تؤكد التقارير الخاصة الواردة من إيران أن فرص فوز المرشح الرئاسي في الانتخابات المقررة غداً الجمعة، حسن روحاني، باتت أكثر من المتوقع، وأن معسكر المحافظين خصوصاً الأصوليين الموالين للمرشد علي خامنئي، يشهد فوضى وارتباكاً شديدين بسبب الفشل في التوصل لأطماع حول من سيخوض السباق النهائي في مواجهة "النجم" حسن روحاني، كما وصفته تغريدات صحافيين إيرانيين يعارضون بشدة نظام الجمهورية الإسلامية.ورغم توقف الحملات الدعائية للمرشحين، فقد حثّ رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام، هاشمي رفسنجاني، على المشاركة الواسعة لانتخاب روحاني، وقال على موقعه الرسمي إن على الشعب أن لا يفقد الأمل.واختار روحاني اللون البنفسجي والمفتاح شعارين له كي يميزانه عن الحركة الإصلاحية الخضراء، وليؤكد أنه مرشح كل الإيرانيين المطالبين بحل العقد المستعصية.وعقدت جماعة علماء الدين المناضلين (جامعة روحانيت مبارز) اليمنية المتشددة عدة اجتماعات للتوصل إلى إجماع حول المرشح الذي يجب أن يواجه روحاني، على الرغم من تصريحات سابقة لبعض أعضائها بتأييد وزير الخارجية الأسبق علي أكبر ولايتي.وحذر آية الله أحمد خاتمي، العضو المتشدد البارز في "رابطة مدرسي الحوزة العلمية في قم"، في تصريحات نشرتها وكالة أنباء "مهر" شبه الرسمية من فشل الأصوليين في التوصل إلى إجماع حول مرشح ينجح في خطف الفوز ولو في المرحلة الثانية، ووصف هذا الفشل بأنه حرام شرعاً وسيحاسب الله عليه الجميع في الآخرة، على حد تعبيره.خطر على مستقبل الأصوليينودعا آية الله خاتمي الذي يعد العدو اللدود رقم واحد للإصلاحيين، إلى الإسراع في حسم الاتفاق حول مرشح واحد، لافتاً إلى مخاطر ذلك على مستقبل الأصوليين ونفوذهم في البلاد.ووصف خاتمي المرحلة الحالية قبل ساعات من الاقتراع بالخطيرة والحساسة والمصيرية، داعياً إلى انسحاب اثنين من المرشحين الأصوليين الثلاثة، الذين يخوضون السباق الانتخابي كممثلين رسميين عن التيار الأصولي والإبقاء على مرشح واحد.وأكدت تقارير من بيت المرشد الأعلى أن خامنئي أظهر موافقته المبدئية على أن تجري انتخابات حرة نزيهة لضمان مشاركة واسعة من الناخبين، ويعتبرها تصويتاً لصالح نظام الجمهورية الإسلامية القائم على مبدأ ولاية الفقيه، حتى وإن كان ذلك بفوز روحاني.وبرغم كل المحذرين لخامنئي من فوزه بعد التفاف الإصلاحيين والليبراليين وشرائح من المعادين للنظام في الخارج حوله، فإن المرشد بدا مطمئناً للوعود التي قطعها روحاني على نفسه وتعهده بأنه لن يمثل الإصلاحيين ولا غيرهم في الانتخابات، وأنه أقسم على الولاء لخامنئي ولنظام ولاية الفقيه.وتؤكد التقارير الخاصة أن خامنئي المحرج أمام غلاة المحافظين المطالبين بإقصاء روحاني، يفضل هذه المرة احتواء الإصلاحيين الغاضبين عليه بسبب تأييده نتائج الانتخابات الرئاسية الماضية العام 2009، والتي اتهمها الإصلاحيون والكثير من الإيرانيين بالتزوير.عرقلة فوز روحانيوقالت مصادر في قم إن رجل الدين المتشدد آية الله محمد مصباح يزدي أمر أنصاره في الحرس الثوري وباقي مؤسسات الدولة النافذة بالتحرك لعرقلة فوز روحاني في الانتخابات ووضع العراقيل أمام الناخبين يوم غد بطرق مختلفة والتلاعب بالنتائج إذا كانت لصالح المرشح المعتدل.وأكدت المصادر أن يزدي حذر من خطر روحاني على مستقبل التيار الذي يقوده، والمتهم بأنه قريب من مؤسسة الحجتية المعاقبة من قبل الإمام الخميني الراحل لانحرافاتها العقائدية، وأن مصباح يزدي أطلق تصريحات واضحة ومباشرة اتهمت روحاني بالابتعاد عن طريق الله والإيمان.وفي اتجاه موازٍ وضع مجلس "صيانة الدستور" على أهبة الاستعداد لإقصاء روحاني من الانتخابات في اللحظة الأخيرة، وصرح المتحدث باسمه عباس علي كد خدائي أن للمجلس الحق في إقصاء أي مرشح قبل الاقتراع، بحجة أن ذلك من حق المجلس في مراقبة نشاطات المرشحين. يأتي ذلك بعد تصريحات لروحاني عن الحوار مع الولايات المتحدة وصفت من قبل يزدي وأنصاره بأنها تسيء لمكانة الجمهورية الإسلامية وللولي الفقيه.وعلم من بيت المرشد أن خامنئي حذر من تبعات إقصاء روحاني في هذه المرحلة بالذات، وهو يعول على توحيد البيت المحافظ وتيار الأصوليين للاتفاق على مرشح قوي ربما هو محمد باقر قاليباف يستطيع أن يوقف تقدم روحاني، بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تراجع ولايتي وسعيد جليلي كثيراً أمام قاليباف.