عواصم - (وكالات): تصاعد التوتر في القدس المحتلة مجدداً، إثر مقتل شرطي إسرائيلي من حرس الحدود أمس بعد أن صدمت سيارة عدداً من المارة في القدس المحتلة، بينما قتلت الشرطة الإسرائيلية السائق بذريعة أنه تعمد دهسهم، فيما اندلعت صدامات في باحة المسجد الأقصى بين متظاهرين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي.ووفقاً للرواية الإسرائيلية، قتل الشرطي وأصيب عشرات عندما قام فلسطيني يقود مركبة تجارية بصدم مجموعة من حرس الحدود كانوا يقطعون الشارع قبل أن يواصل دهس المارة المتوقفين في محطة قريبة للقطار الخفيف.ووقع الهجوم في شارع رقم واحد الذي يفصل بين القدس الشرقية والقدس الغربية. وهذا ثاني هجوم بسيارة في القدس في أسبوعين. وذكرت المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية لوبا سمري أنه بعد توقف السيارة قام السائق المصاب «بالخروج منها وبدأ بضرب المارة بعصا حديدية» موضحة أن الشرطة الموجودة في المكان قتلته. وأشادت حركتا حماس والجهاد الإسلامي بالهجوم حيث قالت حماس في بيان «تزف حماس شهيدها البطل إبراهيم العكاري الذي روت دماؤه أرض مدينة القدس المحتلة الذي أثر إلا الثأر لأبناء شعبه وقدسية المسجد الأقصى ومدينة القدس». وأكد سامي أبو زهري المتحدث باسم الحركة أن عملية القدس «رد طبيعي على جرائم الاحتلال بحق المسجد الأقصى والقدس المحتلة». في المقابل، دان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري هجوم القدس، ووصفه بانه عمل «إرهابي» يزيد من تأجيج التوتر. وتشهد القدس الشرقية المحتلة منذ بضعة اشهر وخصوصاً منذ أسبوع، أعمال عنف تثير مخاوف من اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي. ويمثل ملف المسجد الأقصى إحدى أبرز نقاط التوتر بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.وتحدثت تقارير عن أن قوات الاحتلال أغلقت المسجد الأقصى بعدما اقتحمته جماعات من المتطرفين اليهود بحماية الشرطة الإسرائيلية، وسط مناشدة فلسطينية للعرب والمسلمين لحماية الأقصى والمقدسات.وجاءت عملية الإغلاق بعد انسحاب قوات الاحتلال ومواجهات أسفرت عن سقوط العشرات من الإصابات في صفوف المصلين والمرابطين داخل المسجد الأقصى بالرصاص المطاطي والغاز المدمع الذي كانت تطلقه القوات الإسرائيلية. وفرضت إسرائيل إجراءات مشددة على دخول المصلين المسلمين إلى داخل المسجد، حيث منعت الرجال الذين تقل أعمارهم عن خمسين عاما من الدخول إليه. وأضافت مصادر فلسطينية ان نحو 300 من جنود الاحتلال اقتحموا المسجد الأقصى، وحاصروا كل من بداخل المسجد القبلي، حيث اندلعت المواجهات بين المصلين المرابطين وقوات الاحتلال، بينما ينتشر الجنود بكثافة في ساحات الأقصى. واكد محافظ القدس عدنان الحسيني «هذه اول مرة يقومون فيها بالتغلغل وصولا الى المنبر». وأضاف «الوضع صعب، منعونا من الدخول بينما يتمكن اليهود والسياح من التجول بالراحة. هذا وضع القدس اليوم وهذه هي الديمقراطية الإسرائيلية».وأوضح الحسيني أنه خلال الاشتباكات فإن قنبلة صوت ضربت نقاط الكهرباء داخل المسجد، مما أدى إلى اندلاع حريق صغير تمكن الموجودون داخل المسجد من إطفائه.وكان متطرفون يهود دعوا إلى التوجه بكثافة صباح أمس إلى باحة الأقصى للتعبير عن دعمهم ليهودا غليك أحد قادة اليمين المتطرف الذي تعرض لمحاولة اغتيال في 29 أكتوبر الماضي في القدس.وأصيب غليك بإطلاق النار من راكب دراجة نارية في القدس الغربية وحالته خطرة لكن مستقرة.واستدعى الأردن، الذي يشرف على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس، سفيره من تل أبيب احتجاجا على «الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة» في القدس.وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية إن «رئيس الوزراء عبد الله النسور أوعز إلى وزير الخارجية ناصر جودة، استدعاء السفير الأردني في تل أبيب للتشاور، احتجاجاً على التصعيد الإسرائيلي المتزايد وغير المسبوق في الحرم القدسي الشريف، والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة للقدس».وأضافت «كما أوعز رئيس الوزراء إلى وزير الخارجية، بتقديم شكوى فورية إلى مجلس الأمن الدولي، إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على الحرم القدسي الشريف».وأعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن القيادة الفلسطينية قررت «التوجه إلى مجلس الأمن فوراً» لطرح مسالة التصعيد الإسرائيلي في المسجد الأقصى.وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن في 1994 بإشراف المملكة الأردنية على المقدسات الإسلامية في مدينة القدس. وتسمح السلطات الإسرائيلية لليهود بزيارة الباحة في أوقات محددة وتحت رقابة صارمة، لكن لا يحق لهم الصلاة فيها. من جهة أخرى، أعرب الاتحاد الأوروبي عن أسفه لتجاهل إسرائيل دعوات المجموعة الدولية الى وقف الاستيطان، وانتقد بشدة بناء مساكن جديدة في القدس الشرقية.