كتب - طارق العامر:من يدخل مدينة الحد ويتعايش بين أهلها، يكتشف سر هذه المدينة، فهي مدينة لا يزيد عدد قاطنيها عن 20 ألف نسمة، لكنها ذات طبيعة خاصة وحساسة لأقصي حد، بحكم أنها تضم خليطاً من القوى السياسية والدينية مع وجود عامل أساسي ومهم هو العامل العائلي الذي دائماً وفي كل مرة، يكون له تأثير كبير في المعركة الانتخابية، فالتنافس في الحد تنافساً حاداً ليس بين مرشحين بل بين جهتين أو ثقلين، «جنوب الحد» و»شمال الحد». النائب سمير خادم من أهل الشمال، ويعني أن كل العائلات العريقة القاطنة في شمال الحد، من مؤيديه ومناصريه، وأصواتهم ستكون في جيبه، دون حتي أن يطلب فهو ابن الشمال، وواجب على أهل الشمال دعمه والتصويت له.أما المرشح عبدالرحمن بوعلي فهو من أهل الجنوب، ولزوماً وواجباً على أهل الجنوب أن يناصروا ابن الجنوب، لذلك يدخل بوعلي المعركة الانتخابية وهو واثق من تصويت أهل الجنوب له. أما أمين عام جمعية الصف الإسلامي والعضو المؤسس للائتلاف الوطني للجمعيات السياسية عبدالله بوغمار، فيعول على جمهور الائتلاف «ميثاق العمل الوطني، الصف الإسلامي التجمع الوطني الدستوري، الحوار الوطني». وسبق للمرشح سمير خادم أن فاز على المرشح الثاني عبدالرحمن بوعلي في الانتخابات التكميلية 2011 في الجولة الثانية، إذ حصل على 1739 صوتاً أي بنسبة 52,81%، فيما حصل بوعلي على 1554 صوتاً أي بنسبة 47,19%، والملاحظ أن الفروقات في الأصوات متقاربة بعض الشيئ، ويمكن أن تقل فتصب في صالح بن الجنوب عبدالرحمن بوعلي، او تزيد فتصب في صالح بن الشمال سمير خادم، وذلك على حسب رضا أهل الحد عن أداء سمير خادم في السنتين التي قضاهما داخل المجلس، كما لا ننسي تأثير العامل العائلي وبالخصوص ربات البيوت، فهم عوامل مؤثرة.ربما ما يميز خادم هو اتصاله الدائم بالشارع والمعروف بوجوده الدائم بين الأهالي، أضف إلى ذلك ما قدمه خلال الأربع لأهالي للحد حين كان عضواً بلدي، بجانب رصيده في نادي الحد، فعائلة خادم كانت وما زالت من العائلات الفاعلة في نادي الحد، وأبنائها عرفوا واشتهروا داخل جدران النادي، أما لاعبين أو إداريين وذلك قد يشكل ذلك لوبي مؤيد قوي لخادم من المنتمين للنادي، يضاف إلى عوامل القوى أيضاً، دراية سمير خادم باللعبة الانتخابية، ووجود فريق عمل ذو خبرة ودراية، نافس به في انتخابات بلدي 2002 وفاز من خلاله بالمقعد البلدي في 2006 ونافس مرة أخرى بالفريق نفسه في انتخابات بلدي 2010 واعتلى كرسي البرلمان بفضل هذا الفريق، إلى جانب وجود ورقة رابحة قوية بين يديه، وهي دعم جمعية الأصالة وجمعية المنبر الإسلامي له، إضافة إلى تحالفه مع 2 من المرشحين للمجلس البلدي وهم شكري سرحان نائم ورمزي الجلاليف مرشح الأصالة.أما مدير إدارة الأندية بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة «سابقاً» عبدالرحمن بوعلي والذي كان من فرسان الرهان لجمعية الأصالة في الانتخابات التكميلية في 2012 ودعمته الأصالة بقوة، فيخوض المنافسة وهو يراهن على عوامل كثيرة من بينها الحراك الثقافي الذي ينتمي له بين أقطاب من المثقفين من أهل الدائرة، بجانب سعي فريق عمله لاستيعاب واستقطاب لأكبر قدر ممكن من تأييد العائلات الأساسية في الحد، لما قد يكون للعامل العائلي من دور مهم في قلب المقاييس.إذن وبناء على ما تقدم، الكل يترقب ما قد تؤول إليه النتائج ثامنة الحد، خصوصاً وأن المعركة تدور بين أهل الشمال وأهل الجنوب، مرشح الشمال مدعوم من قوتين أساسية، نادراً ما يتفقان على مرشح، وهم الأصالة والمنبر، فهل ستكون الغلبة «شمالية» أم «جنوبية»؟ الجواب في صناديق الاقتراع يوم 22 من هذا الشهر.الدائرة الثامنة بمحافظة المحرق، تمثل الحد «101-102-103-104-105-106-107-108-109-110-111-112-113-118-119-121»، مينــــــــاء خليفــة (115-117)، الحوض الجاف «116-128» وتبلغ كتلتها الانتخابية 9,065 صوتاً والمترشحين لمقعدها 3 هم عبدالله بوغمار، النائب سمير خادم، وعبدالرحمن بوعلي.
مقعد الحد معلق بين «الشمال» و«الجنوب»
09 نوفمبر 2014