عواصم - (وكالات): طالبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني خلال زيارتها مدرسة البحرين للاجئين الفلسطينيين التي تؤوي أكثر من ألف نازح بمنطقة تل الهوى غرب قطاع غزة بـ «إقامة دولة فلسطينية»، مؤكدة أن القدس «يمكن ويجب أن تكون عاصمة لدولتين»، في حين استمرت المواجهات في القدس الشرقية بين شبان فلسطينيين وعناصر الشرطة الإسرائيلية، قبل أن تعلن قوات الاحتلال قتل شاب من «فلسطينيي 48» برصاص شرطيين إسرائيليين خلال عملية لتوقيف أحد أقربائه لوقائع مرتبطة بالحق العام. من ناحية أخرى، اتهمت منظمة التحرير الفلسطينية حركة حماس بالمشاركة في التفجيرات التي استهدفت منازل قيادات من حركة فتح فجر أمس الأول، الأمرالذي نفته الحركة.وقالت موغيريني خلال زيارتها إلى غزة «نحن نريد عملياً دولة فلسطينية. هذا موقف الاتحاد الأوروبي، إنه يريد دولة فلسطينية».وأكدت أثناء مؤتمر صحافي في مدرسة البحرين للاجئين الفلسطينيين التي تؤوي أكثر من ألف نازح بمنطقة تل الهوى بغزة أن «العالم لا يمكن أن يحتمل حرباً رابعة في غزة». واستشهد نحو 2200 في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي بدأ في 8 يوليو الماضي واستمر 50 يوماً قبل التوصل إلى اتفاق هدنة في 26 أغسطس الماضي برعاية مصر.واستمعت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية خلال زيارتها إلى عدد من عائلات النازحين حول ظروفهم الحياتية في مدرسة الأمم المتحدة بعد أن فقدوا منازلهم التي تدمرت في الحرب. وقالت الوزيرة الأوروبية «جئت إلى هنا أولاً كأم لأشاهد بشكل مباشر ما حدث، قلنا جميعاً إن غزة تحتاج إلى أن تتنفس والأمور هنا يجب أن تتغير ولا يوجد وقت للانتظار». وأكدت ضرورة «الإسراع في إعادة الإعمار» مبينة أن «الاتحاد الأوروبي على استعداد دائم لدعم منظمات الأمم المتحدة» العاملة في الأراضي الفلسطينية.وشددت على أن «الوسيلة الوحيدة لإنهاء المعاناة هي وضع حد لهذا الصراع وإقامة دولة فلسطينية تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل يعتقد الاتحاد الأوروبي بضرورة تفعيل السلطة الفلسطينية وحكومة الوفاق الوطني في قطاع غزة وأمل أن يكون ذلك ممكناً في المستقبل القريب».وطالبت الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بـ «العودة إلى المفاوضات واستئناف عملية السلام» وتابعت «إذا لم يتم البناء على ما حصل في القاهرة فهذا بالتأكيد سيدفع مرة أخرى باتجاه العنف».وفي وقت لاحق، أكدت موغيريني أن القدس «يمكن ويجب أن تكون عاصمة لدولتين». وقالت المسؤولة الأوروبية عقب لقائها رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله في رام الله «نعم، نعم القدس يمكن ويجب أن تكون عاصمة لدولتين».من جانبه، قال الحمد الله إنه سيبدأ خلال أيام جولة عربية بهدف الحصول على قسم من الأموال التي تعهد المانحون بتقديمها لإعادة إعمار غزة. وكان مؤتمر القاهرة الذي عقد برعاية مصرية ونرويجية جمع أكثر من 60 دولة وتعهد بتقديم 5.4 مليار دولار للسلطة الفلسطينية لإعمار غزة.من جهته، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس التوجه إلى مجلس الأمن الدولي خلال الشهر الجاري للمطالبة باعتبار الأراضي الفلسطينية أراضي دولة محتلة.وقال قبيل بدء اجتماع للقيادة في مكتبه برام الله إن «القيادة الفلسطينية ستقدم الشهر الجاري مشروع قرار إلى مجلس الأمن باعتبار احتلال الأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 احتلالاً لأراضي دولة».وأضاف «بعد تقديم الطلب، نتمنى الحصول على 9 أصوات لعرضه، فإما أن يقبلوه وإما أن يرفضوه، وسنقرر الأمور خطوة خطوة بعد ذلك». وفيما يخص الأوضاع في مدينة القدس، طالب عباس مجلس الأمن التأكيد على وضعية القدس المعتمدة منذ عام 1967.وعلى صعيد العنف، وعلى غرار ما يحدث منذ أكثر من أسبوعين، رمى شبان فلسطينيون حجارة على الشرطة الإسرائيلية رداً على استهدافهم بقنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي وقنابل صوتية.وكانت المواجهات عنيفة خصوصاً في مخيم شعفاط حيث يتكدس العديد من الفلسطينيين قرب الجدار الفاصل بين القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة.وتشهد الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية احتجاجات غاضبة اعتراضاً على سياسة إسرائيل وبسبب الغضب جراء محاولات مجموعات من اليمين المتطرف الصلاة في باحة الحرم القدسي.وامتدت المواجهات أمس إلى كفركنا حيث أعلنت الشرطة مقتل شاب فلسطيني من «عرب 48» برصاص عناصرها خلال عملية توقيف أحد أقربائه لوقائع مرتبطة بالحق العام. في غضون ذلك، قال مسؤول محلي فلسطيني إن السلطات الإسرائيلية سلمت عدداً من سكان قرية بيت إكسا جنوب القدس قراراً يقضي بمصادرة ما يقارب 13 ألف دونم من أراضي القرية.وأضاف رئيس مجلس محلي بيت إكسا سعادة الخطيب «هذا القرار يصادر ما تبقى من أراضي القرية التي صودرت مساحات أخرى منها في سنوات سابقة لأغراض الاستيطان».وأوضح الخطيب أن هذا القرار يأتي بعد إعلان السلطات الإسرائيلية عن بناء 240 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة «راموت» المقامة على أراضي القرية.في سياق آخر، اتهمت منظمة التحرير الفلسطينية حركة حماس بالمشاركة في التفجيرات التي استهدفت منازل قيادات من حركة فتح الأمرالذي نفته الحركة، ما يهدد مستقبل المصالحة بين الحركتين.