اعتبرت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، تدشين أولى الرحلات الجوية المباشرة لشركة طيران الخليج إلى موسكو، تجسيداً حقيقياً لتفعيل الاتفاقيات المشتركة بين البحرين وروسيا، وقالت «الجسر الجوي يكمل جسراً ثقافياً عززته الزيارة الأخيرة لجلالة الملك المفدى إلى روسيا». وأوضحت الوزيرة لدى مشاركتها بتدشين الرحلة الأولى، أن مشروع إطلاق الرحلة ومشاركتها فيها يأتي استكمالاً لمساعي البحرين في نسج الألفة والروابط الثقافية والفكرية مع روسيا، وتشجيعاً للتبادل الثقافي والسياحي والحضاري بين البلدين.وأضافت أن البحرين تسعى دائماً لصياغة جسور تواصل مع العالم، وتفعيل التبادل السياحي والثقافي والحضاري بين البلدين، وأردفت «الثقافة لغتنا في التواصل، وخطابنا الإنساني كي نصل للآخر، اليوم نملك خيارنا في أن نصنع تقاربنا بالطريقة التي نريد، ونكرس فيها الجمال والاختلاف الثقافي لتتقارب قاراتنا وأوطاننا».وتمكنت وزارة الثقافة، من نسج ألفة وروابط ثقافية وفكرية عديدة، شجعت على التبادل ما بين البحرين وروسيا، وأدت لصياغة سلسلة من المنجزات المشتركة ومشاريع التعاون، أسهمت بشكل فعال بالتعريف عن الإرث الحضاري والتاريخي لهذه الشعوب، وتعزيز التواصل في نقل أجمل النتاجات الإنسانية من فنون وتراث وروافع تاريخية وحضارية وغيرها. وأثمرت السنوات الأخيرة عن العديد من صيغ التعاون والمساعي المشتركة بين البحرين وروسيا، اتخذت شكل اتفاقيات وندوات ومعارض متنقلة، ولقاءات مستمرة بين المسؤولين في البلدين.وشهد العام 2012 توقيع اتفاقية بين وزارة الثقافة البحرينية ومتحف الأرميتاج بسانت بطرسبورغ، تتضمن إقامة العديد من التبادلات الثقافية. وشاركت البحرين في اجتماعات الدورة الـ36 للجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، المنعقدة بمدينة سانت بطرسبورغ الروسية برئاسة وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة. وأثمر الاجتماع عن إدراج مشروع «طريق اللؤلؤ.. شاهد على اقتصاد الجزيرة»، بقائمة التراث الإنساني العالمي، بحضور ممثلين عن حوالي 180 دولة على مستوى العالم.وافتتح في عام 2012 معرض «تايلوس.. رحلة ما بعد الحياة» في أحد أهم المتاحف العالمية «الأرميتاج» بمدينة سانت بطرسبورغ الروسية، برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة. واشتمل المعرض على مقتنيات أثرية تعود إلى تايلوس في الفترة منذ القرن الثاني قبل الميلاد وحتى القرن الثالث بعد الميلاد، وانتقل بعدها إلى متحف موسكو في بداية انطلاقه حول العالم.وشهد العام ذاته تنظيم أيام الثقافة الروسية بالمنامة، بالتنسيق مع السفارة الروسية لدى البحرين، تضمنت إقامة معرض «فضاء» قدمه المتحف الدولي ومركز المعارض «روسفوتو» الحكومي، بدعم من اتحاد رواد الفضاء الروسي ووزارة الثقافة الروسية.وشمل المعرض التقاطات فنية للكرة الأرضية من الفضاء الخارجي، تشرح بطريقة الصورة تركيبة البلدان، القارات، الجبال والأنهار الجليدية والمدن.وأقيم معرض «الحرف التقليدية الروسية لشمال أوسيتيا ـ ألانيا»، وقدم تأملات بصرية شملت تشكيلة من الملابس التقليدية الوطنية الجميلة والحلي المشغولة يدوياً والمستدرجة من ثقافة الكوبان في اشتغالهم الحرفي على البرونز، إضافة إلى مشغولات مختلفة من الخشب والفخار، عكست المجموعة التعامل الفني والحرفي مع هذه المقتنيات والخصوصية التاريخية والمهنية لروسيا الاتحادية. وأقيمت خلال الأيام مجموعة من الحفلات الموسيقية لأوركسترا القرن الروسي، على خشبة الصالة الثقافية.