قال مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام ورئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية نبيل الحمر إن المنتدى الخليجي للإعلام السياسي يضع اللبنات الأولى لصناعة إعلام يكرس رؤية موضوعية لإدارة الاختلاف ضمن مشروع مجتمعي واسع يهدف إلى تقوية التوافق والبناء، مشيراً إلى أن المنتدى يهدف لإرساء مفاهيم الاختلاف وتقبل الآخر لتعزيز روح الإبداع والتجديد لدول الخليج لتطوير المناعة ضد اتجاهات التغريب والتفريق.وأعرب الحمر، خلال افتتاحه أمس المنتدى الخليجي للإعلام السياسي، عن شكره للشيخ خالد بن عبد الله آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء على رعايته الكريمة للمنتدى بالمملكة في نسخته الثانية، «تجسيداً لما توليه مملكة البحرين من دعم ومساندة للمنتديات والفعاليات الهادفة لتطوير صناعة الإعلام وتوظيفها فيما يخدم جهود التنمية والاستقرار».وأضاف أن «الإعلام اليوم يعد أحد الأركان الأساس في بناء الدول، ولم يعد قاصراً فقط على مهمته التقليدية في نقل الأحداث والوقائع، إنما أصبح محركاً وصانعاً لتلك الأحداث من خلال ما استحدث من أدوات ووسائل إعلامية غير تقليدية، وأتاحت آفاقاً غير مسبوقة من التفاعل والتواصل بين الأفراد والمجتمعات بفضل التطور الهائل لوسائل الإعلام ودخول عصر تكنولوجيا الإعلام الجديد والفضاءات المفتوحة، وأسهمت أجواء الانفتاح والحرية التي تعيشها البحرين ودول الخليج في تعزيز حرية الرأي والتعبير وإفساح المجال أمام ظهور قنوات متعددة للتعبير وإبداء الرأي».وتابع أنه «رغم ما أنتجه هذا الواقع من إيجابيات تجسدت في ترسيخ حرية الرأي والتعبير وزيادة الوعي إلا أن المتأمل في المشهد الإعلامي الراهن يرى أنه يعاني من ضعف الثقة وتقبل الرأي الآخر جراء عدم التزام البعض بالضوابط المهنية والأخلاقية للعمل الإعلامي، الأمر الذي حوله من ساحة للحوار والتواصل إلى ساحة للتناحر والتراشق تهدد وحدة وتماسك المجتمعات والشعوب».وأكد أن «اختيار معهد التنمية السياسية لعنوان المنتدى الثاني «الإعلام وثقافة الأخلاف» يصب في هدف إرساء مفاهيم الاختلاف وتقبل الآخر لتعزيز روح الإبداع والتجديد لدول الخليج التي من شأنها تطوير المناعة ضد اتجاهات التغريب والتفريق».وأشار إلى أن «الإعلام بما يمتلكه من أدوات لديه القدرة على تهيئة أرضية مشتركة للتفاهم والحوار من خلال بلورة رؤية موضوعية لإدارة الاختلاف ضمن مشروع مجتمعي واسع يهدف إلى تقوية التوافق والبناء عليها وتجاوز الخلافات، وهي رؤية يساهم المنتدى في وضع اللبنات الأولى لها من خلال طرح آراء الخبراء والمتخصصين في كيفية تعزيز دور الإعلام في نشر ثقافة الاختلاف وتقبل الرأي الآخر، إضافة إلى الارتقاء بالرسالة الإعلامية على أسس من المسؤولية والاحترام وعدم المساس بحقوق وحريات الآخرين، وحظر أي دعوات بغيضة تمس سيادة وتماسك الدول والشعوب».وخلص إلى «أننا نطمح أن يشكل المنتدى مساهمة حقيقة في نشر وتبني ثقافة الاختلاف ومبادئ الحوار وآفاق العقلانية كمبادئ أساسية للعمل السياسي والإعلامي على حد سواء، بحيث تنعكس ثقافة الحوار واحترام الآخر في تعزيز قدرة المجتمعات على النهوض».