اعتبر المشاركون بالمنتدى الخليجي للإعلام السياسي في البحرين، الإعلام التقليدي أكثر مصداقية من الإعلام الجديد المتمثل بشبكات التواصل الاجتماعي.وتوقع المشاركون في الجلسة الثانية المخصصة للمقارنة بين الإعلام التقليدي والجديد، أن ينهار الإعلام التقليدي ويخسر المنافسة مع شبكات التواصل بحلول 2020، إلا إذا بحث عن مصادر دخل ثانية.بينما اعتبر آخرون أن العلاقة بين الإعلامين ليست تنافسية، بقدر ما يكمل أحدهما الآخر، إذ غالباً ما تعتمد الصحف ووسائل الإعلام على المعلومات المنشورة بشبكات التواصل وتبني عليها، بينما تنشر المواقع الأخبار والتقارير الصادرة بوسائل الإعلام التقليدية. وقالت مسؤولة قسم السياسة بصحيفة الشرق الأوسط نادية التركي، إن الإعلام الجديد منفصل عن التقليدي ويعمل بالتوازي معه ويعتمد على المصداقية والسرعة، لافتة إلى أن الخطر في الإعلام الجديد يكمن بأنه أسرع وتعتمد الناس عليه أكثر، في حين أنها ترى التقليدي أكثر مصداقية.وأضافت أن هناك علاقة تكامل بين الإعلام بين التقليدي والجديد، يكمن في أن الإعلام التقليدي يعتمد بشكل أساس على الجديد وكمصدر وأي شيء ينزل على وسائل التواصل الاجتماعي فإن الصحف لا تتجاهله، بل تعتبره معلومة تنطلق منها للخبر.وأوضحت أن العديد من المسؤولين في الحكومات والدول والمؤسسات، يتحدثون عبر هذه الوسائل ويؤخذ في قولهم، ويتم تعزيز الخبر فيه، مشيرة إلى أن الإعلام القديم يلفت النظر لزوايا لا يلتفت إليها الإعلام الجديد،ويتابع الخبر على مستوى فوقي، بعكس الإعلام الجديد.وفيما يخص بالفرق بين الإعلام الجديد والقديم، رأت أن البعض يعتبر الإعلام الجديد بأنه كسر الحواجز وفتح مجالات الحرية، وهذا صحيح فهو فتح مجالات أيضاً للفضوي ولوعي اجتماعي غير سائد بطريقة صحيحة إلي الآن، مشيرة إلى أنه سبب فضوي في الانتخابات البرلمانية في تونس لا تعكس بالضرورة صورة المجتمع.وبينت أن الإعلام الجديد ليس منافساً للتقليدي ولكنه مكمل، إلي جانب ظاهرة المواطن الصحافي الموجود في عين المكان بوقت الحادث، مشيرة إلى أنه سيأتي باحث بعد حوالي 30 سنة ولن يستفيد إلا من الإعلام القديم والصحفي لأنه مؤرشف بعكس الجديد.من جانبه قال مدير وحدة الإعلام الاجتماعي بقناة العربية سلطان بتاوي، إن صناع القرار ينتقلون للإعلام الجديد، ما أسهم في كسر الحواجز خصوصاً وأن 70% من المجتمعات العربية أكثرهم استخداماً لوسائل التواصل الاجتماعي أقل من 35 سنة.وأضاف أنه بلا شك يوجد اختلاف في التفكير والأسلوب وطريقة طرح الفكرة بين كل شخص يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي، فإذا كان يسير في الطريق الصحيح فلا مشكلة، ولكن السؤال يكمن كيف يمكن الاستفادة من الطاقات بغض النظر أن كل شخص له أسلوبه في الكلام؟».وأوضح بتاوي أن كثير من الشخصيات العامة تتحدث عن مباريات وغيرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ونكتشف أن لديهم اهتمامات أخرى غير المنابر.واعتبر أن شبكات التواصل الاجتماعي «ابن مراهق»، وعرّف المراهق بأنه جريء ويحاول دائماً الانقلاب على العادات والتقاليد، ولا يمكن أن نعتبره خطراً. وقال تناوي إن وسائل التواصل الاجتماعي هي فعلياً تكمن في الشخص نفسه، فإذا كان الشخص لديه حس مسؤولية ومترب بطريقة صحيحة، يستمر في مواكبة الجيل الجديد، وإذا كان العكس ويفتقد لتلك الصفات، ما يخرح منه في وسائل التواصل الاجتماعي يعكس تربيته وأخلاقه. وأكد أن أغلب مستخدمي الجيل الجديد يتكلمون دون رقابة أو حتى أخلاقيات يسيرون عليها، مضيفاً «بعض الأشخاص في تويتر على سبيل المثال كانوا يستخدمون أسماءهم الحقيقية سابقاً، بدأوا اليوم يدخلون بأسماء مستعارة، لأنه لا يوجد من يلاحقهم قانونياً».وأكد وجود شخصيات في مؤسسات ووزارات يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي، مستشهداً بموقف واجه أحد شباب الإمارات عندما حصلت معه مشكلة، وكلم ضاحي خلفان، وبدوره وجه لمتابعة المشكلة وحلها. وقال المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة «نعم» للإعلام الرقمي د.عمار بكار، إن الشبكات الاجتماعية كشفت عن مشكلات ضخمة في ثقافه المجتمع، واعتبرها مكبر صوت يأخذ عيباً صغيراً ويكبره أضعاف حجمه الحقيقي، سواء سلباً أو إيجاباً، فقط ليجعلها ملفتة للانتباه.ونبه البكار إلى مشكلة تداخل الأجيال في شبكات التواصل الاجتماعي، إذ ربما يقول صغير شيء في «تويتر»، ولا أحد يعرف كم عمره؟ ويؤثر في المجتمع ويثير ردود أفعال.وأشار إلى أنه بعد 4 سنوات من الأن يستكمل الإعلام الرقمي أدواته الإعلامية، بعد اكتمال قواعد المعلومات، وبحلول 2020 تحصل هجرة جماعية وبسببها ينهار الإعلام القديم، إلا إذا اعتمد على مصادر دخل ثانية.