العسومى: تحالفات تقوم على مصلحة الحزب وليس لصالح المواطن والمنطقةالبكري: التحالفات بين المترشحين تشترط عدم تدخل كل طرف في صلاحيات الآخركتبت – نورة البنخليل:أثارت التحالفات الانتخابية بين المرشحين النيابيين والبلديين عدداً من التساؤلات داخل الأوساط السياسية والحزبية وعلى ألسنة الناخبين. ففي الوقت الذي يؤكد فيه البعض أن تلك التحالفات تنطلق من قاعدة الحرص على مصلحة المواطن عبر التعاون المشترك بالدائرة الواحدة لتطوير ودفع القضايا العالقة تجاه الوزارات الخدمية، إلا أن آخرين يشيرون إلى أن تلك التحالفات تقوم على أساسات حزبية وسياسية، وبالتالي تصب فقط في مصلحة الحزب، وليس في صالح المواطن والدائرة، ووصفوها بكونها مجرد واجهة لتحقيق أهداف سياسية.من جانبه، أكد نائب المحافظة الوسطى علي الزايد، أن «التحالفات في مرحلة الانتخابات تدفع العملية الانتخابية لنحو أفضل لكلا الطرفين، وبالتالي يصب ذلك في مصلحة المواطن، خاصة أن نجاح هذا التحالف ينتج عنه تعاون مشترك بالدائرة الواحدة لتطوير ودفع القضايا العالقة لدى عدد من الوزارات الخدمية أو غيرها من المؤسسات».وقال الزايد، إنه «لابد أن يعقد المرشح النيابي تحالفه مع مرشح بلدي كفء، كما أنه ليس من الضروري أن يكون التحالف حزبياً، بل يجب أن يكون تحالفاً قائماً على الخبرة والكفاءة والقدرة على العطاء للوطن والمواطن»، لافتاً إلى أن «التحالفات الانتخابية التي تحدث داخل الجمعية أو الحزب تكون بالطبع أقوى في روابطها من أي تحالفات أخرى، خاصة أن المصلحة في هذه الحالة تكون مشتركة، كما أن تلك الروابط تزداد أكثر وأكثر حينما تكون في ذات الدائرة الواحدة، ولكن يشترط في كل ذلك ألا يكون هناك تعدٍّ على صلاحيات كل منهما على الآخر».وأشار الزايد إلى أنه «من فوائد التحالف أنه يوفر فرصة لحلحلة أي معوقات قد يواجهها العضو البلدي في التعاطي مع بعض المسؤولين أو الوزراء مما يصب بالطبع في صالح المواطن والدائرة».في حين، عبر نائب محافظة العاصمة عادل العسومى عن مخاوفه إزاء تلك التحالفات، وقال «اعترض على أي تحالف يبنى على أساس سياسي، لأن ذلك يشير إلى أن التحالف قائم على مصلحة الحزب وليس صالح المواطن والمنطقة»، مشيراً إلى أن «التحالف يجب أن يهدف إلى مصلحة المواطن، خاصة أن ذلك يؤدي بدوره إلى إعلاء لشأن الوطن والصالح العام بأكمله «.وفي السياق نفسه، أوضحت المرشحة النيابية المستقلة للدائرة الأولى بالمحافظة الوسطى الإعلامية زينب عبدالأمير، أن «التحالفات الانتخابية بين المرشحين النيابي والبلدي تضفي قوة على أداء كليهما، وتضمن سلاسة التحرك في الحملة الانتخابية نتيجة تكثيف الجهود المشتركة والتنسيق، ويتطلب هذا التحالف تقارباً في الرؤى والبرامج بين الطرفين وهدفاً مشتركاً واحداً».وأشارت الأمير إلى أن «من شأن التحالف أن يضمن للمرشحين الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة بالمجتمع»، قائلة: «لا أؤمن بالتحالفات بقدر ما اسميه «تعاون»، وهو المطلوب لخدمة أهالي الدائرة، فالتحالفات ظاهرة نراها بين المرشحين الذين ينتمون لجمعية واحدة، وقد تؤدي لأن يحيد الهدف عن مساره الصحيح».وبينت الأمير أن «التحالف قد يتسبب أيضاً في إيصال مرشح غير كفء نظراً لثقل وقوة التحرك الانتخابي في حملة المرشح وقدرته على إقناع ناخبي كل طرف بالتصويت للآخر»، مشددة على أن « التجارب السابقة أكدت مدى أهمية التعاون بين النائب وعضو المجلس البلدي، وإذا وفقني الله في الوصول إلى مجلس النواب فإنني سأتعاون مع العضو البلدي لخدمة الدائرة».ومن جهته، قال المرشح النيابي محسن البكري أن «القانون حدد اختصاصات النائب وعضو المجلس البلدي، ولكن في الواقع فإن كثيراً من النواب يتدخلون في اختصاصات عضو البلدي، مما ينتج عنه الكثير من المشكلات والاختلافات في وجهات النظر التي تنعكس بدورها على أداء كليهما لخدمة مواطني الدائرة».واقترح البكري أن «يكون هناك مقر دائم وموحد يجمع النائب والبلدي لتيسير مصالح المواطنين، وأن تكون هناك خطة موحدة يعملان خلالها بدلاً من أن يعمل كل منهما دون تنسيق مع الآخر».ورغم أنه لم يتم الإعلان حتى الآن عن أي تحالفات من هذا النوع في مضمار الانتخابات المقبلة، إلا أنه يظهر في الأفق ملامح التحالفات بين المرشحين، خاصة مع اتجاه عدد من الجمعيات إلى تطبيق سياستها في الانتخابات الأخيرة، وذلك بعدما تقدمت كلا من جمعيتي الأصالة والمنبر الإسلامي بمرشحين نيابي وبلدي لضمان الحصول على المقعدين في الدائرة الواحدة.يذكر أن، الانتخابات البرلمانية والبلدية السابقة شهدت عدد من التحالفات الانتخابية بين مرشحين نيابي وبلدي، من أبرزها التحالف بين المرشح النيابي حسن بوخماس، والبلدي حسن عطية في الدائرة الخامسة بالعاصمة عكس تقارباً في الرؤى والبرامج ورغبة في تكتيل الجهود المشتركة وتعزيز مشاركة أهالي الدائرة في العملية الانتخابية وخدمة أهالي الدائرة وإحداث توازن مع الكتل السياسية، إضافة لتحالفات الجمعية الواحدة مثل: النائب عبدالحليم مراد مع العضو البلدي أحمد الأنصاري من الأصالة، وتحالفات جمعيات ومستقلين مثل النائب عيسى القاضي كمستقل مع البلدي غازي الحمر من المنبر الوطني الإسلامي في المحافظة الوسطى، والتحالف بين النائب غانم فضل البوعينين من جمعية الأصالة مع العضو البلدي رمزي جمعة الجلاليف في محافظة المحرق، وهناك أيضاً تحالف بين مستقلين وأبرزهم النائب عبدالرحمن بومجيد والعضو البلدي عدنان سرور النعيمي لمحافظة العاصمة.
تحالف «النيابي - البلدي» يصب في صالح المواطن أم الجمعيات السياسية؟
16 نوفمبر 2014