كتب - وليد صبري:اعتبر أطباء ومختصون أن «الدورة الشهرية للأنثى تتأثر بلا شك بالحالة النفسية لها»، موضحين أن «بعض السيدات قد يشكين من تأخر الدورة الشهرية إما شهوراً أو أكثر في حين يشكو البعض الأخر من نزيف أثناء الدورة، أما البعض الثالث فيشكو من تقدم الدورة حتى إنه في بعض الأحيان تحدث الدورة مرتين في الشهر، ما يؤدي إلى قلق المرأة وتأثرها ونفس الشيء يحدث عند تأخرها فقد تقلق وتتصور أن هناك حملاً».وقالت استشارية الطب النفسي د. فاطمة موسى أن «الحالة التي تشكو من نزيف أو طول مدة الدورة فإن صاحبتها تصاب بضعف عام، وتشكو من أعراض في أكثر من عضو بالجسم كالرأس أو البطن، وتصاب بهزال و«دوخة»، وعدم القدرة على العمل والتركيز مع الضيق والخوف وسرعة دقات القلب واصفرار البشرة، وبالذات إذا لم تكن تشكو من مرض عضوي آخر، ففي هذه الحالة الأسباب تكون نفسية، فقد تكون غير مستقرة في حياتها الزوجية أو لا يكون هناك تفاهم بين الزوجين، أو بين المرأة ومن تعيش معهم أو قد يكون السبب فشلها في بعض الأعمال أو ضياع شيء منها أو عدم كفاءتها في أداء واجبات المنزل أو في علاقتها الاجتماعية، أو انشغالها بمشكلة أو موضوع لم تجد له حلاً بعد».ورأت د.موسى أن «مثل هذه الاضطرابات قد تحدث في سن المراهقة أيضاً، وقد تتعدى هذه الفترة لسنة أو سنتين وتعتبر في هذه الحالة طبيعية وستزول بمرور الوقت بعد انتظام عمل المبيض وباقي الغدد وتعودها على القيام بهذه الوظائف».وأضافت أنه «قد تحدث هذه التغييرات في سن اليأس أو قربها، وفي هذه الحالة إما أن الدورة تنذر بانتهائها أو أن هناك مرضاً عضوياً وهذا هو الحادث في أغلب الأحوال، أو لوجود مرض نفسي مثل الاكتئاب أو الانفصام، أو لوجود مرض من الأمراض النفسية الجسمية، وفي الوقت نفسه قد يحدث كل هذا التغيير نتيجة لتعاطي حبوب منع الحمل أو استعمال الحبوب بطريقة غير صحيحة أو عدم الانتظام في تعاطيها، أو اللجوء إلى طرق بديلة في معالجة الحالة مثل استعمال بعض الأعشاب أو الدهانات وغيرها من الوصفات التقليدية».وأوضحت د.موسى أن «الاضطرابات التي تحدث قبل نزول دم الدورة والمتمثلة في الشعور بامتلاء الثديين، وثقل بأسفل البطن، وبعض الآلام الطفيفة في الثديين والشعور بثقل الوزن نتيجة لتجمع الماء، وبعض الأملاح بين الأنسجة، وتعكر المزاج، والصداع، والإمساك، والحساسية المفرطة، فإنها جميعاً أعراض طبيعية وتستمر نحو أسبوع قبل نزول الدم»، مشيرة إلى أن «كل هذه الأعراض تختفي تماماً وهي تحدث قبل كل دورة وتختفي وهكذا أو يمكن استعمال بعض العقاقير لتخفيف الحالة أو الشفاء منها أو اتباع بعض تعليمات أخصائي أمراض النساء».وبحسب د.موسى فإن «اختلاف الآلام المصاحبة لنزول الدورة الشهرية يكون وفقاً للهرمونات التي يفرزها كل جسم، خصوصاً هرمون «الإستروجين» فإذا أفرز بشكل عالي فإن تأثر الفتاة بالدورة وآلامها يكون بشكل عالي، حيث تكون انقباضات الرحم كبيرة، بينما من تكون لديها إفراز الهرمونات قليلاً فإنها لا تشعر بآلام الدورة كثيراً». ونصحت د.موسى «الفتيات بعدم الخجل من زيارة طبيبة النساء والتوليد، كما دعت الأمهات ألا يتحرجن من اصطحاب فتياتهن قبل الزواج لأخصائية النساء والتوليد»، لافتة إلى أن «تجاهل المشكلة الصغيرة قد يؤدي إلى تفاقمها، وأحياناً يستحيل حلها، ومن هنا لابد من مراجعة طبيبة النساء والتوليد للاطمئنان والكشف عن المشكلات التي تعانيها فتياتهن في فترة البلوغ وحتى في فترات متقدمة، وعلى الأم والفتاة أن يتحليا بمزيد من الوعي الصحي لتتجنب ويلات ومشكلات صحية أكبر وأعمق». من جهتها، أوضحت أخصائية الطب العام د.سارة أحمد أن «كثيراً من الدراسات تؤكد أن المرأة في فترة الدورة الشهرية تعاني اضطراباً نفسياً، وأن أكثر أزماتها تكون أثناء الدورة الشهرية، فعند نزول الهرمون بشكل مفاجئ تتأثر نفسية المرأة أو الفتاة على حد سواء، وينتابها شعور بالقلق والضجر النفسي، وتبقى في حالة استثارة عصبية، ما يلقي بالمسؤولية على من حولها بضرورة تفهم نفسيتها في تلك الفترة، ومحاولة احتوائها ومنحها مزيداً من الطمأنينة والاهتمام».وأضافت أن «آلام الدورة الشهرية تنتج عن تشنجات أو تقلصات الحيض أو ما يعرف باسم عسر الطمث»، والتي هي عبارة عن خفقان أو تشنجات مزعجة ومؤلمة في منطقة أسفل البطن»، مشيرة إلى أن «العديد من النساء يعانين من آلام الدورة الشهرية قبل وأثناء فترات الحيض حيث تشكل آلام الدورة الشهرية مصدر إزعاج بالنسبة لبعض النساء، أما بالنسبة لأخريات، فإن هذه الآلام يمكن أن تكون من الشدة بمكان بحيث تعيق إتمام المهام اليومية والقيام بالنشاطات المختلفة لبضعة أيام في كل شهر».