كتب ـ عادل محسن:وجه وزير البلديات د.جمعة الكعبي، إلى استصدار رخصة للمواطنة «أم ذكريات» لتبيع الطعام لمرتادي منتزه الأمير خليفة بن سلمان، بعد أن طردها مسؤول بالوزارة خارج أسوار الحديقة.«أم ذكريات» بائعة أطباق شعبية في منتزه الأمير خليفة وعموم المحرق، زوجها رجل ضرير افترش سريره، بينما اضطرت للتقاعد من عملها لتحصيل قوت يومها ببيع المأكولات لمرتادي الحديقة، وهي تقول إن كامل راتبها التقاعدي يذهب لإيجار الشقة، حتى بعد انتقالها لشقة الإسكان.«الوطن» زارت «أم ذكريات» برفقة الشيخ محمد حمزة، وقال الأخير إن معاناتها بعد طردها من منتزه الأمير خليفة بن سلمان لعدم حصولها على رخصة للبيع، وأمرها أحد المسؤولين بـ«البلديات» بعدم الحضور مجدداً إلى المنتزه، ودخلت بعدها في حالة نفسية لـ3 أشهر، ولم تظهر إلا لحاجتها الماسة لمدخول يغنيها عن سؤال الآخرين.وقالت «أم ذكريات» إنها لا زالت تذكر لحظة إخراجها من المنتزه مجروحة الكرامة والكبرياء، وآثرت بعدها بيع مأكولاتها الشعبية خارج أسوار المنتزه، والحضور باكراً لحجز موقعها بمواقف السيارات.وتضيف «الجميع يحبني في المنتزه، والحراس أصابهم الضيق عند طردي من قبل المسؤول وطلبه مني عدم الحضور مجدداً، ورجال الأمن تعاملوا معي بمنتهى الرقي، إلا أن المسؤول جرح كرامتي».وفي اتصال هاتفي لـ«الوطن» مع «البلديات» من موقع «أم ذكريات» خارج أسوار المنتزه، لمعرفة خلفية ما أقدم عليه المسؤول، ذكر وكيل البلديات أن الوزارة تصدر ترخيصاً لأم ذكريات لتزاول البيع داخل المنتزه.وقال إن المسؤول لا يملك صلاحية في الموقع منذ فترة طويلة، وإن بلدية المحرق هي الجهة المشرفة حالياً على المشروع.وأعقب ذلك اتصال من وزير البلديات، أكد خلاله أن الوزارة تسعى للتسهيل على المواطنين، ورفضه ما حدث مع المواطنة أم ذكريات وطردها من المنتزه.وقال الوزير إنه خاطب وكيل البلديات ومدير عام بلدية المحرق صالح الفضالة، لسرعة استصدار ترخيص للمواطنة، مؤكداً أهمية الشراكة المجتمعية بين الوزارة و»الوطن».ومع انتهاء مشكلة «أم ذكريات» الآنية، إلا أن مشكلتها الحقيقية لم تنته، فزوجها طريح الفراش بعد أن أصابه مرض السكر وأعمى بصره، وأتى على رجليه ليكون عاجزاً معوقاً عاطلاً عن العمل وتعيش ابنتها معها، وليس لديها مدخول سوى علاوة الغلاء ومجموعهما 220 ديناراً، يقتطع منها مبلغ 170 دينار إيجار المنزل، بعد أن تقدم صاحبه بشكوى للقضاء سجن إثرها زوجها 3 أيام، قبل الموافقة على اقتطاع المبلغ من خلال البنك.وتقول أم ذكريات «الآن لا أقوى على الحركة وهذا مصدر رزقي الوحيد، كيف أصرف على عائلتي بعد أن يزيد مرضي وأعجز عن العمل؟ المنزل القديم خرجنا منه بعد أن تأذينا من تسرب مياه المجاري، وتسمم ابنتيها جراء هذه التسربات وترقيدها في المستشفى 15 يوماً، انتقلنا بعدها لشقة إسكانية».وتضيف «أنا عاطلة عن العمل بعد أن قدمت استقالتي من السلمانية، لعدم إتاحتهم الفرصة لي لمراعاة أخي المصاب في حادث مروري، ولا يوجد من يرعاه، ولذا فضلت عائلتي على عملي، ومستقبل عائلتي مجهول». أم ذكريات تتمنى اليوم أن تكون جزءاً من الأسر المنتجة التابعة لوزارة التنمية الاجتماعية، ولم تحصل على إجابة بهذا الخصوص رغم تقديمها طلباً بذلك منذ 3 سنوات.