أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات الرئاسية، بينما كان المرشحون الستة قد دعوا أنصارهم إلى الهدوء انتظاراً لإعلان النتائج الرسمية النهائية، وتفيد استطلاعات للرأي بتقارب المرشحين محمد صالح قاليباف وحسن روحاني في طهران.وسبق وأن أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية تمديد مهلة التصويت على الانتخابات الرئاسية التي تجري الجمعة، ساعتين إضافيتين. يأتي هذا في وقت أفادت مصادر من الوزارة أن الوضع متقارب بين معظم المرشحين، ولكن المدن الكبيرة تميل أكثر لحسن روحاني، يليه قاليباف ثم رضائي وجليلي وولايتي. ويجري التصويت وسط حمى من الإشاعات الساخنة حول انسحاب المرشحين لصالح بعضهم البعض.من جهة أخرى، أدلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بصوته عصر اليوم الجمعة، بعد أن كان تمنع في البداية، بحسب ما أفاد مصدر مطلع لـ"العربية.نت"، احتجاجاً على إقصاء مرشحه المفضل ونسيبه إسفنديار رحيم مشائي، الذي تم استبعاده من قبل مجلس صيانة الدستور. يذكر أن مسؤولي النظام الإيراني يتوجهون إلى مراكز الاقتراع عادة منذ ساعات الصباح الأولى لتشجيع المواطنين على المشاركة الفعالة في الانتخابات.ويواصل الناخبون الإيرانيون الإدلاء بأصواتهم لانتخاب الرئيس السابع للبلاد، من بين ستة مرشحين، خلفاً للرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد، وأكد عدد من الناخبين في اتصالات مع قناة "العربية" أن مراكز الاقتراع تشهد إقبالاً كثيفاً وسط توقعات بحسم السباق الرئاسي في جولتين. وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، الذي دعا إلى مشاركة كثيفة بدون أن يبدي دعمه علناً لأي من المرشحين، من أوائل الذين أدلوا بأصواتهم، بحسب مشاهد عرضها التلفزيون الرسمي. ترجيح دورة ثانيةمن جانبه، صرح آية الله أحمد جنتي، رئيس مجلس صيانة الدستور، الذي حذر المرشحين من إعلان فوزهم قبل أن يؤيد المجلس النتائج التي ستعلنها وزارة الداخلية، وهو يدلي بصوته في أحد مراكز الاقتراع بطهران أنه يتمنى أن تحسم النتيجة في المرحلة الأولى لكنه توقع الانتقال إلى مرحلة ثانية بسبب شدة المنافسة وكثرة المرشحين.يذكر أن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها في الموعد المقرر في الساعة الثالثة والنصف صباحاً بتوقيت غرينتش، وتستمر عملية الاقتراع 10 ساعات ويمكن تمديدها عند الحاجة. وهناك أكثر من 50 مليون ايراني لهم حق الاقتراع من بينهم 1.6 مليون انضموا للمرة الأولى إلى قوائم الناخبين.وتعد الانتخابات التي يختار فيها الإيرانيون واحدا من بين ستة مرشحين هي أول انتخابات رئاسية منذ الانتخابات المطعون فيها والتي جرت في 2009 وأثارت اضطرابات سياسية استمرت شهورا في الجمهورية الإسلامية.كما تدور المعركة الانتخابية الإيرانية بين المرشح المعتدل، حسن روحاني (64 عاما)، وثلاثة مرشحين محافظين هم وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف وكبير المفاوضين في الملف النووي سعيد جليلي، وإلى جانب هؤلاء المرشحين الأربعة يخوض السباق الرئاسي مرشحان آخران هما محسن رضائي ومحمد غرزي.وفي حال عدم حصول أي من المرشحين على 51% من الأصوات فإن دورة ثانية ستنظم في 21 يونيو /حزيران الجاري. ومن المتوقع بدء صدور النتائج اعتبارا من السبت. ودعا كل من المعسكرين الإصلاحي والمحافظ أنصاره إلى الإقبال على الانتخابات بكثافة.واتحد المعتدلون والإصلاحيون وراء روحاني بعد انسحاب الإصلاحي محمد رضا عارف الثلاثاء، ومنذ ذاك تحرك مناصروه على شبكات التواصل الاجتماعي ودعوا إلى التصويت بكثافة له.وقبل أربع سنوات كانت إعادة انتخاب أحمدي نجاد أفقدت الإصلاحيين كل أمل بالفوز، حيث دان المرشحان الخاسران الإصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي عمليات التزوير التي جرت على نطاق واسع وطلبا من مناصريهما التظاهر، مما أشعل حركة احتجاج عمت البلاد وقمعتها السلطات بالقوة ووضعت الزعيمين الإصلاحيين في الإقامة الجبرية منذ 2011 وحتى اليوم.