اتجاهها 180درجة. والآن خرجت لنا قناة جديدة على «اليوتيوب» أيضاً، حاملة اسم «إي لا» وهي كلمة بحرينية تعني بالموافقة، وجاءت «لا» بعد «إي» للتأكيد وللاستنكار، وإلى الآن لم تقف هذه القناة ولم يتغير مسارها، ولكن بدأت الهجمات الشرسة عليها في المقالات، كما حدث مع غيرها من الحسابات. محمد عبدالله القصير