الرياض-(أ ف ب) : تتجه الأنظار في الأسبوعين المقبلين إلى العاصمة السعودية الرياض التي تحتضن منافسات دورة كأس الخليج الثانية والعشرين لكرة القدم بمشاركة ثمانية منتخبات، سبعة منها يراودها الأمل بنيل اللقب. وتأتي دورة الخليج هذه المرة وسط مناخات سياسية متأزمة بين عدد من أعضاء دول مجلس التعاون الخليجي، وتحديداً بين السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى، حتى أن الاتحاد القطري للعبة اضطر في وقت سابق إلى نفي أخبار ترددت عن احتمال انسحابه من البطولة في الرياض.وخير دليل على أهمية دورات كأس الخليج بالنسبة إلى شعوب المنطقة، هو الزحف الجماهيري الذي كان لافتاً جداً في النسخة الماضية بالبحرين مطلع عام 2013، حيث واكب آلاف المشجعين منتخباتهم، ومع وصول منتخب الإمارات إلى المباراة النهائية مع العراق، حضر قرابة 10 آلاف إماراتي إلى المنامة بحراً وجواً حيث خصص عدد كبير من الطائرات لنقلهم في يوم المباراة.ويؤكد المسؤولون عن الرياضة الخليجية أن دورات كأس الخليج ليست منافسة للفوز ببطولة لكرة قدم فقط، بل هي محطة مهمة لزيادة أواصر اللحمة بين شباب مجلس التعاون الخليجي. وقال أمير منطقة الرياض تركي بن عبدالله بن عبد العزيز في تصريحات نقلتها الصحف السعودية أثناء لقائه سفراء الدول المشاركة في «خليجي 22» بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني قبل أيام «إن البطولة بما تحمله من إثارة ومنافسة محتدمة، إلا أنها تظل شعاراً لوحدتنا وتآزرنا، فخليجنا واحد وشعبنا وتاريخنا واحد»، منوهاً «بالعلاقات الاستراتيجية بين الدول والمصير الواحد بينها». وأضاف «المنافسات الرياضية مثل كأس الخليج لكرة القدم، التي تجمع الرياضيين في دول الخليج، تعد فرصة لتبادل الخبرات الرياضية، لأن المنافسة الشريفة في الرياضة تغرس القيم النبيلة والروح الأخوية التي تنعكس ايجابيا على أبناء المنطقة فتربي فيهم الأخلاق الحميدة والسلوك الحضاري، وذلك لما في الرياضة من تأثير ملموس على الجيل والنشء للحد من ظاهرة التعصب الرياضي».وتابـــع «أهلاً بكم على أرض الرياض التــي حرصت على إظهار تقديرها لهذه المناسبة بتنظيم عدد من الفعاليات، منها الحديث ومنها ما هو نابع من تراثنا العربي الأصيل لنرحب بأشقائنا من دول الخليج».وعلـــى صعيـــد المنافســـة، فـــإن الأهــــداف والطموحات والجهوزية تتفاوت بين منتخب وآخر، لكن الطابع الخاص لدورات الخليج يجعل الصراع على اللقب مفتوحاً على جميع الاحتمالات. منتخب الكويت هو صاحب الرقم القياسي في الدورة بعشرة ألقاب، مقابل ثلاثة ألقاب للسعودية والعراق، ولقبين للإمارات وقطر، ولقب واحد لعمان، وما تزال البحرين تبحث عن لقبها الأول، وكانت قريبة من ذلك في الدورة الأخيرة على أرضها قبل أن ينتهي مشوارها في نصف النهائي بخسارة بركلات الترجيح أمام العراق، ويحتاج اليمن إلى سنوات كثيرة لكي يدخل فعلياً حلبة الصراع على المركز الأول. وتشكل منافسات «خليجي 22» خير إعداد لجميع منتخباتها، باستثناء اليمن، لنهائيات كأس آسيا في استراليا مطلع العام المقبل، حيث أعلن أكثر من اتحاد للعبة أن الدورة الخليجية تشكل محطة مهمة للإعداد للبطولة القارية.
«مونديال الخليج» ينطلق اليوم وسط منافسة مفتوحة على اللقب
13 نوفمبر 2014