المردي: الصحف المحلية تمنح المتدربين فرصاً جميلة د.عبدالعظيم: الجامعة تضبط الحالات الوهمية بسهولة«الأشغال»: تدريب 124 طالباً عملياً خلال العام الحاليتقرير أعده متدربون في «الوطن»بينما وصف متدربون مقبلون على التخرج من مختلف التخصصات، التدريب العملي بالمؤسسات والشركات العامة والخاصة بـ«الوهمي» وغير الجاد، نفى رئيس جمعية الصحافيين البحرينية مؤنس المردي، وجود أي من أشكال التدريب الوهمي بالمؤسسات الإعلامية، وقال مشرف التدريب العملي بقسم الإعلام بجامعة البحرين د.جمال عبدالعظيم حالات التدريب الوهمي بـ«المستحيلة».واشتكى متدربون استطلعت «الوطن» آراءهم، مما سموه بـ«العطالة» داخل المؤسسات والشركات أثناء الفترة التدريبية، وشعورهم أنهم ثقيلو دم وغير مرغوب فيهم.وقال الطلبة المتدربون إن التدريب في أحسن أحواله يقتصر على التعارف والعلاقات العامة، أو التعرف على أقسام الشركة وطبيعة عملها نظرياً، دون الغوص في الميدان العملي، واكتساب خبرات تعينهم لاحقاً على ولوج سوق العمل.وأضافوا أن بعض الجهات التدريبية تطلب منهم المغادرة والعودة بعد أشهر لاستلام الشهادة التدريبية، وأن الشركات الأكثر جدية تكلفهم بمهام بسيطة لا تتعدى كتابة التقارير، أو مهام أخرى هي غالباً لا علاقة لها بتخصصاتهم. دورة للعطالةوقال خريجون من كلية الهندسة بجامعة البحرين، إنهم لم يستفيدوا من التدريب العملي في المؤسسات الهندسية الخاصة، مضيفين «أضعنا الوقت دون فائدة عملية نجنيها، لا أحد يهتم أو يكترث، والحافز الوحيد لجلوسنا فترات طويلة، هو المبلغ المالي المخصص لنا رغم ضآلته».ونبهوا إلى افتقاد الكثير من المؤسسات الهندسية الخاصة لإدارات تدريبية، أو الوقت الكافي للاهتمام بتدريب الطلبة، وإعطائهم الخبرات المتوفرة لديهم، وقالوا «بالمقابل هذه المؤسسات تستفيد من المتدربين في كتابة تقارير لا تدخل بنطاق اختصاصاتهم، ويكلفونهم بمهام تندرج باختصاص الفنيين لا المهندسين».ذهب خريج الهندسة الإلكترونية محمود عمرو للتدرب في إحدى المؤسسات الهندسية الخاصة، ولم يلزموه في بداية الأمر بأي أعمال ينجزها، وعندما سألهم طلبوا منه عملاً بسيطاً أنجزه بوقت قصير.مل عمرو من الجلوس لفترات طويلة داخل المؤسسة دون فائدة يجنيها، ولم تتجاوز المهام الموكلة إليه كتابة بعض التقارير وإنجاز مشروع التخرج «لا إدارة للتدريب في الشركة حال بقية الشركات المماثلة، وحافزي الوحيد للبقاء كان المبلغ المالي المخصص في نهاية الكورس التدريبي».وأضاف أن الأعمال الموكلة إليه خلال الفترة التدريبية هي من اختصاص الفنيين لا المهندسين «في آخر أسبوع من التدريب لم أجد ملاحظات في التقرير، فاضطرت الشركة لإعطائي دورة تعريفية بأقسام الشركة ومعلومات أخرى نظرية، حتى إذا واجهت سؤالاً من الجامعة عن الدروس التدريبية أستطيع الإجابة»، ويضيف «لم آخذ حقي من التدريب ولم أتعلم إلا أقل القليل».وقال محمود إنه استفاد خلال فترة التدريب الأولى في شركة أخرى، حيث كانت هناك إدارة للتدريب تشرف على شؤون المتدربين «أنجزنا هناك بعض الأعمال وإن كانت دون المستوى المأمول، وتعلمنا بمستوى أعلى بقليل قياساً بالشركة الثانية».ضيوف غيرمرحب بهممن جانبه قال (ح.خ) خريج هندسة مدنية، إنه لم يستفد من التدريب العملي في إحدى المؤسسات الهندسية الخاصة، لانشغال المهندسين بأعمالهم وعدم إعطاء المتدربين حيزاً من أوقاتهم «الثمينة».وأضاف أن التدريب في الشركة اقتصر على كتابة التقارير رغم أنها ليست ضمن دراسته، مردفاً «تدريبي الأول في وزارة البلديات لم يتجاوز حدود تنسيق الإحصاءات على برنامج البور بوينت».الطالب حسين السكري من قسم الإعلام كان صاحب الحظ الأسوأ، إذ إن العراقيل لم تقتصر على الإجراءات الروتينية في الجامعة وضعف متابعة المتدربين، أو عدم توفير أماكن تدريب لائقة، بل وصل حظه العاثر إلى سقوط اسمه سهواً من قائمة الطلبة المتدربين.وقال السكري لـ»الوطن» إن «صعوبات التدريب العملي تبدأ مع فترة التسجيل، إذ إن الطالب لا ينفك يفكر في أمر يتحمل مسؤوليته بمفرده دون أي متابعة، ومنذ بدء العام الدراسي»، موضحاً أن «التخرج غير ممكن دون تدريب تفرضه أنظمة التعليم العالي، ودون تقديم أية تسهيلات للطلبة بهذا الشأن».وعن تجربته الشخصية، أضاف «الموظفة المسؤولة عن تسجيل أسماء الطلبة المتدربين ارتكبت خطأ تقنياً، وأسقطت اسمي خطأ من القائمة، ما أخر وصول رسالة الجامعة بتكليفي بالتدريب، وحل الموضوع بعد أن تدخلت الدكتورة المشرفة شخصياً، وأمنت لي مكاناً للتدريب بعد أن رفض مكتب رئيس القسم مساعدتي، على اعتبار أن المسألة ليست من اختصاصه، واقترح أن أنسحب هذا الفصل على أن أكمل التدريب في الفصل المقبل».وأردف «لم تكن هناك متابعة دورية للمتدربين من قبل الجامعة، ولم نجد من نتواصل معه من المدرسين المسؤولين بالقسم، لأن التدريب العملي كان بالفصل الدراسي الصيفي، وأغلب مشرفي القسم سافروا لخارج البحرين». وتابع «لا يتم توضيح ما المطلوب من الطالب أثناء فترة التدريب العملي، ما يقلل من الاستفادة المرجوة من الكورس التدريبي».وواصل «تلقيت اتصالاً من الدكتورة المشرفة وأخبرتني أنها وجدت لي مكتباً للتدريب، والتحقت مباشرة للتدريب لدى مكتب ABAA، بعد توجيه الرسالة الرسمية من قبل الجامعة، و لكن التأخير أثر في التقييم النهائي بالجامعة».تجربة التدريب الوهميمن جهتها قالت الطالبة في قسم الإعلام بجامعة البحرين آية النعيمي، إنها وجهت رسالة إلى إحدى المؤسسات بطلب التدريب، بينما أبلغتها المؤسسة أن إجراءات حسم الطلب بالقبول أو الرفض تستغرق 3 أسابيع.بعد انقضاء المهلة الممنوحة للرد على الطلب جاءت الموافقة «لكن الرد كان صادماً، إذ طلبت مني المؤسسة أن أبقى في المنزل، وأعود إليهم بعد 45 يوماً لتسلم رسالة تفيد بتدربي لديهم».وأضافت «لو أردت خداع المسؤولين بالجامعة لفعلت وقدمت رسالة تفيد بتدريبي الوهمي، إذ إن أي إجراءات رقابية غائبة لدى المسؤولين عن ملف التدريب بالجامعة».وتابعت «أخبرت الدكتورة المشرفة على التدريب العملي د.هدى المطاوعة، وبدورها نصحتني بالبحث عن جهة تدريب أخرى».وخاضت الطالبتان ندى الحواج وعفاف العالي ذات التجربة وفي المؤسسة ذاتها، حيث إن الجهة لم تلتزم بالجولات المقررة وتعريف المتدربين على أقسامها المختلفة، واقتصرت على إعطائهم نبذة عن أماكن العمل ومعلومات عامة عن الوزارة، بدلاً من ممارسة التدريب عملياً. وأعفت الجهة الطلبة المتدربين لديها، من إكمال الفترة المحددة للتدريب، حيث قلصت عدد ساعات التدريب من 7 ساعات يومياً إلى 3 أو 4 ساعات فقط على حد قول الطالبتين. وأضافت الحواج «كان من المفترض أن فترة العمل 20 يوماً، لكننا واجهنا تأخيراً في بداية التدريب بسبب عدم طلب شهادة من وزارة الصحة وإجراءات البصمات، إلا حين بدأ الوقت المحدد للتدريب». ووصفتا سياسات التدريب في المؤسسة بأنها تفتقر للجدية والرقابة، ما أدى لخروجهما من فترة التدريب من دون أية فائدة.التدريب الوهميلا يعممبدورها تحدثت الطالبة بكلية «البزنس» أبرار الحداد عن تجربة مختلفة بحقل التدريب، وقالت إنها خاضت غمار تجربة تدريب عملية وجادة، رغم أن ما كلفت به من أعمال بسيط جداً مقارنة بعمل الموظفين.وأضافت «لم يقدموا الفرص لنا للتعرف على تفاصيل وطبيعة العمل بصورة خاصة»، فضلاً عن أن التدريب اقتصر على أقسام محددة في المؤسسة، ما حد من الخبرة المكتسبة للمتدربين.وأعربت عن استفادتها البسيطة من الفترة التدريبية، والتعرف على بيئة العمل بالمؤسسة وأمور أخرى عملية تخص مجال دراستها الجامعية، لافتة إلى أن الشركة لم تعرض أي وظائف على المتدربين، بعد انتهاء فترة تدريبهم الممتدة لشهرين متتاليين.من جهتها ذكرت الخريجة زينب طرادة، أن الطابع العملي كان غالباً في فترة تدريبها، مؤكدة استفادتها الكبيرة من التدريب الجدية، رغم عدم وجود علاقة كبيرة بين عملها وتخصصها الجامعي.أما صاحبة الحظ السعيد الطالبة زينب نعمة المتدربة في أحد مكاتب المحاماة، قالت إنها استطاعت ممارسة ما تعلمته نظرياً في سنوات دراستها السابقة من خلال الأعمال الموكلة إليها خلال فترة تدريبها.وأثنت نعمة على طريقة التدريب العملية مع شتى أنواع القضايا والدعاوى المختلفة، وأضافت «لا يمكن حصر مدى الاستفادة من الكم الهائل من المعلومات والخبرات الجديدة».وتمنت على العاملين في مجال تطوير جامعات البحرين، السعي لدمج الطالب بصورة أكبر طوال فترة دراسته بالحياة العملية، حتى يصبح مؤهلاً بشكل كامل للعمل الميداني فور تخرجه.بأروقة جامعة البحرينبدأ تطبيق برنامج التدريب العملي في كلية الخليج الصناعية خلال العام الدراسي 1981 ـ 1982، حيث التحق 12 طالباً بعدد من الشركات، ومن ثم تأسست في عام 1983 شعبة العلاقات الصناعية وكانت تتبع آنذاك كلية الخليج للتكنولوجيا.وبعد إنشاء جامعة البحرين عام 1986، أصبحت شعبة العلاقات الصناعية إحدى الشعب العاملة تحت دائرة التخطيط والتطوير والعلاقات العامة. وفي عام 1996 انضوت الشعبة تحت مظلة مكتب نائب الرئيس للتخطيط وخدمة المجتمع، وتغير مسماها من شعبة العلاقات الصناعية إلى شعبة العلاقات المهنية، ثم إلى شعبة التدريب المهني عام 2005.مضى على التدريب العملي نحو 33 عاماً، تم خلالها إدخال الكثير من التعديلات والتطويرات ضمن خطة الجامعة في التدريب، وزاد عدد الطلبة المتدربين من 12 طالباً عام 1981 إلى نحو 1709 متدرباً عام 2007 ـ 2008، فيما زاد عدد الكليات والبرامج المطبقة لاستراتيجية التدريب كمقرر أساس للتخرج لتشمل 6 كليات و38 برنامجاً في عام 2008 ـ 2009.الأشغال وذكر قسم العلاقات العامة المعني بشؤون المتدربين لدى وزارة الأشغال، أن عدد الطلبة المتدربين في قطاعات الوزارة بلغ ما بين عامي 2012 و2013 حوالي 190 متدرباً، مقابل 124 متدرباً سنة 2014.ولدى سؤال «الوطن» عن طبيعة فترة التدريب، قال المسؤولون بالقسم إن عملية التدريب يغلب عليها الطابع العملي بصورة أكبر من النظري، لأنهم يضعون في الاعتبار أن الجانب النظري تتم تغطيته من خلال المقررات الدراسية في الجامعات. وأضافوا «عادة ما تكون الأيام الأولى عبارة عن فترة تمهيدية، حيث يستقبل قسم التدريب والتطوير الطلبة المتدربين، ويتم تقديم شرح مفصل عن طبيعة عمل وزارة الأشغال واستراتيجيتها وأهم مشروعاتها القائمة، قبل توزيع الطلبة المتدربين على قطاعات الوزارة كلاً في مجال تخصصه». وذكروا أن فترة التدريب العملي تستغرق زهاء 300 ساعة، يتنقل خلالها المتدرب داخل الأقسام والإدارات المختلفة إضافة للتدريب الميداني في مواقع العمل، من خلال الزيارات الميدانية للمشروعات، والاطلاع عن قرب على كيفية سير العمل حسب حجم المشروع وطبيعته.وقال المسؤولون إن الوزارة لم توظف أي من الطلبة المتدربين لديها، لأن الطالب المتدرب لم يتخرج بعد، وعليه استكمال باقي مقرراته الدراسية بالجامعة بعد فترة التدريب العملي، باعتبار ساعات التدريب العملي جزءاً من متطلبات التخرج وأحد المقررات الدراسية. وأردفوا «بعد إتمام متطلبات الحصول على الشهادة الجامعية، بإمكان المتدرب التقدم بطلب وظيفة عن طريق ديوان الخدمة المدنية، وبدوره يرسل طلبات التوظيف للجهات الحكومية حسب حاجتها».وبلغت الميزانية المخصصة للتدريب لدى وزارة الأشغال خلال العام الماضي حوالي 17800 دينار، قبل أن تنخفض إلى 11100 دينار في العام الجاري. حالات التدريب الوهمي مستحيلةووصف مشرف التدريب العملي بقسم الإعلام في جامعة البحرين د.جمال عبدالعظيم حالات التدريب الوهمي بـ»المستحيلة»، مشيراً إلى أن الجامعة توفر أماكن تدريب لمختلف التخصصات في القطاعين العام والخاص.وقال لـ»الوطن» إن «الجامعة تتبع إجراءات معينة بناء على قوانين الجامعة لتسهيل عملية التدريب للطلبة، وليس هناك أي صعوبات فيما يخص التدريب العملي».وأضاف أن «الجامعة تضبط حالات التدريب الوهمي من خلال طلب تقارير مفصلة من كل طالب توضح المهام المكلف بها من جهة التدريب»، مشيراً إلى أن «المشرف على مقرر التدريب العملي، وينفذ زيارات مفاجئة للمتدربين في مكان التدريب، لتفقد أداء المتدرب و مدى التزامه بالعمل، ما يجعل التدريب الوهمي مستحيلاً».فيما نفى رئيس جمعية الصحافيين البحرينية مؤنس المردي، وجود أي من أشكال ممارسات التدريب الوهمي في الصحف البحرينية، معللاً بالقول «الجرائد تمنح فرصاً مختلفة للمتدربين وفي أقسام عديدة، فإن كانت لا ترغب بالتدريب، لا أحد يلزمها باستضافتهم».ووصف سياسات التدريب المتبعة من قبل الصحف البحرينية مع الطلبة بـ«الفرص الجميلة»، حيث يتمكن فيها المتدرب من ممارسة العمل ميدانياً يوماً بيوم، وتمكينهم من إجادة الأسس الفنية للصحافة.وحث المردي المتدربين على معرفة الهدف الحقيقي لوجودهم في المؤسسات التدريبية، إن كان الرغبة فقط في إتمام المتطلبات الجامعية، أم اكتساب الخبرات والنفحات المعرفية. وأضاف أن على المؤسسات الإحاطة برغبة المتدرب إن كان يريد مواصلة التدريب لفترة طويلة أم قصيرة، لأن جهلها يسبب إرباكاً لجهة اختلاف الطرق التعليمية.