افتتح عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ د.سلطان القاسمي، معرض (البحرين القديمة: نفوذ التجارة)، من روائع مقتنيات متحف البحرين الوطني «الألفية الثانية قبل الميلاد - القرن الثالث الميلادي»، أمس بمتحف الشارقة للآثار، بحضور وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة. ويضم المعرض 150 قطعة أثرية متنوعة، كالأختام المصنوعة من الحجر الصابوني، والقطع الفخارية والزجاجية والعاجية والأواني المرمرية المعمولة بدقة عالية، بالإضافة إلى القطع الذهبية والشواهد الجيرية المتميزة، موزعة على 4 أقسام رئيسية هي «دلمون وتايلوس: قرون من التجارة والازدهار»، «دلمون: مستودع الخليج في العصرين البرونزي والحديدي (2,000-500 ق. م.)»، «تايلوس، ملتقى طرق التجارة الدولية الناشئة (200 ق. م. - 300 م.)» وقسم «ما وراء تأثيرات التجارة: ثقافة فريدة لجزيرة».وقالت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بالمناسبة: إن الحاضر الذي نصنعه معاً، ليس سوى امتدادٍ لإرث تاريخي وإنساني مشترك، والإنسان الذي جعل من ساحله مرفأ للحضارات وميناءً يلوح بالحب للعابرين والأصدقاء، لايزال على امتداد ساحل الخليج العربي يستوقف الفن والثقافة والتجارة والحضارة، معتبرة معرض «البحرين القديمة ...نفوذ التجارة» -الذي تنظمه إدارة متاحف الشارقة بالتعاون مع وزارة الثقافة في البحرين- إضاءة على المكانة الحضارية والتجارية والسياسية للبحرين تاريخياً، وتأكيداً أن تاريخ البحرين القديمة هو إرث حضاري خليجي مشترك يسعدنا أن نقدمه هنا في الشارقة، التي نهنئها باختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2014. فيما أوضح القائم بأعمال مدير إدارة المتاحف بوزارة الثقافة رشاد فرج أن النسيج الاجتماعي المشترك، والعلاقات الإنسانية الممتدة بامتداد الحضارات التي عاصرتها المنطقة، هي المحفز الأول لحفظ ذلك الإرث على مر الزمن، مشيراً إلى أن المعرض يأتي بالماضي نحو عالم الحاضر والمستقبل للتأكيد على العلاقات الوطيدة التي تربط مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة على مستوى الأوطان والشعوب. وأوضحت وزارة الثقافة أن المعرض يمتد حتى 29 مارس 2015، ويوفر لمرتاديه صورةً معمقةً وحصريةً لآثار البحرين وثقافتها الغنية، وتم تنسيقه من قبل متحف البحرين الوطني، في إطار الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة الثقافة في البحرين لتعزيز التبادل والحوار الثقافي، مشيرة إلى انتقاء القطع الخاصة بالعرض من ضمن مجموعة المقتنيات الدائمة لمتحف البحرين الوطني، كونها تستعرض أهمية دلمون القديمة ومكانتها كسوق نابض وحيوي يقع على طرق التجارة البحرية القديمة التي كانت تربط الشرق الأدنى بشبه القارة الهندية. وأضافت الوزارة: يسعى معرض «البحرين القديمة: نفوذ التجارة» لدراسة السياق الاجتماعي والثقافي من خلال عدسة الثقافة المادية للبحرين القديمة، فقد كان لحجم الأنشطة التجارية على الجزيرة، وسهولة الوصول إليها، والاحتكاك والتفاعل مع مختلف الأسواق والثقافات، تداعيات اجتماعية وثقافية كبيرة. وأوضحت أن القطع الأثرية في المعرض، تدل على حركة التجارة النشطة للمنطقة في الفترة ما بين الألفية الثانية قبل الميلاد إلى القرن الثالث بعد الميلاد، وترسم ملامح قرون طويلة من روح المبادرة ومدى ازدهار وغنى التجارة البحرية على جزر البحرين، موطن حضارة دلمون ومركزها السياسي منذ العام 2,050 ق.م.