كتب محرر شؤون الانتخابات:شهدت الساحة السياسية الانتخابية تغيرات مفاجأة باللحظات الأخيرة من قبل جمعية المنبر الوطني الإسلامي (إخوان)، فاختفت قائمة المنبر من وجوه كانت تلمح بخوض المنافسة في انتخابات 2014 في تصريحات المنبر قبل فتح باب التسجيل للترشح، وذلك عائد للفكر السلبي لتنظيم «إخوان المسلمين»، بحسب مراقب سياسي عضو بإحدى الجمعيات السياسية. المراقب السياسي قال لـ «الوطن» إن «د.علي أحمد لم يرغب في الترشح من الدورة الثالثة، وليس من هذه الدورة»، معتقداً أن «الاختفاء كان تكتيكاً سياسياً، حيث إن المنبر يحرص على عدم سقوط رموزه كما حصل مع د.عبداللطيف، لذلك عمد إلى نزول المدني في الدائرة ولن يكرر د.عبداللطيف ترشحه». وأضاف المصدر أن «المنبر كرر نزول ناصر الفضالة لأنه لم يخسر الانتخابات في 2010 بل إنه لم يخضها لظرف ما، فارتأى المنبر نزوله في هذه الدورة». ولفت المراقب -الذي فضل الاحتفاظ باسمه أن «حسابات المنبر السياسية متأثرة بوضع التنظيم الذي ينتمون له عالمياً وإقليمياً، لكنها في الوقت نفسه تريد أن تقيس هذا التأثير في هذه الانتخابات بالنزول في عدة دوائر بوجوه سابقة مثل النائب السابق محمد العمادي، ناصر الفضالة، د. سعدي محمد، ووجوه جديدة مثل خالد القطان، تسعى لأن تكون دائرته ضمن معاقلها، والذوادي الذي أوجد له التقسيم الجديد للدوائر دائرة مؤاتية». وأشار المراقب إلى أن تأخر المنبر عن إعلان خطته الانتخابية وقائمته، مرده أنه كان يحاول التحالف أو حتى التنسيق مع الأصالة التي لم تستجيب له حتى آخر لحظة، والتي حاولت في الوقت الأخير ضربه مع ائتلاف الجمعيات السياسية (الفاتح) بتصريحات أعضاء الأصالة أن المنبر وعدهم بالانسحاب من الائتلاف». أما بشأن النائب عبدالحميد المير المتعاطف مع المنبر والذي كان سيتواجه بالتنافس مع أمين عام جمعية المنبر د.علي أحمد في ثانية المحرق، فأكد المحلل السياسي «أن هذه الدائرة تغيرت معالمها بعد تعديل الدوائر الأخير، وكما ذكرت سابقاً لم تكن لدى د.علي أحمد نية الترشح مطلقاً، أما المير «فحسبها صح»، حيث إن المجمعات التي يعتمد عليها في التصويت ألحقت بالدائرة الرابعة وهي منطقة «حالة بوماهر» وأدخل عليها مجمعات من الدائرة الثالثة سابقاً ومنها «فريق الحياك» وفي الوسط مجمعات متلونة يقودها من يدفع، وقد لمس المير ميلها إلى جانب من يدفع وسبق وأن وزع المساعدات لذا فضل الانسحاب، ولا يوجد لدى المنبر من يمكن أن ينزل في هذه الدائرة كما لا يعتبرها معقلاً له خاصة بعد تعديل الدوائر». وركز المراقب على أن «المنبر يعاني مما يعانيه المجتمع وباقي الجمعيات السياسية وهو عزوف أعضائه عن الترشح، رغم أنه الأكثر تنظيماً والتزاماً بالتنظيم من قبل أعضائه»، مشيراً إلى أن «العزوف عزوف عام من قبل الكفاءات الوطنية عن الترشح، لذلك امتلأت الساحة بمرشحين متواضعي الكفاءة والقدرات»، مؤكداً أن «الكم لا يغني عن النوع، وهو ما يفسر العدد غير الطبيعي في أكثر الدوائر ، حتى وصل الأمر إلى ترشح من لا يحسن القراءة والكتابة». من جهته، رأى رجل الأعمال سميح رجب «أن د.علي أحمد كشخصية سياسية فقد العديد من مؤيديه لأسباب كثيرة»، مبيناً أن نشاط الدكتور كسياس وممثل عن جمعية سياسية مشهورة لم يكن من ضمن الطموح المتوقع، لافتاً إلى أن المنبر لم ينجز شيئاً ملموساً على مستوى الفصل التشريعي السابق. وأرجع الأسباب لأمور كثيرة أبرزها قلة عدد الواصلين لمجلس النواب من المنبرين، وكذلك تأثرهم بالوضع الإقليمي والفكر السلبي السائد عن جماعة الإخوان المسلمين. وأضاف بن رجب «أما عن جمعية المنبر فهي جمعية منظمة ولها أولوياتها، واستراتيجياتها مرتبطة بِتنظيم الإخوان المسلمين، حيث هذه المنظمة تعمل بِخطى مدروسة منذ نشأتها وقراراتها لا تخرج عن استراتيجياتها، لكن بعد المتغيرات الإقليمية التي حصلت وبالخصوص في مصر وإنهاء التنظيم هناك، بات من المهم جداً تغير الوجوه والخروج بِوجوه جديدة».