عواصم - (وكالات): شهدت مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا أمس اشتباكات عنيفة بين المقاتلين الأكراد وتنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، تزامنت مع دخول قوات البشمركة إلى ثالث المدن الكردية في سوريا للدفاع عنها في وجه المسلحين المتطرفين، وسط غطاء جوي وضربات عنيفة من طيران التحالف الدولي. في غضون ذلك، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان «مقتل نحو 100 عنصر من التنظيم خلال معارك الأيام الثلاثة الماضية في عين العرب»، مضيفاً أن «بعضهم أتوا من مناطق أخرى في حلب، والرقة»، فيما قال زعيم عشائري ومسؤول أمني عراقي إن «تنظيم الدولة الإسلامية قتل 85 آخرين من أفراد عشيرة البونمر في حملة قتل بدأت الأسبوع الماضي رداً على المقاومة لتقدم التنظيم على الأرض».وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن «تمكن المقاتلون الأكراد من صد هجوم جديد لتنظيم الدولة الإسلامية شمال عين العرب التي شهدت مواجهات عنيفة».وقتل بحسب المرصد السوري 11 عنصراً من التنظيم في غارات التحالف الدولي التي شملت أيضاً مناطق في محافظة الرقة، فيما قتل 15 من عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية في اشتباكات في المدينة ومحيطها.والمعركة المستمرة منذ نحو شهر ونصف في عين العرب، ثالث المدن الكردية السورية والواقعة في محافظة حلب، أصبحت رمزاً للمعركة الأشمل ضد «داعش».وقتل منذ بدء الهجوم على المدينة في 16 سبتمبر الماضي، وفقاً لأرقام المرصد، 958 شخصاً في الاشتباكات في عين العرب وفي محيطها، هم 576 مقاتلاً من التنظيم، و361 مقاتلاً من «وحدات حماية الشعب» وبينهم مسلحون موالون لها، و21 مدنياً.وذكر المرصد أنه تمكن من توثيق مقتل أكثر من 100 عنصر من التنظيم في اشتباكات في عين العرب وفي محيطها خلال الأيام الثلاثة الماضية، بعضهم أتوا من مناطق أخرى في حلب، ومن الرقة.في موازاة ذلك، عبرت 20 آلية تقل نحو 150 من المقاتلين الأكراد العراقيين الذي كان يهتف كثيرون منهم «كوباني» ويلوحون للحشود التي اصطفت لاستقبالهم، الحدود التركية من جهة تل الشعير شمال غرب عين العرب للمشاركة في القتال ضد المسلحين الجهاديين.وسمحت تركيا بمرور قوات البشمركة العراقية وعناصر من الجيش السوري الحر أيضاً، عبر حدودها لمحاربة مقاتلي «داعش»، ما أثار تنديداً من سوريا التي اعتبرت هذه الخطوة «انتهاكاً سافراً» للسيادة السورية.ومع دخول البشمركة إلى عين العرب، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إستراتيجية التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية.وفي العراق المجاور، اقتحمت القوات العراقية بيجي في صلاح الدين التي يسيطر عليها التنظيم، وتمكنت من استعادة حيين جنوب المدينة القريبة من أكبر مصافي النفط في البلاد.من جانبه، قال الشيخ نعيم الكعود أحد شيوخ عشيرة البونمر السنية في العراق إن تنظيم الدولة الإسلامية قتل 50 نازحاً من أفراد العشيرة. وفي واقعة منفصلة قال مصدر أمني إنه عثر على 35 جثة في مقبرة جماعية.وأضاف الكعود أنه طلب مراراً من الحكومة التي يقودها الشيعة إرسال أسلحة لكن نداءاته قوبلت بالتجاهل.ويمارس التنظيم القتل وقتما يشاء في ظل عدم وجود مؤشرات على أن القوات المسلحة العراقية ستنقذ عما قريب العشيرة أو أي من العشائرالأخرى المعرضة للخطر. وصمد أفراد عشيرة البونمر لأسابيع تحت حصار مقاتلي «داعش» في الأنبار إلى الغرب من بغداد لكن إمدادات الذخيرة والطعام والوقود بدأت تنضب لديهم في الآونة الأخيرة. وانسحب مئات من المقاتلين كما فر مئات من أفراد العشيرة من قريتهم زاوية البونمر. وأسر تنظيم الدولة الإسلامية الكثير من أفراد العشيرة وقتلهم بالرصاص من مسافة قريبة. وأعدم أكثر من 300 شخص منذ بدأت عمليات القتل منتصف الأسبوع الماضي. وأكد مسؤولو أمن وشهود العثور على جثث أكثر من 200 شخص في مقابر جماعية بعدما أطلق عليهم النار من مسافات قريبة.من جهة أخرى، تظاهر آلاف الأكراد في أنحاء تركيا وفي عدد من العواصم والمدن الأوروبية تعبيراً عن تضامنهم مع المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن مدينة عين العرب التي يحاصرها جهاديو «داعش».وفي درنة شرق ليبيا، أفادت لقطات فيديو وأقوال مقيم بأن عشرات السكان أعلنوا ولاءهم لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي.وأمكن في لقطات فيديو بثت على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهدة نحو 50 شخصاً وهم يجتمعون في درنة تأييداً للبغدادي الذي نصب نفسه خليفة للدولة الإسلامية المنبثقة عن تنظيم القاعدة.