عواصم - (وكالات): أضعفت قوات البشمركة الكردية العراقية الحصار المفروض على مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا، بعد أسبوع من وصولها محملة بالأسلحة الثقيلة والمقاتلين في محاولة لإنقاذ المدينة من تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، فيما أعلن مسؤولان أمريكيان أن الرئيس باراك اوباما سيطلب من الكونغرس تمويلاً إضافياً بقيمة 3.2 مليار دولار لمكافحة التنظيم المتطرف بسوريا والعراق، قبل أن «يأمر بإرسال 1500 جندي إضافي للعراق للقيام بمهام غير قتالية»، بينما أكد المرجع الشيعي في العراق آية الله علي السيستاني أن فساد الجيش العراقي ساعد «داعش» على التوغل في البلاد. في الوقت ذاته، قالت القيادة المركزية الأمريكية إن الولايات المتحدة ودولاً حليفة نفذت 8 ضربات جوية على أهداف للدولة الإسلامية في سوريا خلال الأيام الثلاثة المنصرمة فضلاً عن 6 ضربات على الجماعة المتمردة في العراق. واستهدفت 7 غارات قرب مدينة عين العرب وهي هدف معتاد للضربات 3 وحدات صغيرة للدولة الإسلامية و7 مواقع قتال ودمرت قطعة مدفعية بينما دمرت غارة أخرى قرب تل أبيض بعض مخزونات الأسلحة.ودمرت غارة جوية قرب الفلوجة بالعراق جرافتين واستهدفت غارة أخرى قرب بيجي وحدة صغيرة والحقت اضرارا بمبنى. وقالت القيادة المركزية إن أهدافاً للدولة الإسلامية قرب مدينة الرمادي جنوب شرق الفلوجة وشمال غرب حديثة دمرت أو لحقت بها أضرار. وواصلت القوات العراقية تقدمها في مدينة بيجي شمال بغداد على حساب «داعش»، وباتت تسيطر على غالبية أنحاء المدينة القريبة من اكبر مصافي النفط في البلاد. في المقابل، قصف «داعش» منطقة تل شعير غرب المدينة، وهي منطقة خاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب الكردية. وأفادت وكالة أنباء الأناضول بتواصل الاشتباكات العنيفة في عين العرب، وأن أجزاء من المدينة تحولت إلى أطلال، خصوصاً في الأجزاء الجنوبية والشرقية من المدينة، حيث تبدو آثار الدمار واضحة على العديد من المباني، ولحقت أضرار فادحة بالبنية التحتية للمنطقة، فيما لم يتبق أحد من السكان الذين نزحوا بالكامل إلى الأراضي التركية. من جهته، قال المرجع الشيعي في العراق آية الله علي السيستاني إن الفساد في القوات المسلحة العراقية مكن تنظيم الدولة الإسلامية من السيطرة على مناطق كبيرة شمال البلاد في انتقاد من شأنه الضغط على الحكومة لتنفيذ إصلاحات في مواجهة «داعش». وزاد السيستاني من انتقاده لقادة العراق منذ أثار تقدم الدولة الإسلامية أسوأ أزمة تعيشها البلاد منذ الغزو الأمريكي الذي أسقط نظام صدام حسين عام 2003. وانهار الجيش العراقي الذي تلقى تمويلاً وتدريباً أمريكياً تكلف 25 مليار دولار أمام مقاتلي «داعش». وبعد أن تقدمت الدولة الإسلامية أكثر وذبحت رهائن غربيين قادت الولايات المتحدة ضربات جوية ضد التنظيم.وتلا مساعد للسيستاني في بث تلفزيوني مباشر من مدينة كربلاء جنوب البلاد خطبة الجمعة للمرجع الشيعي طرح خلالها تساؤلاً افتراضياً عما إذا كان الجيش فاسداً.وقال «نعتقد أن ما حصل من تدهورأمني قبل أشهرهو الكفيل بالإجابة عن ذلك. وتكشف هذه التصريحات بشأن الجيش عن قلق عميق على استقرارالعراق. وبينما تسعى الحكومة العراقية إلى استمالة العشائر السنية للتحالف معها ضد «الدولة الإسلامية»، نفذ التنظيم عمليات قتل جماعية بحق العشائر التي حملت السلاح ضده لبث الخوف في نفوسها لئلا تساند الحكومة. وفي حين قد يؤدي قتل المئات من أبناء عشيرة البونمر في محافظة الأنبار على يد «الدولة الإسلامية» إلى زعزعة ثقة العشائر بحكومة حيدر العبادي، يؤكد شيوخ وخبراء ان محاولات التنظيم المتطرف لبث الرعب في صفوف العشائر قد تؤدي إلى نتائج عكسية وتحضها على قتال أوسع ضده. وأقدم التنظيم الذي عرف بممارساته الدموية بحق معارضيه، على قتل ما بين بين 250 و400 شخص بينهم نساء وأطفال، بحسب مصادر محلية. وبات التنظيم يسيطر على غالبية اجزاء محافظة الانبار غرب البلاد على رغم الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن الباحثة كذلك عن مساهمة العشائر السنية في القتال إلى جانب القوات العراقية. وأكد العبادي خلال لقاءات عقدها مؤخراً مع زعماء عشائر في عمان وبغداد وآخرها مع وفد من عشيرة البونمر، استعداد حكومته لدعمهم.من ناحية أخرى، نفت مستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس «أي تنسيق عسكري بين واشنطن وإيران لاحتواء خطر «داعش»»، وذلك في رد على تقرير صحافي تحدث عن أن أوباما كتب رسالة إلى المرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي بشأن التعاون للتصدي لـ «داعش»، مقابل التوصل لاتفاق حول النووي الإيراني.في سياق متصل، أعلن مسؤولان أمريكيان أن الرئيس باراك اوباما سيطلب من الكونغرس تمويلاً إضافياً بقيمة 3.2 مليار دولار لمكافحة «داعش» في العراق وسوريا.