كتب - طارق العامر: يبدو أن من سيخلف رئيس مجلس النواب لاثنتي عشرة سنة النائب خليفة الظهراني، في سادسة «الجنوبية»، سيرث تركة ثقيلة، وسيظل شبح الظهراني يطارده في كل مكان. لقد فتح قرار الظهراني بعدم الترشح، شهية الكل، فلأول مرة يشاهد أهالي الدائرة السادسة في المحافظة الجنوبية أرتالاً من الإعلانات تحاصر شوارعهم محاصرة، ولأول مرة يشاهدون هذا الكم من المرشحين يتسابقون لتمثيلهم في مجلس النواب، ولأول مرة يجدون أنفسهم في موضع اختيار مرشح واحد من بين 8 هم: عبدالله باقر، نوال الدوسري، أنس بوهندي، هشام الفضلي، ليلي رجب، أمين عام جمعية الميثاق محمد البوعينين، يوسف الحمدان وحسن المير، وجميعهم مستقلون عدا أمين عام جمعية الميثاق والمدعوم من «ائتلاف الفاتح».الدائرة السادسة في المحافظة الجنوبية تحوي 9 مجمعات (913، 914، 915، 916، 917، 918، 919، 921، 923) وكتلته الانتخابية تربو على 8500 ناخب، وفرص الفوز بمقعد هذه الدائرة تكاد تكون متقاربة لسببين، أولا أن جميع المرشحين (تقريباً) وجوه جديدة تخوض المعركة الانتخابية لأول مرة. ثانياً، وفي ظل غياب النائب الأصلي للمنطقة، فإن حظوظ الجميع تبقى متساوية، لكن لا ينكر أن الترشح لسادسة الجنوبية «كثيف ومربك»، خصوصاً أنه يكتظ بأسماء «تزعم» أنها مستقلة ولا تدرك من معنى كلمة مستقل سوى «على كيفي أو على هواي»، بينما لهذه الكلمة معناها وأبعادها الثقافية في المصطلح السياسي، تدركها قلة ومن بينهم يوسف الحمدان الذي يكتب في الشأن العام ويمارس دوراً ثقافياً وسياسياً على الصعيد المحلي والخليجي والعربي. إن هناك من جرب البلدي وفشل وعندما فشل جرب خوض النيابي والبركة في العطايا السخية، وهناك من تعاطى مع النيابي كلعبة حظ أو «لاتري» بعد أن زهق من التقاعد والجلسة بين الدمى، وهناك من دخل النيابي تحدياً للظهراني وليس لموقف مستقل واجتماعي كما زعم، وهناك من احتمل بثقله القبلي، وبعض آخر أخذ دورة في الخطابة ليقنع ناخبيه بسليم لفظه وبيانه، وهناك في اللعبة الانتخابية من يعد من «طيور الزم»، هدفه زيادة عدد وتشتيت أصوات، فأكثرهم خارج الهم اليومي بالمعنى الفاعل والمؤثر.ورغم أن المشهد في سادسة الجنوبية صعب، إلا أن المعول، على جمهور الناخبين الذي يضم كثيراً من المثقفين، يعرفون من يختارون لحظة الحسم، ومن المرجح -ولأول مرة في تاريخ هذه الدائرة- ألا تحسم هذه الدائرة من أول جولة. ولزاماً علينا أن نرفع القبعة للرئيس خليفة الظهراني، حيث اختار بعد عطاء وطني امتد لـ 25 أن يفسح المجال في الساحة السياسية لوجوه جديدة.