إسطنبول - (أ ف ب): تتجاهل تركيا الضغوط الملحة من أجل التحرك ضد جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» مما يزيد من توتر العلاقات بين رئيسها رجب طيب أردوغان والغرب.وكرر دبلوماسيون غربيون مراراً أنهم يريدون أن تلعب تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي دوراً حاسماً في الائتلاف الدولي ضد الجهاديين الذين لا يزالون يحاولون الاستيلاء على مدينة عين العرب الكردية شمال سوريا التي تبعد بضع كيلومترات فقط عن الحدود التركية.لكن، ورغم اقتراب الجهاديين من هذا الحد، ترفض تركيا السماح لمقاتلات التحالف باستخدام قواعدها الجوية أو أن تساهم بقواتها في المعارك. وأعرب المسؤولون الأتراك عن استيائهم المتزايد من الغرب الذي يطالب أنقرة بالتدخل لمنع سقوط كوباني مع أن الجهاديين سيطروا على مساحات شاسعة من أراضي العراق وسوريا من دون أن يحرك الغرب ساكناً. وقال رئيس الحكومة التركي أحمد داود أوغلو «الأمر لا يتعلق بكوباني. الأمر يتعلق بالضغط على تركيا من خلال مسألة كوباني لكن تركيا لا تريد خوض مغامرات».وبعد قدوم الدفعة الأخيرة من اللاجئين السوريين البالغ عددهم 200 ألف شخص من منطقة كوباني، بلغ عدد اللاجئين في تركيا 1.5 مليون لاجئ وهو رقم تشدد السلطات على أنه يفوق بكثير ما يستضيفه الغرب.وتابع داود أوغلو «لا يحق لأحد إعطاءنا دروساً». ويقول محللون إن تركيا على حق في التزام الحذر فتنظيم الدولة الإسلامية بات على أبوابها ولا يمكن التكهن بما ستكون عليه العواقب السياسية لأي عمل عسكري تركي.واعتبر هيو بوب من معهد الأزمات الدولية أن شن حرب على التنظيم «سيؤدي إلى كارثة بالنسبة إلى تركيا بسبب صعوبة ضبط الحدود وخطر شن هجمات إرهابية بالإضافة إلى العدد الكبير من المحافظين السنة في تركيا الذين لا يعتبرون الجهاديين أعداء لتركيا». وقال أردوغان إن تركيا ستنضم إلى الائتلاف الدولي لكن ضمن شروط صارمة من بينها إقامة منطقة أمنية داخل سوريا وفرض منطقة حظر جوي وإعداد استراتيجية دولية قوية لإطاحة نظام بشار الأسد في سوريا.وذكر مارك بيريني من مركز كارنيغي أن «عزل نظام الأسد ليس أولوية الآن بالنسبة إلى الغرب» مضيفاً أن فكرة إقامة حظر جوي «تجاوزها الغرب الآن». وفي الوقت الذي أعلنت فيه واشنطن أن تركيزها الآن هو في وقف تقدم الجهاديين، فإن تركيا لديها استراتيجية ثلاثية الأبعاد طويلة الأمد ضد 3 كيانات تعتبرها «إرهابية» هي تنظيم الدولة الإسلامية ونظام بشار الأسد ومقاتلي حزب العمال الكردستاني. وتركيا قلقة جداً من أن يؤدي التحالف بين حزب العمال الكردستاني ومقاتلي وحدات حماية الشعب الأكراد في سوريا إلى تشكيل قوة قتالية كردية على جانبي الحدود.