ما تواجهه البحرين في الوقت الحالي و المستقبل المنظور هو في حقيقة الأمر أزمة مجتمعية لا تستطيع الدولة بما أوتيت لها من قوانين و تشريعات الحد منها أو منعها. فقد تستطيع سن قوانين لتجريم التمييز في العمل و قد تستطيع أن تضع من التشريعات ما يحد من الطائفية في الترقيات و التدريب و التوظيف. و لكن لن يكون بمقدورها تغيير توجهات الأفراد فهي تدخل في النوايا و لا يوجد قانون يعاقب على النوايا.ما حدث للطفل عمر أفضل مثال على أن بإمكان الدولة ممثلة في السلطات الثلاث أيقاف مثل هذه الممارسات بإيقاف المدرسة أو فصلها أو معاقبة إدارة المدرسة. و لكن هل بمقدورها أن توقف النوايا السيئة و التي لا بد لها أن تظهر في سلوك الأفراد في يوم ما.المجتمع البحريني تغير و لا ينكر هذه الحقيقة إلا أعمى أو منكر جاهل. أصبحت سوء النية هي المطية التي يمتطيها الفرد ليجد نفسه أمام سؤال عن هدف سلوكه أو النية من وراء هذا السلوك. أكرر ما قالوه قبلي كثر من الطائفتين أننا عشنا عقوداً على مقاعد الدراسة و في أماكن العمل لم نجد لهذا التوجه طريقاً لنفوسن. أما اليوم أصبح الجميع يشك في الجميع. فهل هذا ما نتمناه لمجتمع يسعى لبناء البحرين؟