القاهرة - (وكالات): قتل 29 جندياً مصرياً وأصيب 28 في هجومين احدهما انتحاري بواسطة سيارة استهدفت حاجزاً للجيش قرب مدينة العريش في سيناء أمس، في اعتداء هو الأسوأ ضد قوات الأمن منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي في يوليو 2013. وفي وقت لاحق، قالت مصادر أمنية إن «3 من قوات الأمن قتلوا في هجوم على نقطة أمنية بالعريش شمال سيناء». من جانبه، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى جلسة لمجلس الدفاع الوطني «لمتابعة التطورات في سيناء عقب الحادث الإرهابي الذي وقع بمنطقة الشيخ زويد». وقال المصدر الأمني أن «انتحارياً يقود سيارة مفخخة هاجم حاجزاً للجيش في كرم القواديس في منطقة الخروبة قرب مدينة العريش شمال شبه جزيرة سيناء ما أدى إلى مقتل 26 جندياً وإصابة 26». وأضاف المصدر أن انفجار السيارة في الحاجز اعقبه «انفجار ضخم أدى إلى نسف الحاجز بشكل كامل». وتقع منطقة الخروبة شمال شرق العريش في الطريق بين هذه المدينة ورفح على الحدود مع قطاع غزة. والحاجز يقع في منطقة مزارع خارج العريش غير مكتظة بالسكان، حسب ما قال سكان.من جهته، قال وكيل وزارة الصحة في سيناء طارق خاطر عبر الهاتف أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب «خطورة الكثير من الإصابات وعدم وصول كافة المصابين» إلى المستشفيات. وقال هيثم راضي أحد سكان العريش إن «المساجد في العريش تدعو المواطنين إلى التبرع بالدم للمصابين». وفي أغسطس 2012، قتل 16 جندياً من قوات حرس الحدود في هجوم ضد نقطة أمنية في رفح. وسبق واستخدمت سيارات مفخخة يقودها انتحاريون في هجمات ضد الأمن في مصر أبرزها الهجوم الدامي ضد مديرية أمن المنصورة في ديسمبر الماضي الذي أسفر عن سقوط 14 شرطياً. وهناك أيضاً الهجوم ضد مديرية أمن القاهرة بعدها بشهر واحد ما أوقع نحو 6 قتلى فضلاً عن محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد إبراهيم في سبتمبر 2013. وقد ازدادت هجمات المتشددين ضد قوات الأمن في سيناء مؤخراً بشكل ملحوظ. وهجوم الأمس هو الثالث في هذه المنطقة المضطربة خلال أسبوع.والأحد الماضي، قتل 7 جنود وأصيب 4 في هجوم بقنبلة استهدف مدرعة للجيش في مدينة العريش، كما قتل اثنان من شرطة قبل ذلك بيومين.والشهر الماضي، قتل 17 شرطياً في هجومين كبيرين ضد الأمن في شمال سيناء أيضاً.ومنذ عزل الجيش الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في يوليو 2013، تشهد شبه جزيرة سيناء باستمرار هجمات دامية ضد قوات الأمن من جيش وشرطة، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى.وقد تبنى تنظيم «أنصار بيت المقدس» أبرز الجماعات الجهادية معظم هذه الهجمات.والأربعاء الماضي، تبنى تنظيم جهادي آخر يحمل اسم «أجناد مصر» مسؤوليته عن هجوم بقنبلة أمام جامعة القاهرة جرح فيه 10 أشخاص هم 6 من رجال الشرطة و4 مدنيين. يذكر أن «أنصار بيت المقدس» أعلنت مسؤوليتها عن أكثر الاعتداءات دموية ضد الجيش والشرطة وخصوصاً عن تفجيري مديرية أمن المنصورة ومديرية أمن القاهرة في ديسمبر ويناير الماضيين.كما تبنت هذه الجماعة مؤخراً قطع رؤوس عدة أشخاص في سيناء اتهمتهم بالتجسس لصالح إسرائيل والجيش المصري. كما أقدمت هذه الجماعات مراراً على تفجير أنابيب الغاز التي تعبر سيناء.من جانبه، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى جلسة لمجلس الدفاع الوطني «لمتابعة التطورات في سيناء عقب الحادث الإرهابي الذي وقع بمنطقة الشيخ زويد»، بحسب بيان المتحدث باسم الرئاسة.ويضم مجلس الدفاع الوطني رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية وأبرز قادة القوات المسلحة ويختص بالنظر في «الشؤون الخاصة بوسائل ضمان أمن البلاد». وذكرت مصادر أن الجيش المصري بدأ عملية عسكرية كبيرة في سيناء لتعقب مرتكبي الاعتداء كما تم قطع الاتصالات عن المحافظة.ويعلن الجيش المصري باستمرار مقتل عدد من «الإرهابيين» خلال عمليات دهم تجمعات مسلحين متشددين. وفي 19 يوليو الماضي، قتل 22 جندياً في الجيش المصري وأصيب 4 آخرون في هجوم مسلح ضد نقطة لحرس الحدود بالقرب من الفرافرة في صحراء مصر الغربية على بعد 627 كيلومتر جنوب غرب القاهرة. وفي 14 أكتوبر الجاري، قضت محكمة مصرية بإعدام 7 متشددين أدانتهم بالتورط في قتل 25 شرطياً في هجوم في سيناء في صيف 2013 وبالتخابر مع تنظيم القاعدة في العراق.